قال إريك ترايجر، الخبير بمعهد واشنطن الأمريكى لدراسات الشرق الأدنى، إنه على الرغم من التفاؤل المبكر أثناء ثورة الخامس والعشرين من يناير، والتى لا يزال يعتبرها أكثر الأشياء الملهمة التى رآها على الإطلاق، لكن بعد السنوات البائسة التى تلتها، فإن آمال النشطاء تبدو الآن أسوأ من أن تكون غريبة، وبدت وهمية، وبدلا من اختبار أوهام النشطاء، ناهيك عن انتقادها بأى طريقة مهمة، فإن فيلم "الميدان" الوثائقى منحهم قيمة عظيمة، وحياهم لإدخالهم ثقافة احتجاج، حتى فى ظل حرق العنف لمصر أكثر من أى وقت مضى.
ويضيف ترايجر، فى مقاله بصحيفة "ذى أتلانتك" الأمريكية، أن النشطاء لم يتوقعوا أبدا أن احتجاجاتهم فى 25 يناير، ضد وحشية الشرطة ستؤدى للإطاحة بمبارك بعد 18 يوما، ومن ثم فإن افتقارهم للاستعداد لمواجهة التحديات اللاحقة، كان مفهوما إلى حد كبير. لكن على مدار الفيلم، لم يتعلم النشطاء شيئا من سوء تقديراتهم السابقة مع مضى الوقت قدما.
وفى هذا الصدد، تبرز علاقة المحتجين بالجيش، ويتحدث الكاتب فى مقاله عن وثائقى الميدان للمخرجة المصرية الأمريكية جيهان نجومى، والذى يتحدث عن أحداث ثورة يناير، وما بعدها.
ويقول إن المجموعة الصغيرة من المحتجين الذين سلط عليهم الفيلم الضوء قبلوا بقلق تولى المجلس العسكرى، لإدارة شئون لبلاد، فى حين أن باقى الفيلم يسلط الضوء على العنف، إبان هذه الفترة.. ويتابع قائلا إنه بعد عام واحد فقط، من حكم مرسى، والمصور فى 15 دقيقة فى أحداث الفيلم، كان النشطاء فجاة مستعدين لعودة الجيش.
ومن ناحية أخرى، وجه تريجر انتقاده للنشطاء لأنهم لم يغادروا أبدا ميدان التحرير، ولم يتطرقو إلى الأحياء الفقيرة فى القاهرة، ولم يتحدثوا مع المواطنين فى دلتا النيل أو الصعيد، بل إنهم حتى لم يتحدثوا مع أصحاب المتاجر الموجودة فى ميدان التحرير، بل إنهم لم يتواصلوا مع أى أحد، لم يناسب صفاتهم العامة، أن يكون شابا،ويسارى غامض. ولم يتواجه النشطاء مع أشخاص من أصحاب الرؤى المختلفة، وكانوا أكثر ميلا للصراخ عن الاستماع.
ويمضى الكاتب قائلا إن فيلم الميدان يصور بالكاد النشطاء الذين تناولهم كقصص نجاح، واعترف حقا بالعنف الذى وقع ، بعد عزل مرسى من الحكم.. لكن باحتفال الفيلم بهؤلاء لتقديمهم ثقافة الاحتجاج إلى مصر، فإنه يتجاهل تعقيدا أكثر أهمية، وهو أن عدم استعداد النشطاء لفعل أى شىء سوى الاحتجاج، قد صرف العديد من المصريين عنهم.
ويرى أن قانون تنظيم التظاهر الجديد، ليس فقط نتيجة لنظام استبدادى كما يقول، بل أنه نتاج سياق اجتماعى أوسع سئم للغاية من الاضطراب، لدرجة أنه سيقبل بتدبير صارمة ضد النشطاء الذين اعتبرهم المصريون أبطالا قبل 3 سنوات.
وختم ترايجر مقاله قائلا لو استمر النشطاء فى حملتهم من أجل مصر، غير ديكتاتورية، حسبما يشير الفيلم، فيجب عليهم أن يصيغوا أجندة ملموسة ويتواصلوا بشكل أفضل مع الرأى العام المصرى وأن ينظموا أنفسهم خارج وسط القاهرة.
لمزيد من التحقيقات..
انفراد.. "الإسكان" تدرس تشريع جديد لتصالح المخالفين.. محلب: الهدف من التشريع التعامل مع المخالفات بدون ترخيص.. ولن نتصالح مع من اعتدى على الأراضى الزراعية أو أملاك الدولة
القوى المدنية تشيد بقرار السماح للمواطنين بالتصويت بأماكن تواجدهم فى الاستفتاء.."التجمع": يرفع نسبة المشاركة لـ80%.. "تيار الاستقلال" ينقذ 8 ملايين صوت من الضياع.. و"مصر القوية" يبدى تحفظه كالعادة
ليلة ساخنة بسيناء.. تكثيف التواجد قرب حدود غزة.. وإطلاق النار على فلسطينيين أثناء تسللهما عبر الأنفاق.. ومديرية الأمن تضبط ذخائر وقذيفة "أر بى جى" و45 هارباً.. والجيش يدمر مخزن متفجرات بالشيخ زويد
خبير بمعهد واشنطن ينتقد نشطاء يناير من خلال فيلم "الميدان".. إريك ترايجر: النشطاء لم يغادروا التحرير وكانوا أكثر ميلا للصراخ.. قانون التظاهر ليس نتاج حكم مستبد فقط بل نتيجة لمجتمع سئم الاضطراب
الثلاثاء، 07 يناير 2014 12:34 م