"مالك الحزين" الذى رحل عن دنيانا قبل سنتين من الآن، والذى رسم بقلمه الحارة المصرية، فأبدع فى تصويرها والتعبير عنها، فاستحق أن يكون أفضل من كتب عن الحارة من جيل الستينيات، أصلان الذى أخلص لأصدقائه، فأخلصوا له، وأحبوه، يتحدثوا عن ذكرياتهم معه، والمواقف التى جمعتهم، وقربتهم.
بصعوبة شديدة يحاول الناشر محمد هاشم، صاحب دار ميريت، أن يمسك بخيط ذكرياته مع إبراهيم أصلان، فيتذكر وهو يمسك دموع عينيه ذكرياته مع "أصلان" موقف غضبه الشديد من سياسية الرئيس المعزول مبارك، حينما شارك مع جماعة أدباء وفنانين من أجل التغيير فى وقفة احتجاجية بوسط البلد فى شهر أغسطس لعام 2005، وكيف كان يصرخ "أصلان"، وهو يردد الشعارات الرافضة لسياسيات النظام والتوريث، يصمت كثيرًا وهو يتحدث وتختلط عليه الذكريات، فيقول ذكرياتى خاصة جداً، ولكنها ليست أحادية ففيها ستجد خيرى شلبى وأحمد فؤاد نجم، وغيرهم كثيرون.
بينما يقول الروائى محمود الوردانى عن ذكرياته بأصلان، بعد صمت طويل وكأنه يستجمع قواه لحديث، أول مرة التقى فيها بأصلان كان فى عام 1968، وكان الراحل يتمتع بروح خفيفة الظل، وموهبة استمدها من خبرته فى الحياة، وليس الكتب، ومع ذلك فكانت مكتبته عامرة بكتب مختلفة، وأذكر أننى منذ أول معرفتى به، أعطانى مكتبته كاملة أقرأها مجزأة على مدى 8 سنوات، فهو إذا أحب كتاب جعل الجميع يتشاركون معه فى قراءته، ولم يكن ينتمى لأى تيار سياسى، فهو شخص "مفيهوش غلطة" لم يعرف عنه باطن غير الظاهر، ولست حزين على موته، بل فرحان إنه قدر يعيش حياته كلها وهو محترم لم يخضع حتى لسلطة مبارك، ورفض مقابلته بزعم أنه مريض، حين طلب مبارك مقابلته.
حدثنا أيضا الروائى فؤاد قنديل عن ذكرياته مع أصلان، فبدأ حديثه بتنهيدة أطلقها من القلب دليلا عن الحزن لفراق أصلان، ثم قال، تعرفت عليه فى نهاية السبعينيات وجمعتنى به ذكريات عديدة، وسافرنا معًا إلى العراق عدة مرات، وهو كان دائماً يبحث عنى، حتى أرافقه باستمرار، ولم يبخل علىّ بالتعبير عن رضاه بكتاباتى، إذ كان يقول لى، "أنت تتمتع بخيال غير عادى، وهذا يجعلك مميزاً وسط الأدباء"، وكنت أظن أنه يمكن أن يرافقنى حتى نهاية العمر، ولكن الموت لا يعترف بأمنياتنا.
لمزيد من أخبار الثقافة
ندوة مفتوحة لمناقشة كتاب "نقد الفكر الدينى" بالجيزويت الثقافى
ندوة لمناقشة كتاب "تناقضات المؤرخين" بالمركز القومى للترجمة غداً
رواية "فى قلبى أنثى عبرية" لخولة حمدى تتناول المجتمع اليهودى والمقاومة اللبنانية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة