اتسم الكاتب الكبير إبراهيم أصلان بخفة الروح وحب الحياة، فتعددت نوادره وطرائفه ومواقفه أيضا، التى يتذكرها أصدقاؤه فى ذكراه الثانية، وكانت أبز معاركه هى معركة وليمة أعشاب البحر الصادرة عن سلسلة آفاق التابعة للهيئة العامة للكتاب التى كان يترأسها الراحل، وهو ما دفع الجماعات الدينية وقتها لإهدار دمه، كما كان للراحل معركة أخرى لكنها كانت أقل حدة وهى معركته مع الكاتب يحيى الطاهر عبد الله والتى يقول عنها الروائى عبده جبير أن كانت معركة غيرة ومنافسة بين الأديبين الراحلين وذات يوم فى السبعينات صرح يحيى الطاهر عبد الله بأن أدب ولغة أصلان يشبه الترجمة وليست لغة عربية فصيحة، كما قال على أصلان أن يبحث عن عمل آخر غير الكتابة، لأنه "جميل جدا"، فكيف يكون كاتب قصة وهو وسيم هكذا.
ويضيف جبير إذا بأصلان يغضب بشدة ودار فى المقاهى والشوارع باحثاً عن يحيى الطاهر ليتشاجر معه، فألتقانى ومحمود الوردانى بأحد الشوارع وقال لنا بانفعال شديد أحملا هذه الرسالة ليحيى ورفع أصبعيه الوسطى والإبهام، إذا لم يكف عن الحديث عنى سوف أخزق عينيه، فما كان من الطاهر إلا أن مشى فى الشوارع يقول "يا خويا يا حبيبى إبراهيم أصلان بيدور على علشان يخزق عينى"، وعندما توفى يحيى الطاهر بكاه أصلان بكاءً شديداً وقال لقد افتقدنا كاتباً عظيماً.
بينما قال الفنان التشكيلى عادل السيوى، إن أصلان كان مرحاً للغاية وصاحب لازمة شهيرة وهى يا راجل، وشوف إزاى حتى إن شخصياته كانت ترد عليه بنفس الكلمات فى الحوار، وذات يوم سألته لماذا تختزل كتابتك بهذا الشكل، فقال إنه يذكر دائماً كوبليه من شعر مرسى جميل عزيز وغناء محرم فؤاد "شفا ورد وسنة لولى.. من بعيد اتبسمولى"، حيث إن الشاعر خلق الصورة من بضع كلمات قصيرة، وذكر السيوى أيضاً أن أصلان قال له عقب ثورة يناير "تخيل يا عادل كان ممكن أموت قبل ما أشوف كل الحاجات اللى حصلت دى، مشيراً للثورة بالفعل"، وأضاف أصلان ده كان حيبقى مقلب كبير لى.
بينما قال المحامى أمير سالم، الذى تولى الدفاع عنه فى قضية وليمة أعشاب البحر، إن بعض الجماعات الدينية المتطرفة أهدرت دم أصلان وخرجت مظاهرات من الأزهر تطالب برأسه، وهو ما استقبله أصلان بخفة دم ومرح ولم يخشَ شيئا، إلى أن انتهت الأزمة.
لمزيد من أخبار الثقافة
ندوة مفتوحة لمناقشة كتاب "نقد الفكر الدينى" بالجيزويت الثقافى
ندوة لمناقشة كتاب "تناقضات المؤرخين" بالمركز القومى للترجمة غداً
رواية "فى قلبى أنثى عبرية" لخولة حمدى تتناول المجتمع اليهودى والمقاومة اللبنانية