خصص البابا تواضروس الثانى عظته الأسبوعية، مساء اليوم، بالكاتدارئية للحديث عن القديس أنطونيوس مؤسس الرهبنة المصرية.
وقال البابا "إننا نتعلم من القديس الإيجابية والمسئولية، فيجب أن تكون إيجابيا فى حياتك فالأسهل على الإنسان أن يتذمر ولكن الإنسان العظيم يبنى النجاح من النجاح ولكن الأعظم يبنى النجاح من الفشل".
وأضاف البابا خلال عظته بالكاتدرائية اليوم الأربعاء: "اليوم 21 طوبة نحتفل بعيد السيدة العذراء وغدا 22 طوبة نحتفل بنياحة -وفاة- القديس الأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبنة وهو قديس مصرى وأسس الرهبنة بمصر، ومن ثم انتشرت فى العالم فصارت الرهبنة فخر الكنيسة فى كل زمان، وانتشرت الأديرة والحياة الديرية والرهبانية بأشكال عديدة".
وتابع بطريرك الكنيسة القبطية، "من الأمور التى نتعلمها من هذا القديس هى الإيجابية، فهو ترك الحياة وعاش فى البرية- الصحراء- عاش 105 سنة عاصر خلالها 5 أباء بطاركة آخرهم القديس أثناسيوس الرسولى البطريرك العشرين، والإيجابية فى حياته تنمو من الحكمة فنظرة الحكمة للأمور تسمى النظرة الفلسفية، وإيجابية التعامل مع الأحداث فالمواقف والنظرة للأحداث يجب أن تكون إيجابية، ومن مشاهد الإيجابية فى حياة القديس أنطونيوس، عندما كان شابا فكان يواجه المواقف حيث وقف أمام أبيه الذى انتقل -توفى- وقال أنت خرجت من العالم بغير إرادتك أما أنا سأخرج من العالم بإرادتى، وحول فراق الأحباء إلى شكل جديد، والمشهد الثانى فى حياته الكنسية عندما كان شماسا، حيث ترك حياته فى العالم وباع أملاكه وأعطى الفقراء وتوجه للصحراء".
واستطرد البابا، "نتعلم من القديس أنطونيوس المسئولية فكان يثبت الناس على الإيمان فى عصور الاستشهاد، فمصر قدمت فى تاريخها فى ذلك الزمن شهداء بالآلاف وكان عليه مسئولية لأنه كان شيخا ذا هيبة فنزل إلى أماكن الاستشهاد لكى يثبت الناس على الإيمان، وأيضا فى عصر القديس أنطونيوس ظهرت هرطقة "أريوس" وكان يدافع مع القديس أثناسيوس عن الإيمان المستقيم، وكان معتدلا فالإنسان المصرى معتدل ويقال أن الطبيعة المعتدلة نشربها مع مياه النيل، فكان القديس أنطونيوس معتدل أيضا واعتدالية الإنسان فى حياته الروحية تساعده".
وأردف البابا، "أن القديس أنطونيوس أكد أن أهم فضيلة للإنسان هى الإفراز والتمييز حيث يفرز بين المناسب وغير المناسب والخير والشر، فكل موقف له قانون، وكانت حياة وسيرة القديس أنطونيوس، وسيلة جيدة لأنها تتوج كثيرين، فعندما تم نفيه خمس مرات منها مرة فى أوروبا، فاستغل ذلك وسجل قصة حياته وكان ذلك سببا فى نشر الروح النسكية - أى التعبد- خاصة فى أوروبا".
البابا تواضروس: طبيعة المصريين المعتدلة نشربها مع مياه النيل
الأربعاء، 29 يناير 2014 08:41 م