>>“ رمضان: المجزر لا يحتوى على غرفة إعدام أمراض الحيوانات.. و470 مجزراً تعتبر السبب الأول لتلوث اللحوم ”
>>“ خبير «الصحة العالمية»: مخلفات المجازر تسبب الإصابة بالسرطان والفشل الكلوى والعقم وتشوه الأجنة.. وتؤثر على الحيوانات.. وتؤدى إلى نفوق الأسماك ”
>>“ رى مئات الأفدنة بالمياه المحملة بالمواد العضوية لمخلفات المجازر يؤثر على قدرتها الإنتاجية ”

دماء جارية تعرف مسارها عبر ماسورة كبيرة الحجم لتصب فى الترعة.. وبقايا ذبائح تراصت فوق بعضها على جرف الترعة لتشكل فيما بينها أكواما من القمامة تلتقى مباشرة فى مجرى الترعة.. وروث بهائم يختلط بالدماء وبقايا الذبائح ليشكل بقعة سميكة الحجم فوق ماء ترعة المريوطية المارة بجوار مجزر ناهيا.

رائحة كريهة متصاعدة.. حيوانات زاحفة وقوارض.. ومواطنون ملّوا الشكوى مما يتسبب فيه مجزر ناهيا التابع لإدارة كرداسة البيطرية، فما بين ترعة المريوطية التى تشق قرية ناهيا إلى نصفين يقف مجزر ناهيا على الجهة الشرقية، متوسطا الكتلة السكنية الضخمة التى تسكن المنطقة.

من داخل المجزر الذى يساهم بطاقة يومية فى ذبح نحو من 150 إلى 200 رأس من الجمال والحيوانات الكبيرة من الأبقار والجاموس بالإضافة إلى الأغنام تلتقى الحيوانات المذبوحة مع بقاياها على أرض المجزر ليقف أحد العاملين ممسكا بخرطوم مياه ليبعد الروث والدماء عن الذبيحة لتسير عبر قنوات متوسطة الحجم مشكلة شبكة الصرف الصحى داخل المجزر والتى تصرفها مباشرة عبر ماسورة صرف صممت أسفل المجزر من الجهة المطلة على ترعة المريوطية لتسير الدماء وباقى روث الذبائح فى اتجاه المناطق الزراعية بقرية ناهيا، وما بعدها من قرى زراعية تابعة لمركز كرداسة، وصولا إلى أوسيم وما زالت المياه تجرى لتصل إلى ترعة المنصورية التى تخترق العديد من القرى والمدن لتمر بمدينة المنصورة وصولا إلى البحر المتوسط عبر مدينة جمصة.
وتشير الدراسات التى أجريت فى مجال التخلص أو الاستفادة، من المخلفات، إلى أن من 40 إلى %45 من وزن الأبقار، ونحو %35 من الأغنام يعتبر هالكا من الذبائح، لذلك فإن ملايين الأطنان من مخلفات المجازر تصرف دون معالجة، والمجزر الذى تم إنشاؤه فى بداية الثمانينيات، كما يروى أحد الأطباء البيطريين به، لم تتم معالجة الصرف الصحى له، فيوميا يلقى بمخلفاته فى ترعة المريوطية ومنها إلى ترعة المنصورية، ولا تقتصر مخلفاته على الدماء فقط ولكنها تشمل «الفرت» الأحشاء الداخلية ومكوناتها الغذائية «الروث»، ولعدم اشتمال مجزر ناهيا على حجرة لإعدام الأجزاء المصابة أو المريضة من الذبائح فإن تلك الأجزاء بما تضمه من أمراض السل فى الرئة أو الكبد تدخل ضمن المخلفات التى تسبح فى مياه الترعة أيضا. عالميا وطبقا لتعليمات منظمة الصحة العالمية والاشتراطات البيئة فإنها تلزم الهيئات الرقابية على عمل المجازر بضرورة معالجة المخلفات الناتجة عن عملية ذبح الحيوانات قبل وضعها داخل خطوط الصرف الصحى الأساسية دون صرفها مباشرة إلى الترع أو المصارف.

دماء الذبائح الخارجة من ماسورة الصرف إلى الترعة مباشرة بالإضافة إلى العديد من مكونات الذبح تنتقل مع المياه التى يستخدمها الفلاح بدوره فى رى الأراضى الزراعية وما عليها من محاصيل مختلفة على امتداد ترعتى المريوطية والمنصورية، مما يبين حجم الكارثة التى تنجم عن استخدام تلك المياه. خطورة صرف دم وروث ومخلفات الذبائح على الترع والمصارف بدون معالجة، لأنها مادة خصبة لنمو جميع الميكروبات والسموم، كما أن رى النباتات بهذه المياه الملوثة يهدد بالإصابة بأمراض السرطان والفشل الكلوى، والكارثة بشقيها الصحى والبيئى لها خطورتها الجسيمة على صحة الإنسان والحيوان معا، فكما يقول الدكتور عصام رمضان خبير الصحة العامة بالجمعية المصرية للأمم المتحدة، إن المياه الناتجة من تلك المجازر والسلخانات تحمل الكثير من المخلفات العضوية تؤدى إلى تلوث بيئى ويصبح تأثيرها أكبر إذا ما صبت فى الترع والمصرف مما ينتج منها انتشار أمراض كثيرة أخطرها السرطان والتشوهات الجنينية وكذلك الأمراض العصبية والجنون، مضيفا: فى الماضى حينما كان غذاء الحيوانات مكونا من أعلاف مخلوطة ببقايا الحيوانات النافقة هو ما تسبب فى إصابتها بمرض جنون البقر لوجود مادة البيورين التى يتكون من ورائها المخ الإسفنجى، وهو ما قد يتكرر مع الإنسان إذ ما تناول نباتات تم ريها بالماء المختلط بالدماء، ويضيف «رمضان» أن الإصابة بمرض السرطان تأتى من ضمن النتائج المترتبة على صرف مخلفات المجازر على الترع واختلاطها بالماء المستخدم فى رى المحاصيل الزراعية، بسبب ما تحتويه الدماء على مواد تؤثر على كفاءة التربة الإنتاجية، فتصبح غير قادرة على إنتاج صحى سليم، بالإضافة إلى أن المواد تشكل أجساما غريبة داخل جسم الإنسان، وبالتالى تتسبب فى اختلال النظام الخلوى للجسم، مشيرا إلى التشوهات الجينية أو الخلل الهرمونى فى حال وجود بعض مخلفات الذبح الخاصة بالأجهزة التناسلية للحيوانات مثل ما يعرف باسم «الزلط» وهو عبارة عن الولادات الداخلية أو الأرحام الجنينية أو البلاسنته «الحبل السرى للحيوانات» والتى تحتوى على هرمونات أنثوية تسبب خللا هرمونيا للنبات أو التى تصيب الرجال بحالة من التبلد الجنسى والعقم، فيما تؤثر على الهرمونات الأنثوية لدى النساء والسيدات بما يسبب لهن عقما أو هياجا جنسيا، وأيضا تؤثر بالسلب على زيادة حالات الحمل المشوهة بالأجنة فى المناطق التى يكثر فيها هذه المجازر.
ويكمل خبير الصحة العامة بالجمعية المصرية للأمم المتحدة قائمة الأمراض التى تصيب الإنسان جراء صرف مخلفات المجازر بالترع قائلا: إن عدم احتواء مجزر ناهيا على غرفة إعدام الأجزاء المصابة من الحيوانات بأمراض مثل السل أو البروسيلا أو الديدان المعوية والحمى القلاعية يجعلها تنتقل مرة أخرى عن طريق استخدام مياه تلك الترع والمصارف فى شرب الحيوانات، بما يؤثر على اقتصاديات الفلاح، بالإضافة إلى التأثير السلبى على الثروة الحيوانية.

وقائمة المخاطر المترتبة على صرف المخلفات فى الترع تطول فهى تمتد لتشمل التأثير السلبى على الثروة السمكية، موضحا أن تلك المخلفات المحملة بالكميات العالية من المواد العضوية، والتى تلقى فى الترع والمصارف تؤدى إلى استنفاد الأكسجين الذائب، ومن ثم إلى إلحاق أضرار شديدة بالكائنات البحرية من أسماك وطحالب وتؤدى لنفوق العديد من أسماك الترع، بالإضافة إلى أنها تؤدى إلى انتشار الترسبات الطينية، بالإضافة إلى مخلفات طافية على سطح المياه بما يغير من طبيعة المياه الموجودة فى تلك المصارف، كما أنها تعتبر مصدرا رئيسيا لانتشار العدوى والأوبئة من خلال تراكم كميات كبيرة من الذباب فوقها والتى تساهم فى انتقال الأمراض إلى اللحوم، بالاضافة إلى انتشار الروائح الكريهة على طول مسار ترعتى المريوطية والمنصورية، بما يؤثر على الإنسان بالتهابات بالجهاز التنفسى.
ويضيف رمضان، أن معظم المجازر الموجودة ليست مجازر بالمعنى المتعارف عليه، ولكنها عبارة عن نقاط ذبح فقط باستثناء عدد قليل من المجازر، موضحا أن تلك المجازر واحدة من أهم مصادر تلوث اللحوم المذبوحة، فكل منها عبارة عن بؤرة للتلوث، ولا يوجد فى أغلبها مصدر للماء النظيف، كما يفتقر معظمها لوجود الصرف الصحى بالإضافة إلى أن الحيوانات تذبح على الأرض الملوثة غالبا بالروث، مما يؤدى إلى تلوث اللحوم، مشددا على ضرورة تطوير نقاط الذبح ونقلها خارج الكتلة السكنية بالمدن الجديدة مع توفير السيارات المجهزة لنقل اللحوم المذبوحة إلى الأسواق.

وفى تقرير سابق لوزارة البيئة، قالت إن جميع المجازر البالغ عددها نحو 470 مجزرا لا توجد بها اشتراطات صحية أو سجل بيئى، وإنها تفتقد وجود وحدات لمعالجة مخلفاتها قبل الصرف فى الترع، وأشار التقرير أيضاً إلى عدم وجود محارق لإعدام الحيوانات المريضة، مما يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة، فيما تحدد الاشتراطات الصحية الأولى للصحة العامة الخاصة باللحوم السماح بنسبة من الميكروبات فى اللحوم فى حدود من 100 إلى 100 ألف ميكروب فى الجرام الواحد فى أقصى الحالات غير الملائمة، أما فى مصر فقد أثبتت الأبحاث العلمية التى تمت فى أقسام صحية اللحوم بكلية الطب البيطرى فى المحافظات المختلفة أن متوسط عدد الميكروبات بعد السلخ مباشرة 216 ميكروبا فى الـ1 سم مربع من سطح الذبيحة. وبعد حوالى من 4 إلى 5 ساعات من الذبح تتراوح النسبة بين 15 و20 مليون ميكروب، وتصل فى محلات الجزارة إلى 66 مليونا، ويصل العدد الكلى فى جرام الكبدة إلى 26 مليون ميكروب والطحال 52 مليون ميكروب والرئة 69 مليونا والمخ 97 مليون ميكروب.









للمزيد من التحقيقات ..
الذكرى الثالثة لثورة يناير.. استمرار الاحتفال بالتحرير والاتحادية وانتهاؤه فى عدد آخر من الميادين.. وفنانون يشاركون أمام القصر الرئاسى.. والإخوان يحولون "الألف مسكن" إلى ساحة حرب ويعتصمون بالمطرية
ننشر مستندات أزمة زينة وأحمد عز والطفلين ..محامية الفنانة تتنحى عن القضية لعدم وجود وثائق تثبت الزواج "رسمى أو عرفى".. والفنان يؤكد عدم وجود دليل ورآها مصادفة كزميلة عمل ولم يشاهد عليها مظاهر الحمل
نرصد تفاصيل 4 ساعات رعب داخل قطار "طنطا القاهرة" بعد تهديد بنسفه.. 4 ملتحين يهددون السائق بتفجيره إذا لم يتوقف.. السائق يتوقف ويستدعى الأمن.. ورئيس هيئة السكة الحديد يدير الأزمة من منزله
"الألف مسكن" تتحول لساحة حرب بين عناصر "الإرهابية" وقوات الأمن.. والإخوان يلقون قنابل "المونة" بشكل عشوائى.. والشرطة تسيطر على الموقف.. وإصابات فى صفوف الأهالى.. والقبض على فتاة تروج أخبارا كاذبة