من يتصور أن المعركة الدائرة بين كافة طوائف الشعب المصرى والإخوان هى معركة سياسية فهو خاطئ، فهى معركة لمواجهة أفكار هدّامة زرعها حسن البنا فى عقول أتباعه، فهو اختصر فهم الدين على نفسه، وفسرّه كما أراد هو، ووضع مبادئه الخاصة لكى يتبعها المضللون، فمبدأ السمع والطاعة الذى يتنافى مع مبادئ ديننا الحنيف، هو مبدأ عجيب، فكيف أطيع المرشد على كل أمر سواء كان صوابًا أو خطأ، وأنا كمسلم تربيت على "لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق"، هل أعصى ربى لكى أطيع مرشدى، ولماذا يكون لى مرشد يقودنى وهناك سنّة خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم وأحاديثه، الذى كان يستمع لصحابته ويمتثل فى بعض الأحيان لآراء عمر أو أبى بكر ويأخذ بها.
فهل حسن البنا منزهًا عن الأخطاء أو معصومًا منها، أم لا ينطق عن الهوى لكى نتبعه بدون مناقشة أو جدال فى قواعد وضعها منذ عشرات السنين.
فكلمة جماعة التى وضعها حسن البنا فى قاموسه تعنى وجود حدود وأسوار فكرية يوجد بداخلها عقول لا تستطيع أن تتخطاها، فهذه العقول أسيرة لتلك الأفكار ومؤمنة بها، تدافع عنها أكثر مما تدافع عن دينها أو وطنها، مع أن الدين الإسلامى نفسه توزع بين العديد من المذاهب الحنفية والحنبلية والشافعية وغيرها، وهناك اختلافات بينهم، ولكن لم يتمسك أيًّا منهم بمذهبه على حساب الآخر، ولم يحارب أتباع مذهب المذهب الآخر، بل ظلوا متكاملين، فأنا أتحدث هنا عن مذاهب فقهية متعمقة فى أمور الدين، فهل لدى الإخوان فقه أو مدرسة فقهية متعمقة فى أصول الدين؟، هم فقط لديهم تاريخ سياسى طويل وممتد، مع الملك والإنجليز وعبد الناصر والسادات ومبارك، ولديهم شهوة كبيرة للسلطة والحكم، فلو كانوا يريدون شرع الله، لنشروا علوم الدين دون الحاجة إلى كرسى الحكم، ولعلموا جيدًا حرمة دم المسلم وماله وعرضه، فهم يوميًا يتسببون فى إراقة الدماء وتدمير المنشآت وحرق الممتلكات العامة والخاصة، وأذكرهم بقول الله تعالى "وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا انما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون".
حسن البنا رمى ببذور أفكاره فى عقول أتباعه، ومع مرور السنوات نمت هذه البذور وكبرت شيئًا فشيئًا، فخرجت من أشجارها فروعًا كثيرة ومتعددة، منها الفكر التكفيرى على يد سيد قطب، ثم الفكر الجهادى وغيرها من الأفكار الأخرى التى أضرت بالدين وشوهت صورته، وآن الآوان لأن نقتلع هذه الأشجار من جذورها حتى لا تنبت مرة أخرى، ونحارب أتباعه بالفكر الصحيح للدين، وأن يقوم الأزهر بدوره فى نشر الإسلام الوسطى المعتدل فى مصر والعالم الإسلامى، وأن تصل الحكومة بخدماتها إلى كافة المناطق الفقيرة فى كافة أنحاء مصر، لأن الفقراء هم المستهدفون من الإخوان، فهم القاعدة التى ارتكزوا عليها طوال العقود الماضية حتى يجدوا لهم أرضية وشعبية بين الناس، وهم من تمتلئ بهم أتوبيسات الإخوان للتحرك والاحتشاد فى الميادين والشوارع للتظاهر، وهم من يتم شراء أصواتهم مقابل المال والسلع والخدمات، فلا تدعوا الإخوان يقومون بدور الحكومة فى هذه المناطق، ولا تدعوا الفقراء فريسة سهلة فى يد الإخوان وأتباعهم.
ما نمر به الآن هو فرصة عظيمة يجب أن نقتنصها، فرداء الطيبة والسماحة والوجوه البشوشة قد وقع عن الإخوان، وظهرت نواياهم الحقيقية ومدى خطورة أفكارهم على الناس والمجتمع ككل، وشعبيتهم انهارت وتلاشت محبتهم فى قلوب المصريين بعد الدماء التى سالت، فلا تتركوا هذه الفرصة تذهب، فربما لا تعود مرة أخرى، بل ربما يعود الإخوان بشكل أو بآخر تحت أى مسمى، فوقتها فقط لن تجد بداخلهم غير الانتقام من المجتمع وتدمير هذا الوطن، حتى لو وضعوا أيديهم فى أيد اليهود أنفسهم لتحقيق هذا الهدف.
حمدى رسلان يكتب: حسن البنا.. فكرة يجب أن تموت
الثلاثاء، 28 يناير 2014 08:04 م
حسن البنا
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
star
فكرة تم إجتثاثها !
عدد الردود 0
بواسطة:
باشا
حسن البنا فكرة يجب ان تعيش والسيد قطب
عدد الردود 0
بواسطة:
غاده
موضع الخلل
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى حنفى
دعوة لم ولن تموت بأذن الله ...واسألوا التاريخ.............
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء
صدقت
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
الي 2: شهد شاهد
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق جلال
سلمت يمينك
عدد الردود 0
بواسطة:
ماهر
إلى رقم 4 اللى والله العظيم مش إخوانى ؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الله
الوقوف في وجه الظلمه
عدد الردود 0
بواسطة:
mido
الى 10