قال الكاتب الصحفى الكويتى "أحمد الجار الله" إن كل الأمم تمر بمحن وتخرج منها حين تتهيأ لها زعامة تاريخية تستطيع بث الطمأنينة فى نفوس الناس عبر خطط ومشاريع وقرارات مصيرية حازمة، موضحا أن مصر ليست استثناء فقد مرت بالكثير من المحن سواء أكان فى ثورة عام 1952, أو بحرب عام 1956, وبعدها محنة هزيمة العام 1967, وحرب العام 1973, وفى انتفاضة الخبز عام 1977, وفى كل مرة تيسر لها الخروج منها إما بقيادة زعامة تاريخية أو عبر قرارات مصيرية.
وأضاف الجار الله فى مقالة له حملت عنوان: "مصر بحاجة إلى حقبة سيسيه" نشره موقع الصباح العربى: أن أرض الكنانة لم تسلم من لوثة الإرهاب التى ضربتها بين عامى 1978 و1984, وكانت لوثة مستترة بالعباءة الإسلامية والمنسوجة فى مصانع جماعة الإخوان المسلمين بدءا من "التكفير والهجرة" ووصولًا إلى العصابات التى تنشط اليوم فى مختلف مناطقها حتى أنها فى ثمانينات القرن الماضى اغتالت العديد من الشخصيات السياسية والفكرية والثقافية ومنهم الرئيس أنور السادات الذى حاول منح الجماعة فرصة سياسية علها تكون قد تخلت عن نهجها التخريبى, لكنها أثبتت أنها مجبولة على العنف العبثى ولا يمكنها العيش خارج مستنقع القتل والترهيب.
وأوضح أن مصر تمر بمرحلة نقاهة وما تشهده من قلاقل أمنية هو نتيجة لخلل أصاب صورة شرعية الدولة جراء ما حدث فى السنوات الثلاث الماضية, ولا شك أنه خلل يحتاج إلى إجراءات وخطوات عديدة, وأيضًا إلى سنوات لتصحيحه واستعادة الثقة الدولية, وهو ما لا يمكن أن يتحقق بمعزل عن مؤسسة قوية وفاعلة تلتزم جانب الشعب.
وأشار إلى أن القوات المسلحة المصرية كانت دائما أداة التغيير فى كل المراحل, فهى التى ثارت على الملك فاروق وهى من نحى الرئيس حسنى مبارك عن الحكم بعدما خرجت الملايين إلى الميادين مطالبة برحيله وهى أيضًا التى اختارت جانب الشعب فى مواجهة حكم المرشد ونفذت مطالب أربعين مليونًا بعزل محمد مرسى.
وأكد أن مصر بحاجة إلى زعامة من نوع خاص تستطيع إخراج البلاد من محنتها وإعادتها إلى دورها الإقليمى, وتفتح أبوابها الاستثمارية أمام الجميع, أكان من فى الداخل أو الخارج.
وأوضح أن مطلوب زعامة عارفة بحقيقة بلدها, متعلمة من أخطاء الماضى, تقرر من دون تسرع, إذا وعدت أوفت, لا تهزها تغريدة على موقع التواصل الاجتماعى, ولا تقض مضجعها مقالة فى صحيفة أجنبية.
وأكد أن مصر بحاجة إلى زعامة تاريخية, ولا نقول رئاسة وإذا استعرضنا من يتصدرون المشهد حاليا لا نجد بينهم من يستحق هذا اللقب, وبجدارة, غير نائب رئيس مجلس الوزراء, وزير الدفاع, القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسى.
وشدد على أنه بإمكان السيسى الذى ذاع صيته فى العالم بسبب المواقف الجريئة والحازمة التى اتخذها أن يجلب عشرات مشاريع مارشال لإنهاض اقتصاد بلاده, وأن يسوقها جيدا, عربيا حيث أموال النفط كثيرة ومعظمها يوظف فى أسواق ذات ربحية منخفضة ومخاطر عالية, أو فى العالم حيث الجميع يرى فى هذه الدولة ذات الموقع الاستراتيجى أرضا خصبة للاستثمار.
وتابع: مصر ليست دولة تعيش على المعونات والمساعدات, بل تستطيع استيعاب استثمارات بمئات مليارات الدولارات, أكان فى المصانع حيث تستطيع استيعاب المئات فيها لتصنيع المواد الإنشائية كالحديد والأسمنت والزجاج وغيرها, أو فى مجال المواد الغذائية وغيرها من الصناعات الخفيفة والثقيلة, كما أنها تستوعب مئات بل آلاف المنتجعات السياحية التى تجذب ملايين السياح إليها، وفيها أيضا من الأيدى العاملة ما يجعلها مستغنية عن عمالة مستوردة, كل هذا يحتاج إلى ثقة لا تتوفر بغير زعامة تاريخية تتمتع بكاريزما كما هى حال عبد الفتاح السيسى.
نقول هذا عن دراسة ولا نسرد أمنيات, بل إن كل العبث الأمنى الذى تعيشه مصر اليوم لا يمكن أن يقضى عليه إلا من خلال مشروع نهضة اقتصادى متكامل يخرج الناس من الشوارع إلى المصانع والمؤسسات, وينهى اللغو السياسى الذى لم يجلب على موطن الفراعنة إلا الخراب وتعطل المؤسسات وزيادة الفقر.
لمزيد من الأخبار السياسية..
"الإرهابية" مهنئة الشرطة بعيدها: نخاطب ضمائركم حافظوا علينا
"القضاة": تصريح وزير الآثار بتفتيش محققى المتحف الإسلامى ينم عن جهل
حزب الوفد: محاولة تفجير مقرنا لن تثنينا عن محاربة الإرهاب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة