البداية كانت ثورة على عصر فاسد، ومهما كانت نوعية من بدأ شرارة الثورة إلا أنه بالتأكيد أن غالبية الشعب المصرى شاركت عن طواعية فى الثورة أملا فى الإصلاح والانتقال إلى عصر جديد، إلا أن الثورة اصطدمت للأسف بعدة عوائق من أهمها على الإطلاق، عدم تفرقة غالبية الشعب بين الحرية بعد أعوام من الكبت، وبين الفوضى الخلاقة فاندفع البعض ليتجاوز حدود المطالبة بحقوقه الضائعة إلى المطالبة بما هو ليس حقًا، فاختلط الحق بالباطل، وضاعت حقوق بسبب همجية من ليس لهم حقوق، يضاف إلى ذلك الصراع بين أطراف متعددة للفوز بـ"كعكة" ما بعد الثورة، فاختلف رفقاء الأمس وتم استخدام كل أساليب ووسائل التخوين والعمالة بل والتكفير بين أصدقاء الأمس، فتفرق الجميع شيعًا بعد أن كان الكل يدًا واحدة وذلك يرجع إلى سوء النوايا وعدم إخلاص العمل لوجه الله والوطن، وبالطبع نال كل ذلك رضا فئات لم تكن راضية عن الثورة، لأنها سلبت مكتسباتها من العصر البائد وانضم إليهم فئة صامتة، وهى تمثل قطاعًا كبيرًا من الشعب لأنها لم تجد تغييرًا فى حياتها بل وجدت أن الأمر يزداد سوءًا وسط حالات التخوين والعمالة والتهجم على أركان الدولة حتى انتهى بنا الأمر إلى العودة إلى نقطة الصفر.
الخلاصة.. إننا جميعًا نحتاج لإصلاح أنفسنا قبل إصلاح المجتمع، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
