رغم التواجد الرسمى والإعلامى القوى بالجناح المصرى المشارك فى بورصة "الإيمت" المقامة بإسطنبول، إلا أن غياب القطاع السياحى الخاص للشركات والفنادق، أحرج المسئولين عن المكتب السياحى المصرى، وأظهر الجناح المصرى بصورة سيئة، ولفت أنظار المشاركين للخروج مصر من السوق التركى على خلفية الخلافات السياسية بين البلدين رغم التنوع الذى يشهده الجناح المصرى من عناصر جذب سياحى فريدة التميز، وما حدث يعكس بصورة غير مباشرة التخاذل الكبير للشركات السياحية والفندقية المصرية ، وأن مصالحهم الشخصية تعلو على مصلحة الوطن، فالخلافات السياسية الحالية بين مصر وتركيا تحتم على الجميع الإصرار على تواجد مشرف لمصر فى جميع المناسبات التى تقام فى تركيا، خلال فترة إقامة المعرض.
حيث شهد الجناح المصرى إقبالا من وسائل الإعلام والشركات التركية، حيث أجرى أحمد على، المستشار السياحى بتركيا واليونان ودول البلقان، اكثر من 50 لقاء مهنيا وإعلاميا، والذى أكد فيه على أهمية الفصل بين العلاقات السياسية والاقتصادية، وأن السائح التركى مرحب به فى مصر.
وأكد عدد من منظمى الرحلات الأتراك أنهم كانوا يتوقعون وجود عدد كبير من الشركات السياحية والفندقية هذا العام، ولكنهم لم يجدوا أية شركة يتعاملون معها حتى إن شركة "لاكى تورز" الحكومية التى أعلنت مشاركتها بالجناح المصرى، اعتذرت عن المشاركة قبل بدء فعاليات المعرض بـ3 أيام، الأمر الذى يعكس ازدواجية فى القطاع السياحى المصرى وغياب التنسيق بين القطاع الرسمى والخاص.
وأكد أمير فهيم، الخبير السياحى والإعلامى المشارك فى البورصة، أن ما حدث من القطاع السياحى الخاص مؤشر خطير يؤكد حالة التخبط لدى منظمات القطاع الخاص، حيث قامت وزارة السياحة بإرسال خطاب إلى اتحاد الغرف السياحية منذ أكثر من شهرين، يفيد بمشاركة الوزارة بجناح كبير على مساحة 182 مترا فى معرض "الإيمت" السياحى الدولى بإسطنبول، ومن يرغب فى المشاركة فعليه إبلاغ هيئة تنشيط السياحة والمكتب السياحى المصرى بإسطنبول، وقد تم تعميم هذا الخطاب على غرفة شركات السياحة والفنادق ولكن دون جدوى.
وقال فهيم، إن السوق التركى وإسطنبول تحديدا تعتبر نقطة التقاء سائحى أوروبا الشرق ودول الشرق الأقصى، ولذلك فإن هذا المعرض يتميز بتواجد قوى لتلك الدول التى تعتبر من الأسواق الواعدة بالنسبة للسياحة المصرية، وكان لابد من عقد لقاءات بينها وبين الشركات السياحة المصرية التى غابت وأحرجت مصر سياسيا وسياحيا.
يذكر أن شركات السياحة والفنادق المصرية ألغت مشاركتها فى الجناح المصرى بالمعرض السياحى " الإيمت"، بسبب التوترات السياسية التى تشهدها البلدان على خلفية تصريحات رئيس الوزراء التركى رجب أردغاون وتدخله فى الشئون المصرية وعدم اعترافه بثورة 30 يونيه، ودعمه المستمر لجماعة الإخوان الإرهابية.
وقال أحمد على، مدير مكتب هيئة تنشيط السياحة فى تركيا واليونان ودول البلقان، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" إنه فوجئ بإلغاء أصحاب الشركات السياحية والفنادق تعاقدها مع الشركة المنظمة للمعرض، لاعتراضهم على سياسة رئيس الوزراء التركى تجاه مصر، مؤكدا أن الجهات المشاركة فى الجناح المصرى المقام على مساحة 182مترا هذا العام، هما هيئة تنشيط السياحة وشركة مصر للطيران فقط.
غياب شركات السياحة يحرج الجناح المصرى بمعرض "الإيمت" بإسطنبول
الجمعة، 31 يناير 2014 02:56 م