حث الكاتب الصحفى الكويتى، أحمد الجار الله، فى مقاله اليومى بصحيفة السياسة الكويتية، الشعب المصرى على المشاركة فى الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد استكمالا لثورة 30 يونيو.
وأوضح أن مصر فى الاستفتاء على الدستور الجديد إما أن تثبت الانتماء إلى حركة التنوير الأزهرية المستمرة منذ أكثر من ألف عام، أو تختار ثقافة "تورا بورا" و"قندهار" الطالبانية.
والى نص المقال:
تفصلنا أيام قليلة عن الامتحان الحقيقى لمصر، وخيارها بين الدولة الحديثة القوية القادرة، أو تلك الفاشلة أسيرة الإرهابيين الذين لم يخفوا هويتهم الدموية يوما، بين الانتماء إلى الوطن أو الغرق فى ظلامية جماعة التجهيل والعنف والقتل.
الاستفتاء على الدستور المصرى الجديد ليس مجرد مناسبة عابرة، إنه دليل الإثبات على شفاء أرض الكنانة، من فيروس جماعة "الإخوان" الإرهابية، لذلك فإن الشعب المصرى الذى خرج بالملايين فى الثلاثين من يونيو الماضى إلى الشوارع والميادين لاستئصال هذا الفيروس من جسم الدولة، عليه أن يشارك بكثافة فى هذا الاستفتاء استكمالا لثورة 30 يونيو.
حين خرج نحو 40 مليونا إلى الشوارع والميادين، لإسقاط حكم المرشد، كانوا يخلصون بلدهم من لوثة الإقصاء والعزل، وهدم المعبد على من فيه. هؤلاء خرجوا لإنقاذ مصر، ودول"مجلس التعاون" والعالم العربى، بل لا نبالغ فى القول، لإنقاذ العالم الإسلامى من سرطان جماعة ولدت من رحمها كل عصابات التطرف، بدءا من "القاعدة" وانتهاء بـ"داعش" وغيرها التى تعمل على تشويه وجه الإسلام الحقيقى.
نعم، العالم كله ينظر إلى مصر الثائرة، أن تثبت حضارية ثورتها باختيارها ممارسة تكون خلاصة حضارة سبعة آلاف عام، لم تكن طوال التاريخ مجرد شواهد وأهرامات جامدة، بل كانت حياة يومية يعيشها المصرى المطالب اليوم أن يثبت انتماءه إلى تلك الأرض والحضارة، بعبوره إلى فضاء الدولة الحديثة.
مصر اليوم فى مرحلة نقاهة، فإما أن تتغلب على المرض أو تستسلم لليأس، فى ظل هجمة ميكروب الإرهاب، فتضاف إلى سلسلة الدول العربية الفاشلة، وتتحول يمناً ابتلى بـ"القاعدة" والجماعات الإرهابية الأخرى، أو عراقا تضربه عواصف الخروج على الدولة، أو لبناناً تتجول فيه المجازر المفخخة، أو صومالا يحكمه سكنة الكهوف.
مصر فى الاستفتاء على الدستور الجديد إما تثبت الانتماء إلى حركة التنوير الأزهرية المستمرة منذ أكثر من ألف عام، أو تختار ثقافة تورا بورا وقندهار الطالبانية.
لكل هذا، فى الرابع عشر والخامس عشر من الشهر الجارى، لن يقول المصريون نعم أو لا لهذا الحاكم أو ذاك، إنما سيختارون بين العودة لفعلهم الحضارى أو ظلامية التطرف التى رأينا كيف بدأت تبث الرعب فى نفوس الأبرياء فور خروجها من السلطة، فأدخلت ثقافة السيارات المفخخة إلى أرض مصر.
هذا الشعب العظيم الذى أثلج صدورنا فى دول "مجلس التعاون" حين أسقط حكم الجماعة الإرهابية، عليه أن يستكمل رحلة الشفاء، وأن يعيد مصر إلى حقيقتها الإسلامية الوسطية المعتدلة.
الكاتب الصحفى الكويتى أحمد الجار الله
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة