فوزى فهمى غنيم يكتب: دستور المدينة

الأحد، 26 يناير 2014 01:04 ص
فوزى فهمى غنيم يكتب: دستور المدينة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دستور المدينة أو صحيفة المدينة: تمت كتابته فور هجرة النبى – صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة المنورة وهو يعتبر أول دستور مدنى فى التاريخ، واعتبره الكثيرون مفخرة من مفاخر الحضارة الإسلامية، ومعلماً من معالم مجدها السياسى والإنسانى.

حوى هذا الدستور اثنين وخمسين بندا، كلها من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم. خمسة وعشرون منها خاصة بأمور المسلمين، وسبعة وعشرون مرتبطة بالعلاقة بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى، ولا سيما اليهود وعبدة الأوثان.

وقد دون هذا الدستور بشكل يسمح لأصحاب الأديان الأخرى بالعيش مع المسلمين بحرية، ولهم أن يقيموا شعائرهم حسب رغبتهم، ومن غير أن يتضايق أحد الفرقاء.

وضع هذا الدستور فى السنة الأولى للهجرة، أى عام 623 م، لقد أخذ المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ينشئ دولة إسلامية تجمع بين الجميع، بصرف النظر عن الأجناس والديانات، وبذلك بدأت الدعوة الإسلامية تدخل فى دورها السياسى، وبدأ المظهر السياسى يبدو فى شخصية المصطفى صلوات الله وسلامه عليه مع المظهر الدينى.

وتضمن الكتاب – أيضا – حرية العقيدة، وحرية الرأى، وحرية الهجرة والإقامة، وتضمن – أيضا – حرمة النفس، وحرمة المال، وحرمة الجوار، وحرمة الوطن، وكفل نصرة المظلوم، ومقاومة المعتدى، وإعانة من أثقله الدين، وشدد فى تحريم البغى والفساد، وإيواء الباغين والمفسدين، وفتح باب الصلح لمن أراد من المسلمين وغير المسلمين، ودعا الجميع إلى التعاون على البر دون الإثم، وجعل الاحتكام فيما يكون بين أهل هذا الكتاب من خلاف إلى الله عز وجل، وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكان الهدف الذى يرمى إليه المصطفى صلوات الله وسلامه عليه أن يعيش الجميع فى وطنهم آمنين على أنفسهم، وأموالهم، وأعراضهم، وأهليهم، وأن يكونوا أحرارا فى عقائدهم وآرائهم، وأن يتعاونوا على البر والتقوى، لا على الإثم والعدوان.
ولقد كانت (المدينة) عند مقدم الرسول صلى الله عليه وسلم، خليطا من عقائد مختلفة، ومن عناصر لا يربطها نظام ولا وحدة ولا وفاق، فعمل صلوات الله وسلامه عليه على أن ينظمها، ويوحد بينها، ويجمعها تحت جامعة الإنسانية العامة، ويقيم التعاون بينهما على أساس من الإخاء العام الذى يربط بين الإنسان وأخيه الإنسان.

وهكذا أخذ المصطفى صلوات الله وسلامه عليه يضع قواعد المجتمع المثالى الصالح، الذى يسوده الوئام والحب، ويعد له الفرد المثالى الصالح، الذى يقيم صلته بالمولى تبارك وتعالى على الإخلاص فى عبادته، والعمل على مرضاته، ويقيم صلته بالناس على التعاون الصادق فى سبيل الخير، ويعاملهم جميعاً على أنهم إخوة، فمن وافقه عقيدة الإسلام فهو أخوه فى الله عز وجل، ومن خالفه فيها فهو أخوه فى الإنسانية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة