محمود السيد يكتب: كل شىء نسبى.. حتى الأمل!!

بالأمس قادتنى قدماى إلى معرض الكتاب, أطالع عناوين شتى ووجوها مكفهرة، نافست العناوين عددا وألوانا وصورا. تنقلت من سراى إلى أخرى وكأنى أجول فى ربوع مصر, من جميع المحافظات جاءوا فرادى وجماعات, شبابا وشيوخا, بين الحماس والحيرة، تراوحت ملامحهم وتعلقت أعينهم بالكتاب أكثر من الإقبال على الندوات، وهما أداة من أدوات الثقافة لا تعارض بينهما.

تطلعت إلى العيون, لم تكن هى عيون الأمس القريب, ولم يعد معرض الكتاب عرسا ثقافيا كما كان, بعد أن فقدت العيون بريقها، ولاح على مرآتها خيوط خوف مما قد يحدث على الساحة السياسية، وما حدث، وإن حاول أكثرهم المداراة لكن العيون لا تكذب, تلك العيون لا تعرف إلا البوح مهما حاول صاحبها, تظهر ما قد يحرص على إخفائه, شعورا بالقلق ساورنى على مستقبل الثقافة فى مصر على المدى المنظور فى ظل ما يجرى على الساحة السياسية من أشكال ومظاهر للديمقراطية، ومؤامرة كبرى تحاك خيوطها يوماً بعد يوم لبث الرعب فى قلوب المصريين فى كل مكان, وشعور بعدم الأمان يسرى بين الناس.

أثر بالقطع على الحركة الثقافية والفنية، وأعاق كل درب من دروب الإبداع وشوه كل مناخ يؤدى إليه, قد يهون كل شىء، إلا الأمل، وحماس كنا نلمحه فى عيون خبا بريقها.. الثقافة هى الحبل الشوكى والعمود الفقرى لهذه الأمة وقوتها الناعمة ونورها الوضاء ينير القلب والوجدان والطريق نحو مستقبل أفضل, قد يكون كل شىء نسبى. إلا الأمل.. هذا ما أرجوه وأتمناه.