يحيى الرخاوى

عودة إلى دروس الحرية (6)

الإثنين، 06 يناير 2014 08:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مقدمة:
مازالت الكلمات تتردد بدون معنى، ومازال التردد يعوق دون مبرر، فى الحلقة السابقة عن الحرية لم يعقب قارئ واحد عليها، وعرفت أن كل واحد يتصور أنه حر، ويتمسك بذلك، ولا يريد أن يقلب الأمر، وكنت قررت ألا أكمل لكننى شعرت أننى بذلك أقلل من ثقتى بالناس، فعدت إلى الموضوع ثقة بأهلى وبربنا، وبالحرية الحقيقية.

‏(1)‏
إشكالية‏ ‏الحرية‏، ‏وضرورتها‏ ‏تأتى ‏من‏:‏
استحالة‏ ‏التنبؤ‏ ‏بالرأى ‏الأصح الأوحد
واستحالة‏ ‏ ‏انتظار‏ ‏اختبار‏ ‏الزمن‏ ‏لمختلف‏ ‏الآراء
واستحالة‏ المغامرة بالتسليم ‏ ‏للرأى ‏الأقوى
واستحالة‏ ‏التهوين‏ ‏من‏ ‏الرأى ‏الأنجح
واستحالة‏ ‏إلغاء‏ ‏الرأى ‏الأضعف
يا‏ ‏للصداع‏ ‏البشرى ‏الحر‏ المزمن.‏

‏(2)‏
قانون البقاء بلغة ‏ ‏الحرية‏ ‏يقول: "البقاء للأرجح"
أما‏ ‏قانون‏ ‏الفناء بلغة الرأى الواحد فيقول: "الفناء للألمع"!

‏(3)‏
الذين‏ ‏يؤمنون‏ ‏بالحرية‏ ‏لا‏ ‏يستبعدون‏ ‏أن ثمَّ رأيا واحدا هو‏ ‏الأصح‏، ‏فقط هم لا يعرفونه، ويعرفون أنهم لن يعرفوه.

الحرية‏ هى أن تسير فى اتجاهه متنقلا بين سائر الآراء دون أن تغير سهم البوصلة.

‏(4)‏
لا‏ ‏اختلاف‏ ‏على ‏أن‏ ‏الرأى ‏الصحيح‏ ‏هو‏ ‏الرأى ‏الصحي ‏‏ولكن‏ ‏الاختلاف‏ ‏حول‏ ‏ما‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏هو‏ ‏رأيى ‏أم‏ ‏رأيك ‏وكذا ‏حول كيفية‏ ‏الوصول‏ ‏إليه.‏

أن تكون حرا هو أن تـواصل، وأن أواصل، ونحن نتواصل، فيتولد لكل منا رأى صحيح جديد، لا يتعارض مع الرأى الصحيح الصحيح فى الأفق البعيد، بلا تحديد.

‏(5)‏
كن‏ ‏"عاقلا"، ‏"حرا‏"، ‏"متزنا"‏: ‏بأن‏ تفكّر‏ ‏بطريقتى!!!

‏(6)‏
إذا‏ ‏كانت‏ ‏الحرية‏ ‏المطلقة‏ ‏خدعة‏ ‏وطُعما‏ ‏للأغبياء‏،
‏فإن‏ ‏الحرية‏ ‏المشروطة‏ ‏هى ‏حكر‏ ‏لمن‏ ‏يضع‏ ‏الشروط‏،
‏سوف أقبل شروطك

مناورة ‏حتى ‏أتمكن‏ ‏من‏ ‏وضع‏ ‏شروطى ‏أذكى وأخفى.
ما رأيك؟!
هلاّ تنازت عن شروطك، لأتنازل أنا أيضًا عن شروطى، تتفتح لنا معا طرقًا أشرف.

‏(7)‏
حين‏ ‏تخالفنى ‏جدًا وأنت تحاول وأنا أحاول، فسوف تثرينى حتى لو تصورت أنا أننى انتصرت عليك، أو تصورتَ أنت مثل ذلك.
إن ما يتبقى من حيوية خلافنا هو وقود حركية حرية كل منا.

‏(8)‏
‏ ‏أن‏ ‏تغير‏ ‏رأيك‏ ‏بعد‏ ‏قليل‏، أو بعد كثير، ‏هو‏ ‏فخر‏ ‏تحررك‏ ‏من‏ ‏أو‏هام‏ ‏ذاتك‏، لكن إياك أن تستسهلها وإلا فلن ترسو على بر أبدا.

لا بد أن ترسو على بر، وأن تثبت‏ ‏أقدامك‏ ‏حيث‏ ‏أنت‏، ‏حتى ‏تتمكن‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏تنطلق إلى بر آخر، مع مخاطرة عبور الأنهار بشلالاتها وجنادلها، طول الوقت. ‏ ‏








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

يا دكتور يحىى اذا كانت الحريه بكل هذه الاستحالات فمؤكد تمثال الحريه الامريكانى اكذوبه كبرى

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الفكر المكبل لا يصنع ابداعا ولا ينتج انجازا - نحن فى الحقيقه اسرى القهر واساطير الظلام

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

كبت الحريات ينتج دوله فاشله شعبها متردد خانع كسول اتكالى متطفل غير منتج لا راى له

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

سمير الرفاعي

لاتعليق

لاتعليق لان الامر يحتاج ان اقرأ المقالة مرة أخري

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة