قال مسئول كبير فى الاستخبارات الإسرائيلية أمس الجمعة، إن الزيادة الحادة فى عدد المقاتلين المتصلين بتنظيم القاعدة الذين يحاربون قوات الرئيس بشار الأسد فى سوريا تنذر بانتشارهم عبر الحدود وتدفع الدولة اليهودية إلى إعادة تقييم سياسة الحياد التى تنتهجها إزاء الحرب الأهلية الدائرة فى الجوار.
وزعم المسئول الذى تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأن القواعد العسكرية تمنعه من إعلان تلك المعلومات، زعم أن أكثر من ثلاثين ألف مقاتل على صلة بالقاعدة ينشطون فى سوريا فيما تعد زيادة ضخمة مقارنة بتقديرات غربية سابقة. ولم يكشف عن السبيل الذى توصلت به إسرائيل إلى هذا الرقم أو يحدد الجماعات المتضمنة فى الإحصاء، مكتفيا بتعريف المقاتلين بأنهم أشخاص مؤمنون بـ"الجهاد العالمى" وخليط من المتصلين بالقاعدة أو الذين يستلهمون فكر الشبكة الإرهابية.
وقدر المسئول الإسرائيلى عدد الجهاديين فى سوريا قبل عامين فقط بنحو ألفى فرد، لكنه زعم أن العدد تضاعف إلى أكثر من ثلاثين ألفا مع طول أمد الصراع مما يشكل تهديدا شديد الخطورة على منطقة الشرق الأوسط. كما زعم أن الجماعات الإسلامية المتمردة فى سوريا التى تركز حاليا على إسقاط الأسد تعتزم تحويل أنظارها إلى إسرائيل بعد التخلص من الحكومة السورية.
وصرح للأسوشيتد برس بأنه "بعد الأسد وبعد تأسيس أو تقوية شوكتهم فى سوريا سيحولون جهدهم لمهاجمة إسرائيل".
ويستشهد مسئولون إسرائيليون بحالتين على الأقل لإطلاق صواريخ من لبنان وينسبونها إلى جماعات متصلة بالقاعدة- رغم أن مراقبين مستقلين يفسرونها إلى حد كبير على أنها محاولة من جانب جماعات متطرفة لدفع إسرائيل لمهاجمة جنوب لبنان حيث يحظى حزب الله اللبنانى المتحالف مع الأسد بوجود قوى.
وباستثناء غارات جوية قليلة ضد ما يعتقد أنها شحنات سلاح متقدمة من سوريا إلى لبنان، اكتفت إسرائيل بمراقبة الوضع منذ بدأت الانتفاضة ضد الأسد فى مارس 2011 أمله فى تجنب الانجرار إلى الصراع.
وفى ظل غياب أى حليف محتمل وأى أمل فى أن يسفر القتال عن حل جيد، ارتأت إسرائيل أن من صالحها استمرار الصراع وانشغال القوى المتناحرة بإنهاك بعضها البعض بدلا من الالتفات إلى الدولة اليهودية، لكن الوضع ربما لم يعد بهذه البساطة، وقال المسئول "كلما طال أمد الحرب فى سوريا، كلما تدفق مزيد من الجهاديين والراديكاليين على هذه المنطقة".
إسرائيل التى تقع على الحدود الجنوبية الغربية لسوريا، دعت من حين لآخر إلى تنحى الأسد، لاسيما بعد التقارير التى أفادت باستخدامه أسلحة كيماوية وارتكابه فظائع أخرى ضد مدنيين. لكن فى نفس الوقت كانت قلقة من التصريح بشىء أو الإقدام على أى عمل خشية استعداء أى من الجماعات الداعمة للرئيس السورى.
ووصف الضابط رفيع المستوى السياسة الإسرائيلية بأنها "رسميا لم تتغير". لكنه قال إن نقاشات كثيرة تجرى خلف الأبواب المغلقة حول إمكانية إعادة النظر فى تلك الإستراتيجية.
ويسيطر الجهاديون فى الوقت الراهن على معظم الأراضى السورية التى تجاور إسرائيل مباشرة رغم أنهم لم يطلقوا قذائف أو صواريخ ضد الأراضى الإسرائيلية.
من المعروف أن هناك جماعتين على صلة بالقاعدة ينشطان فى سوريا هما جبهة النصرة والدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش) الجماعتان اللتان تصنفهما الولايات المتحدة كمنظمتين إرهابيتين عزز موقفهما تدفق الآلاف من المقاتلين الأجانب من أنحاء العالم الإسلامى وأوروبا وأمريكا الشمالية والذين قدموا إلى سوريا لحمل السلاح ضد الأسد.
وتعتنق جماعات متمردة أخرى بما فى ذلك أحرار الشام وجيش الإسلام، تعتنق فكرا متشددا وتدعو إلى إنشاء دولة إسلامية، لكنها تمتلك نزعة أكثر قومية من الفصائل المرتبطة بالقاعدة ولا تؤيد ما يوصف بالجهاد العالمى.
ويقول أرون لاند رئيس تحرير موقع "سوريا فى أزمة" التابع لمؤسسة كارنيغى، يقول إن الجماعات المتمردة التى نشأت محليا مثل أحرار الشام وجيش الإسلام تركز على القتال فى سوريا وإسقاط الأسد وليس شن هجمات عالمية.
كما يشعر لاند بالحذر إزاء أية أرقام للمقاتلين المرتبطين بالقاعدة فى سوريا، مشيرا إلى صعوبة تحديد تلك الأرقام على وجه الدقة فى ظل فوضى الصراع الدائر فى البلاد.
وقال "لا أعرف حتى كيف تحسب ذلك. من هو المقاتل؟ هل هو أى شخص يحمل سلاحا، أم أنه أى شخص يقاتل فى الخطوط الأمامية؟ هل هو أى شخص يساعد فى القيام بالأعمال الإعلامية والطبية والتنظيمية؟...أنا متشكك فى المقارنات التى تحدد نسبا مئوية للفئات المشاركة فى الانتفاضة".
بالنسبة لإسرائيل، يعد الأسد عدوا لدودا لها وحليفا لإيران الداعم الأكبر لهجمات جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة ضدها لكنه كوالده الذى خلفه كرئيس، التزم بإخلاص بالاتفاقات التى جاءت بوساطة أمريكية وأنهت حرب العام 1973 مع إسرائيل. وظلت حدود مرتفعات الجولان هادئة طوال الأربعين عاما الماضية، إلا فقط من بعض المواقف التى حدثت مؤخرا من إطلاق نار عابر للحدود عكر صفو السلام فى هذه المنطقة. فيما يتعلق بهذه النقطة، تعتقد إسرائيل أن معظم إطلاق النار ضدها جاء عرضا كامتداد للمعارك الداخلية فى سوريا.
وقال المسئول إن 1200 مقاتلا ينتمون لخمس جماعات إسلامية أصولية، من بينها ثلاث جماعات ذات صلات مباشرة بتنظيم القاعدة وجبهة النصرة، موجودون بالفعل فى قطاع غزة وقد شنوا هجمات صاروخية على إسرائيل من داخل الأراضى الفلسطينية.
للمزيد من الاخبار العربية..
قوات الجيش الجزائرى تقتل 4 إرهابيين فى ولاية تبسة
مقتل 6 عراقيين من أسرة واحدة بسقوط قذائف هاون على منزلهم فى بعقوبة
زلزال بقوة 3.7 ريختر يضرب جنوب غرب السعودية
مسئول بالاستخبارات الإسرائيلية: أكثر من 30 ألف جهادى ينشطون فى سوريا
السبت، 25 يناير 2014 11:01 ص