خصص معهد "دراسات الأمن القومى" الإسرائيلى، أحد أكبر المراكز البحثية فى تل أبيب، عدداً من جلساته خلال مؤتمره السنوى الذى عقد أمس، لمناقشة الأوضاع فى مصر، ورسم عدة سيناريوهات مستقبلية عن الحياة السياسية فى القاهرة، والمصاعب التى قد تواجه أى رئيس مقبل.
وجاء فى عدد من الدراسات والأوراق البحثية التى قدمها خبراء المعهد الاستراتيجيون والسياسيون، خلال التقييم السنوى للمعهد، مستقبل مصر السياسى، ومن الرابحين والخاسرين بعد صعود المشير عبد الفتاح السيسى حال ترشحه لانتخابات الرئاسة.
ويؤثر المعهد بشكل كبير فى رسم استراتيجية تل أبيب للأعوام المقبلة، حيث يترأسه الجنرال المتقاعد عاموس يدلين، الذى كان رئيسًا لقسم الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، والذى يتمتع بقرب كبير من مصادر المعلومات فى إسرائيل، كما يؤثر المعهد على الرؤية الاستراتيجية الإسرائيلية بشكل كبير، وينافس أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
وأوضح التقييم العام السنوى للمعهد الإسرائيلى، أنه لن تكون هناك مفاجآت أخرى حول موضوع مصر وثورات "الربيع العربى"، مشيراً إلى أن الأوضاع السياسية الحالية للجماعة "الإخوان المسلمين" الإرهابية، الذين ناضلوا على مدى عقود من أجل الوصول إلى السلطة، لم يعرفوا ماذا يفعلون منذ لحظة وقوع الفرصة بين أيديهم ووصولهم لحكم مصر.
وأكد المعهد الأمنى الإسرائيلى أن "الإخوان" لم يستغلوا هذه الفرصة التى سنحت بين أيديهم لحكم مصر، وبفقدان الكفاءة والحكمة ساهموا فى سقوطهم، والآن عليهم أن يقرروا هل يندمجون فى العملية السياسية والتأثير فيها، رغم أنهم لن يكونوا عاملا رئيسيا فيها حال اندماجهم، أم يندمجون فى النضال المسلح العنيف والمشبع بالمخاطر عليهم وعلى بلادهم؟.
وحول الوضع الاقتصادى فى مصر، قال الباحثون فى المعهد الإسرائيلى، إنه سيكون مفتاح النجاح أو الفشل لكل من يتزعم الدولة ويتولى رئاستها، مشيرين إلى أنه على الرغم من أنه فى الأشهر الأخيرة من عام 2013 لوحظ تحسن فى الوضع الاقتصادى، إلا أنه لا يزال صعبا.
ووفق تقييم المعهد الإسرائيلى، فإن مفتاح مستقبل مصر فى السنوات القادمة يكمن فى ماذا سيقرر "الإخوان" أن يفعلوا، بين سيناريو يختارون فيه طريق الكفاح العنيف ضد الجيش أم الاندماج سياسيا فى المرحلة المقبلة.
وأوضح الخبراء الاستراتيجيون بالمعهد الأمنى الإسرائيلى أن الديمقراطية فى مصر لم تبنى تدريجياً خلال فترة من الوقت من الأسفل إلى الأعلى، حيث إن الانتخابات الحرة هى قيمة مهمة فى هذا المبنى، ولكنّها ليست القيمة الوحيدة، حين تكون القيم الجوهرية الأخرى مفقودة أو تشوبها العيوب، فتكون النتيجة عملية ديمقراطية سريعة قد تؤدى إلى هزّات وعدم استقرار، وفقدان الضبط والتوازن، وإلى حالة يستخدم فيها الفائز وسائل ليست ديمقراطية لاضطهاد المعارضة كما فعل الرئيس المعزول من قبل.
وحول الرابحون والخاسرون خلال المرحلة المستقبلية القادمة، قال الخبراء بالمعهد الإسرائيلى، إن سقوط "الإخوان" فى مصر الذى يعتبر فرع الجماعة الأم سيؤثر فى كل فروع الجماعة فى كل أنحاء المنطقة، من تونس، مرورًا بالأردن، وصولا إلى حركة "حماس" فى غزة، التى يرى فيها النظام العسكرى المصرى عنصرًا إرهابيًّا وجزءًا لا يتجزّأ من الإخوان مشاركًا بشكل كبير بما يحدث داخل مصر، ومؤثرًا سلبًا فى استقرارها.
وعن الخاسر الإضافى، لسقوط الإخوان وصعود نجم المشير عبد الفتاح السيسى، قال خبراء بالمعهد، إن إيران من أكبر الخاسرين، حيث أملت أن تعمل حكومة الإخوان المسلمين على تعزيز الإسلام السياسى فى المنطقة، والتقارب "السنى – الشيعى" وتجديد العلاقات الدبلوماسية مع مصر، وهو الأمر الذى كان سيساعدها على تعزيز تأثيرها فى المنطقة.
وعن الرابحون، فأكد المعهد الإسرائيلى أن روسيا تعد من بين الرابحين، والتى دخلت إلى المنطقة الذى تجنبته إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، والتى دعمت فى الواقع سلطة الإخوان المسلمين، وراهنت على الفرس الخاسر.
إسرائيل تعقد جلسات خاصة لمناقشة الوضع فى مصر.. "معهد الأمن القومى الإسرائيلى": الإخوان سيختارون سيناريو الصدام المسلح ضد الجيش.. والاقتصاد المصرى سيكون مفتاح نجاح أو فشل أى رئيس مقبل
الأربعاء، 29 يناير 2014 11:48 ص