مهما كان فى يدك، ابدأ به، ليزيد عطاؤك، وينمو حسابك، فأنت بذلك تجدد الرغبة المستمرة بداخلك فى إعطاء المزيد من الخير لتستشعر به جمال روحك وردود فعل من حولك، فهى تذكرة للثقة ومصدر رائع لمضاعفة حسناتك، حتى ولو لم تكن تملك المال فهناك الكثير لديك لتساعد به الآخرين، نعم إنك تجدد مبدأ الكون فى العطاء والتبادل، وأن مازال هناك قلوب ثابتة على المبادئ والدين.
فهناك من ينتظر منك ابتسامة، كلمة، وجودك معه لحظات.. فلا تبخل عليه بزيارتك، فمن السهل الذهاب إلى دار أيتام أو مسنين أو زيارة مريض.. بزهرة جميلة تقطفها من بستان رحمتك تجدد معهم حياتهم وتستشعر معهم عطر وجودك.
نعم تستطيع بكلمات بسيطة أن تنسج من خيوط المودة والرحمة لديك الكثير، تسعد وتفرج بها عن مهموم كربه، وتخفف همه، لا تلقى بالفائض عندك من ملابس أو طعام فى سلة المهملات، بل تذكر أن هناك من ينتظرك فى برد الشتاء، أو ينتظر منك كسرة خبز يسد به جوعه ويسكن من ألمه، كذلك لا تبخل بخبرتك مع من حولك فى مساعدتهم بعلمك ومعرفتك وقدرتك فأنت تبنى جسرا من المودة والرحمة قد لا تستشعره فى حينه، ولكن غدا سوف تعبر عليه إلى جنتك.
فكن رفيقا، كن نقيا، كن تقيا، كن جميلا، كن محبا، كن صادقا، كن شجاعا.. كن كما تريد أنت وبما تؤمن به، ولا تنشغل إلا بعملك ويقينك بأن القادم أجمل وأفضل ذلك يشعرك بوجودك وكيانك.
لذلك لا تجعل الخير حبيس نفسك، كالذى يجمع الورود ليحتفظ بها، ظنا منه أنها ستظل يانعة، بل سر وأجعل عطر وجودك وثقتك بنفسك ويقينك بالله، يفوح لك ولمن حولك أينما ذهبت بالخير الكثير.
يقول وليم بن: "لن أمر فى طريق هذه الحياة سوى مرة واحدة، لذا، فدعنى أبدى ما أستطيع أن أبديه من شفقة ورحمة ودعنى أفعل كل الخيرات التى أستطيع فعلها لأى إنسان، دعنى أفعل ذلك الآن دون تأخير أو إهمال، فلن أمر من هذه الطريق مرة أخرى."
لذلك ثق تماما أن كلماتك البسيطة وابتسامتك الرقيقة والتى قد تكون فى نظرك قليلة، سوف تكون لها مفعول السحر فى من تقابله، فهو يستشعر منك رائحة الورود العطرة اليانعة معك طوال الطريق، فأنت تجدد الآمال الممكنة، فلا تجعل خيراتك فى صندوق مغلق يصرخ ويئن من وحدته هو الآخر، بل افتحه الآن ولا تدخر كلماتك لتقولها فيما بعد، بل قلها الآن وأسعد نفسك ومن حولك.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر الصيدلي
مبدع