"بلد العجايز ودولة شباب فوق الـ60 وجيل عرة وجيل ضيع ماضينا بصمته وبيضيع مستقبلنا بصوته".
كل هذه التعبيرات والتعليقات كنت أتابعها على شبكات التواصل الاجتماعى خلال أيام الاستفتاء الماضية بعيدا عن فرحتنا بنجاح الاستفتاء وبعيدا عن سبب إقبال كبار السن وانحسار أعداد الشباب وقلتهم بعيدا عن ما حدث وما يحدث ما أثار انتباهى هو الانحدار الواضح السريع المتتالى فى أخلاق الشباب وما أصابهم من غرور وثقه زائدة بالنفس بلا مبرر فهم رأوا أنهم فقط المسئولون عن هذه البلد وعن مصيرها وهم حماة الحرية والحق والعدل فى هذا المجتمع هم فقط من على صواب وباقى الفئات قسموها ما بين جيل نكسة وفلول وحزب كنبة ولاحسى بيادة وغيرها من المسميات.
أتحدث هنا عن فئة بعينها من جيل الشباب ولا أعممها على الجميع، أتحدث عن فئة تفتقر إلى الأدب تنكر الجميل لا ترى بعينها سوى كل ما هو سىء رأت فى الجيل الماضى عيوبه من نكسة وكتم للحريات ولم تر فى الانتصار سوى شىء عادى لم تر من التطور والبناء سوى السرقة لم تر من التعليم سوى الانهيار.
لم تر ما عاناه الجيل الماضى من مرارة الكفاح فى ظل الحصار والحروب لبناء أسرة وتربية أبناء تفتحت عيناهم على كل ما حاول الجيل "العرة" توفيره لهم من سبل راحة ورفاهية بقدر ما استطاع.
هذا الجيل الذى يقلل من انتصار شعب فى 73 ويتذكر له الهزيمة فى 67 هذا الجيل الذى ينتحر يوميا فى كل ميدان كيف ننتظر منه بناء مستقبل نفتخر به كيف نأتمنه على أنفسنا وعلى حاضرنا هذا الجيل لم يع المعنى الحقيقى للحرية ولم يع معنى الاحترام ولم يتعلم كيف يطالب بحق وكيف يحافظ عليه وكيف يؤدى ما عليه قبل أن يطالب بما له هذا الجيل برغم كل ما فيه فهو ضحية هذا الجيل برغم كل ما فيه لازال به الأمل هذا الجيل برغم كل ما فيه هو المستقبل ولكنه إذا ظل بلا ماض لن يصنع مستقبل.
على فكرة أنا من الجيل ده
