قال الكاتب شريف إمام، مؤلف كتاب "تاريخ مجلس الدولة "إن الكتاب يرصد الظروف التى أقيم فيها مجلس الدولة والانتقادات التى تتجه إليه، والتأكيد على الحقوق والحريات العامة، ورصد مجموعة التغيرات التى شهدها مجلس الدولة والصدام بين السلطة التنفيذية ومجلس الدولة.
وجاء ذلك خلال ندوة حول مناقشة كتاب "تاريخ مجلس الدولة" وصراع القضاء والسياسة فى مصر، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب.
وأوضح إمام، أنه رصد أيضا العلاقة بين مجلس الدولة ومجلس قيادة الدولة وتتبع القضايا التى عرضت على المجلس، وركز على حادث الاعتداء على الدكتور عبد الرزاق السنهورى، والذى كان يشغل رئيس مجلس الدولة، دراسة العديد من النتائج بين السلطة التنفيذية والقضائية.
وأضاف "إمام" أن حيوية مجلس الدولة تنبع من اختصاص المجلس نفسه، والدور المسند إلى مجلس الدولة، والذى يجعله فى صدام دائم مع السلطة التنفيذية وهو عبارة عن "ديوان للمظالم" وكانت البداية لمجلس الدولة منذ 1879، صدر قانون مجلس الدولة والسبب هو حدية الصرع بين مصر والقوى الأوروبية، وأدى هذا إلى رغبة الخديوى إسماعيل من إصدار لائحة وطنية، وكان الباعث ليس دافعا وطنيا، وكان لا يوجد تناغم بين العمل الإدارى والقضاء.
وأشار "إمام" أن أول ما مارس المجلس عمله، تم إلغاء المجلس، وذلك لفشل الهدف من وراء إنشاء المجلس وفى 1883 جاءت المحاولة الثانية لإنشائه وكان لصياغة التشريعات وفشل أيضا قبل ممارسة عمله.
وتابع فى 1939 المحاولة الثالثة لإنشاء المجلس فى وزارة محمد محمود باشا، ووضع المشروع بمساعدة مجلس التشريع وفشل، ولم يجد له طريقا، وذلك لأن رئيس الوزراء أصيب بوعكة صحية والوزارة خاضت صراعا مع على ماهر باشا وفى 1941 تقرر إقامة المشروع وكان رئيس الوزراء حسين سرى وخرج التشريع وقابل معارضة من الوفدين، وذلك لوجود خصومة بين الوفد والمستشار حسين عبد الحميد صاحب فكرة إقامته.
وأضاف "إمام" أنه فى عهد إسماعيل صدقى باشا، وهو فى ذاكرة المصريين الرجل المستبد، ولكن هو من أقام محكمة النقض سنة 1931، وله تاريخ فى إصدار التشريعات الكبيرة وكان ينتمى إلى الرأسمالية والمستفيد الوحيد من مجلس الدولة لوجود نزاعات إدارية كبيرة وخرج المشروع فى 46 وأول ما وجد هو السلطة التنفيذية المستبدة ووجود قرارات مثل تعطيل صحيفة أو إلغاء اجتماعات للاشتراكيين ووقف أمام استبداد الإدارة وكان يقوم المجلس بإلغاء القرار الادارى لتعطيل صحيفة وهذه المواقف لمجلس الدولة جعلت الإدارة تجرى وتعطيل مجلس الدولة وعلى المجلس أن يواصل دورة فى إنصاف الناس أو فى مصالحة الدولة، وظل المجلس يمشى مع خط سير الشعب.
وأكد إمام، أن الصراع ظل بين الدولة والأحزاب دائما ومع هزيمة 67 بدأت المعارضة والتى كانت معظمها من الطلبة وبدأ عبد الناصر فى فصل 189 قاضيا لتطهير القضاء ومجلس الدولة هو من صنع لنفسه الحكم فى تشريع القوانين، وفى عهد السادات عاد هؤلاء القضاء المفصولين.