قال حسن الشاذلى، إن يوم أمس فى الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير، أثبت للعالم كله أن الشعب يتحدى الإرهاب، واليوم آن الأوان لكى نقرأ كيف يرى العالم الخارجى وبالتحديد أمريكا مصر، فى العهود السابقة.
جاء ذلك خلال ندوة لمناقشة كتاب "مصر كما تراها أمريكا" للكاتب ويد.سى.جاردنر. وترجمة الدكتورة فاطمة نصر، اليوم، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب.
وقال بشير عبد الفتاح الكاتب الصحفى، إن عنوان كتاب "مصر كما تراها أمريكا" يدل على مصالح وتوجهات أمريكا لدى مصر وتعبير عن وجهة نظر أمريكية بعين واحدة وذلك من خلال القضايا والموضوعات الذى تناولها الكتاب.
وأشار عبد الفتاح، إلى أن أمريكا ترى مصر بمفهوم الدولة الوظيفية التى تخدم الولايات المتحدة الأمريكية ومفهوم الوظيفية يذكرنا بعبد الوهاب المسيرى عندما تناول الوظيفية عند اليهود والربط بين إسرائيل ومصر فهذه إهانة لمصر من مؤلف الكتاب.
وأوضح عبد الفتاح، أن أمريكا كانت ترى أن مصر ليست دولة قوية أو تتمتع بشىء من الاستقرار، وقد حرصت القيادات والإدارات الأمريكية أن تظل مصر داخل الدولة الوظيفية حتى تقوم بخدمة أمريكا، وذلك يتضح منذ موقفها فى ثورة 25 يناير، وخوفها من ترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى، لأنه يشبه جمال عبد الناصر، وأنها لا تريد خروج مصر عن إرادتها، والرئيس الأمريكى يريد أن يلعب دور الشرطى داخل مصر.
كما أكد عبد الفتاح، أن أمريكا ترى الجيش المصرى ومنذ ثورة يوليو أنه أفضل كيان تتعامل معه وهو الأكثر قدرة على الحفاظ على معاهدات إسرائيل، ويرى الكاتب أن الجيش المصرى كان متعاونا مع أمريكا، وأن القوات المسلحة هى الأقدر على الحفاظ على الكيان المصرى.
وأضاف عبد الفتاح، أن الكتاب يوضح التردد الأمريكى والحيرة فى عدم خسارة مصر والحفاظ على العلاقات مع إسرائيل، فكيف تستطيع أن ترضى إسرائيل ومصر فى الوقت نفسه وهذا التردد الأمريكى جعل إسرائيل فى حالة قلق، فلم تكن العلاقات المصرية الأمريكية متحررة بدون إسرائيل، كما يوضح موقف أمريكا من ثورة يناير وأن أمريكا فوجئت بهذه الثورة لأنها ترددت فى موقفها بين وقوفها مع مبارك أو رحيله.
وأكد عبد الفتاح، أن أمريكا تميل للتيار الواقعى وهو فرض الهيمنة بالقوة على العالم لكى تسيطر عليه وتتعامل مع مصر بالطريقة الواقعية أيضا ولا تريد أن تكون مصر دولة ديمقراطية ولكن دون أن تنتشر الفوضى لكى لا تعود عليها بطرق سلبية.
وأشار عبد الفتاح إلى أن الكاتب قدم تحليلا لكل قائد مصرى، فجمال عبد الناصر جرىء والسادات صاحب مبادرات ولكن مبارك ليس جريئا ولا صاحب مبادرات وكان تابعا ويخطئ من يظن أن أمريكا تريد أن تصبح مصر دولة قوية.
وقال الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس، إن الكاتب قدم كتابا لا يعتمد على الوثائق المهمة فى العلاقات المصرية الأمريكية ولا على وثائق المخابرات الأمريكية ومع ذلك السياق العام الذى تناول به الكاتب العلاقات لا يختلف عن وجهة نظر الكتاب الأمريكان عن تلك القضية وهناك بعض القضايا يجب الوقوف عندها فيما يتعلق بالعلاقات المصرية الأمريكية على وجه الخصوص.
وأوضح شقرة أن أمريكا بدأت تطبق القانون بأن من يملك الثورة يملك السلطة وتطمح فى السيطرة على مقدرات العالم الاقتصادية وتصدر الدولار على السوق العالمى وحماية الأمن القومى لأمريكا وأن الوثائق الأمريكية تقول إن كل شبر جزء من الأمن القومى، ولكن سوف تختفى الإمبراطورية الأمريكية ولكنها تحاول أن تمد فى عمرها.
وأضاف شقرة أن فيما يتعلق بمصر، بدأت أمريكا منذ الأربعينيات تتغلغل داخلها وأن الغرب كله يعرف ذلك وأن مصر أما أن تكون قوية ومتحكمة وإما أن تكون تابعة للإمبراطورية والعالم يعلم أن مصر سوف تتحول إلى إمبراطورية، والوثائق الأمريكية تقول إن مصر ستشهد ثورة يقوم بها الضباط وهذا ما تحقق فى ثورة يوليو فهم يتفهمون الأوضاع السياسية فى مصر وقدمت خدمات لعبد الناصر لكى تحصل هى على ما تريده بعد ذلك، وفى اتفاقية الجلاء قدمت خدمات وفى اتفاقية السودان وانتظروا بعد ذلك المقابل، ولكن عبد الناصر أخمدهم ورفض أن يكون تابع لها.
وأكد شقرة أن أمريكا كانت تبحث عن نقطة ضعف جمال عبد الناصر وكان الرد أنه لا يريد مصالح ولا مطامع لنفسه وهو إنسان بسيط مثل المصريين وكان يريد عمل الوحدة العربية وبذلك فشل الرهان على جمال عبد الناصر ومنذ 57 هناك محاولات لاغتياله، وأكدت الوثائق الأمريكية أن أمريكا له دور فى إفشال 67، وخرج الشعب إلى الشارع للوقوف مع عبد الناصر لكى لا يتنحى وأثبتت للعالم، أنها مصر غير تابعة لأحد، مثل ما حدث أمس بعد تهديدات الإرهاب والتفجيرات التى تحدث بمصر فالشعب المصرى لا يريد سيطرة أحد عليه.