عزيزى القارئ المحترم، هل حاولت أن تسأل نفسك سؤالا ملحا هذه الأيام، وهو . ماذا حدث للشعب المصرى؟ وماذا اعترى هذا النسيج؟ الذى ظل وعلى مدى التاريخ، من ماض قريب وبعيد بطابعه الخاص الذى ميزه عن باقى الأمم، وهل تتذكر استماعك لقصص آبائك وأجدادك عن أحوال مصر، والتى تتحدث فى مجملها عن طيبة وإنسانية هذا الشعب العظيم؟ ألم يحادثك أجدادك عن كيفية احتواء المشكلات على زمانهم، عندما كانت تنشب مشكلة بين فردين أو عائلتين ماذا كان يحدث؟، هل يترك العقلاء تلك المشكلة لتتفاقم أم يتحرك (كبار البلد) لاحتواء المشكلة، وخلال سويعات قليلة يتم عمل (قعدة عرب) ليتم الصلح بين المتخاصمين مهما حدث بينهم، فعن طريق أهل الرأى والعقل يتم التجميع وليس التفريق، فتجد من يذًكر بالروابط وصلة الأرحام والنسب ليذوب برحابة صدره آثار الاحتقان، وهذا الأسلوب كان متبع فى جميع ربوع مصر من ريفها لحضرها ومن عمرانها لبيدائها.
فهكذا كان الحفاظ على الروابط، ولنذكر الجميع بحديث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إن (صح عنه) عندما يتحدث عن جيش مصر أو أهلها بأنهم (فى رباط إلى يوم القيامة) والرباط معناه يظهر من لفظه ومؤداه الترابط والتآخى والوحدة مهما مر على هذه الأمة ظروف، فإنها تتجمع بسرعة وتتوحد فى لحظات، وتترك خلفها كل ما يدعو للفرقة والتناحر وشق الصف، وقد أوردت سالفا مثالا هاما له معناه ومفهومه، وهو أن أقسام الشرطة عبر القطر المصرى لم تسجل يوم 6 أكتوبر عام 1973، ولو حادث سرقة واحد وهذا يدلل على أنه حتى اللص يحس بالوطنية عندما يجد وطنه مصر فى خطر، أقول كل ما سبق بسبب ما أشاهده الآن على الساحة المصرية من محاولة ( تفييىء المجتمع) فلا تكاد تخلو جلسة لعدة أشخاص، إلا وتسمع (فلان ميوله لكذا، وأنت تناصر فلان)، ولا يكتفى البعض بعملية (التفييىء)، ولكنه يتحول للتأييد الأعمى، ومن الممكن أن ترتفع الأصوات وربما الأيدى وهلم جرة، وما يسببه هذا الوضع الغريب على طبيعة وثقافة الشعب المصرى يؤدى للتباغض والتناحر، ومن ثم يؤدى إلى محاولة البعض تمزيق أواصر الألفة والترابط بين أبناء الشعب الواحد، فللأسف تكاد تندثر طبقة العقلاء من المجتمع وفقدان مجمعى الصف فقاربت أخلاقيات أبناء البلد على التلاشى فقليل من هم يؤمنون بمقولة (الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية).
والسؤال الذى يطرح نفسه الآن، لماذا لا نبحث عن نقاط الاتفاق لنصنع منها طريق ممهد بإخلاص نوايا، وعندما نخطو على طريق نتفق عليه، من الممكن أن نناقش ما نختلف على رؤيته؟ لماذا نتسابق على سوء نية الغير؟ ونحكم على ضمائر الناس، ومن الأولى أن نحسن الظن بالغير، طالما لم يفعل عكس ذلك أيها الأعزاء .
مصر فى أمس الحاجة إلى تجميع الصفوف، لأن إعادة البناء تحتاج مجهود كل فرد من أبنائها، لأن ( تفييىء المجتمع) لن ينتج إلا البغضاء والتناحر، وسوف يؤدى إلى تقاتل الجميع على قيادة سفينة هى فى الأساس تصارع الغرق .
صالح المسعودى يكتب: عندما أصبح الاختلاف فى الرأى يفسد للود قضية
الثلاثاء، 28 يناير 2014 12:02 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mohammed abdelnaser
kkjgysahvhc
أحييك ايها الكاتب على هذا الكلام الجميل
عدد الردود 0
بواسطة:
mohammed abdelnaser
kkjgysahvhc
أحييك ايها الكاتب على هذا الكلام الجميل
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد ماهر
صالح المسعودى يكتب: عندما أصبح الاختلاف فى الرأى يفسد للود قضية