صالح المسعودى يكتب: الرئيس القادم والشفافية المطلوبة

السبت، 25 يناير 2014 08:04 ص
صالح المسعودى يكتب: الرئيس القادم والشفافية المطلوبة صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كيف حالك يا صديقى؟ آاااااااه! هكذا كانت زفرة ألم تخرج من صدر هذا الصديق وما أشدها تنهيدة، لقد لفتت انتباهى بما تعنيه من معانى فى غاية الأهمية، فقد جمعت فى طياتها الآم وأحزان هذا الصديق، فقلت له لماذا كل هذا الأسى، فقال لى يا أخى أنا مواطن بسيط مثل الكثيرين حصلت على (بكالوريوس خدمة اجتماعية) ولظروفى العائلية ولحظى العاثر كان تقديرى (مقبول) وهذه هى الطامة الكبرى فقد شارف عمرى على الأربعين ولم أحصل على وظيفة تؤمن لأسرتى حياة كريمة.

وأنا متأكد أن هناك الكثير والكثير من نفس حالتى، فقلت له لماذا لم تجرب حظك فى القطاع الخاص مثلا، قال بالطبع جربت حظى ولكن أنت تعرف أن القطاع الخاص من الممكن أن يتخلى عنك فى أى وقت وأنا الآن رب لأسرة وأبحث عن استقرارها.

قلت له إذن أنت يا صديقى غير متابع لما يدور على الساحة فى مصر، فمصر الآن يا صديقى صنعت دستورا جديدا يراعى حقوق العمال ويؤمن مستقبلهم بالشكل المناسب إن كان فى الحكومة أو حتى القطاع الخاص.

فرد على صديقى بكلمات كنت أتوقعها من إنسان بسيط (أمى) مثلا ولكن من شخص متعلم كنت استبعدها فقد قال لى (السيسى يتصرف) أنا أملى بعد الله فى (السيسى) قلت له ولماذا السيسى، قال لأنى متأمل فيه خير.

تركت صديقى لآماله وأحلامه التى يتوقعها فى المستقبل القريب وجلست مع نفسى أحلل كلام صديقى وأمثاله ممن زاد سقف أحلامهم فى مستقبل مشرق ينتشلهم من أحزانهم ويؤمن لهم ولأسرهم مستقبل طالما حلموا به.

وقلت الله يكون فى عون من يتحمل المسئولية فى المرحلة الراهنة فقد زادت أحلام وآمال الناس بل وبدأ أكثرهم يجهز نفسه لإشراقات جديدة فى حياته.

والحمل أكثر وأكثر لو ترشح السيسى لمنصب رئيس الجمهورية فقد تحول الرجل لبطل شعبى وأصبح لدى المواطن هو المخلص من كل شىء بما فى ذلك الفقر والجوع وحياة رتيبة استمرت عقود عدة
ولكن هذا الرجل سوف يأتى فى وقت غاية فى الخطورة وسوف يقود سفينة يتعمد أهلها خرقها حتى لا تكمل المسيرة وتمكث أكبر فترة ممكنة يكون همها هو إصلاح أعطابها، بالإضافة ما يقابل تلك السفينة من رياح خارجية حاقدة لا تتمنى لهذا الوطن أى خير أو تقدم فجميعهم يعلم أن مصر تمتطى جواد جامح لو انطلق لن يوقفه أحد.

والقارئ الجيد للمشهد والأحداث لابد أن يصنف الرئيس القادم على واحد من ثلاث شخصيات على الرئيس أن يختار أحداها.

الشخصية الأولى.. شخصية (الساحر) الذى يوهم الناس بأفعال لا يوجد لها أصل على أرض الواقع ليحتوى أمال وأحلام الناس فيه، والشخصية الثانية.. هى شخصية الرئيس المسنود من خارج الوطن أو القوى الخارجية التى تقدم له الدعم الكافى لتوطيد أركان حكمه ثم يأتى عليها الدور لجنى الأرباح أو المكاسب المادية والسياسية وبالتأكيد جميعها سوف يكون لها المردود السيئ الذى ينال من سيادة الدولة وقيمتها على مستوى المجتمع الدولى.

أما الشخصية الثالثة والأخيرة.. وهى الشخصية الشفافة التى تعتمد على المكاشفة والمصارحة وهذه الشخصية هى التى كانت منهاج الراحل (جمال عبد الناصر) فقد قاوم بتلك الشخصية الشفافة ضغوط العالم على مصر وصنع بها عزيمة للمواطن المصرى وبنى بها وبعرق وجهد المصريين وحدهم أعظم المشروعات التى نجنى ثمارها حتى الآن لأن مردودها يتدفق على الوطن فكانت عبقرية الشفافية والمصارحة مع النفس والمواطن سبب تخليد اسم جمال عبد الناصر حتى برغم هزيمة 67، إلا أن الشعب المبهور بتلك الشخصية وحافظ عليها.

ومن هنا تتضح لنا أهمية أن يتحلى الرئيس القادم لمصر بالشفافية لأن ظروف مصر فى الوقت الراهن والمستقبل القريب سوف تكون أكثر شبها بمرحلة ثورة يوليو وما تعنيه تلك المرحلة من عرقلة للجهود الناهضة بهذه الدولة دوليا وإقليميا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة