حذر التقرير العالمى لمرصد "التعليم للجميع"، والصادر عن منظمة اليونسكو "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة"، من تأثير أزمة التعليم التى تمر بها مصر الآن، على أجيال عديدة من الأطفال، إذا لم يجرِ العمل على تعزيز عملية التدريس.
وكشف الإصدار الحادى عشر، أمس الخميس، أن أزمة التعلّم العالمية تُكلّف الحكومات مبلغا قدره 129 مليار دولار سنوياً، ويتم إهدار 10% من الإنفاق العالمى على التعليم الابتدائى فى إطار التعليم ذى النوعية السيئة الذى يفشل فى ضمان استفادة الأطفال من عملية التعلُّم، ويؤدى بدوره إلى جعل ربع الطلاب فى البلاد الفقيرة غير مؤهلين لقراءة جملة واحدة.
وأشار التقرير إلى أن المعلمين الجيّدين هم الذين يُمثّلون السبيل إلى تحقيق التحسن، ويدعو الحكومات إلى توفير أفضل المهنيين فى هذا المجال لأولئك الذين هم فى أمس الحاجة إليهم، وحذّر التقرير من الاستمرار فى إهمال تحقيق الجودة للجميع من أنه إذا لم يجرِ استقطاب أعداد كافية من المعلمين وتدريبهم تدريباً مناسباً، فإن أزمة التعلّم ستستمر لعدة أجيال وسيكون ضررها أشد على المحرومين، موضحا أن عدد الذين سيتمكنون من إنهاء مرحلة الدراسة الابتدائية بعد أن يكونوا قد تعلّموا أسس القراءة والرياضيات لن يتجاوز خمس الأطفال لدى الفئات الأشد فقراً فى العديد من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وأضاف: "ما يقارب من 175 مليون طالب من طلاب البلاد الفقيرة، ما يعادل ربع عدد الطلاب لا يتمكنون من قراءة جملة بأكملها أو جزء منها، وتشمل هذه الظاهرة ثلث عدد الفتيات فى جنوب وغرب آسيا، ووفقاً للاتجاهات الراهنة، وتشير التوقعات الواردة فى التقرير إلى أنه يتعيّن الانتظار حتى عام 2072 ليتسنى لجميع الطالبات الأشد فقراً فى البلدان النامية التمكّن من القراءة والكتابة، وقد يتعيّن انتظار حلول القرن المقبل لكى تتمكن جميع الفتيات اللاتى ينتمين إلى الأسر الأشد فقراً فى إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من إنهاء المرحلة الدنيا من التعليم الثانوى.
وأضحت اليونسكو فى تقريره، أن ثلث البلدان التى تناولها التقرير، يلاحَظ أن أقل من ثلاثة أرباع المعلمين فى المدارس الابتدائية القائمين على رأس عملهم يتم تدريبهم وفقاً للمعايير الوطنية، وفى غرب إفريقيا، حيث يتعلم عدد ضئيل من الأطفال الأساسيات، يشكل المعلمون الذين يعملون بموجب عقود مؤقتة وبأجور منخفضة ويحظون بالقليل من التدريب الرسمى أكثر من نصف القوة العاملة التدريسية.
وقالت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، فى هذا الصدد: "إن مستقبل هذا الجيل من الطلاب فى أيدى المعلمين، ويتعيّن علينا تعيين 5.2 مليون معلّم بحلول عام 2015، ونحن بحاجة إلى العمل بجد لدعمهم فى منح الأطفال حقهم فى التعليم العام والمجانى والجيد، مع اعتماد مؤشرات تتيح تتبُّع التقدم الذى يحرزه المهمشون بحيث لا يُهمل أى طالب.
وورد بالتقرير أرقاماً تبين أن تكلفة عدم تمكّن 250 مليون طفل فى العالم، من تعلم الأساسيات يؤدى إلى خسارة تُقدَّر بمبلغ 129 مليار دولار أمريكى، وتخسر 37 دولة ما لا يقل عن نصف المبلغ الذى يُنفَق على التعليم الابتدائى جراء عدم تعلُّم الأطفال، وعلى النقيض من ذلك، يبين التقرير أن ضمان المساواة فى توفير التعليم الجيد للجميع يمكن أن يولد منافع اقتصادية ضخمة تتيح زيادة الناتج المحلى الإجمالى للفرد فى البلد بنسبة 23% على مدى 40 عاماً.
تقرير لليونسكو: تدهور مستوى التعليم بالعالم يفقد الحكومات 129 مليار دولار سنويا.. ويؤكد: نحتاج إلى تعيين 5.2 مليون معلم بحلول عام 2015 وتحسين مستوى الخدمة يحقق زيادة بالناتج المحلى 23%
الجمعة، 31 يناير 2014 02:44 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة