سامى عبد الراضى

رسالة إلى الله

السبت، 25 يناير 2014 06:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنا اسمى سمير محمد محمد
وشغلتى "عجان"..أيوه أنا إللى باخبز العيش.. عمرى 40 سنة..
إمبارح ملحقتش..صحيت بعد الفجر..كان الجو برد.. بس أنا تعودت ميهمنيش.. سبت غرفتى البسيطة.. وفرشى الدافى..وطلعت فى طريقى لـ "الفرن"..كل يوم باعدى من هنا..أيوه مديرية الأمن على يمينى والمبنى ده..أيوه المتحف على شمالى.. وهنا فيه كمين.. حفظوا شكلى..وقفت مرة ولا اتنين وبعدها بأرمى السلام وأفوت..واليوم كان عادى..برد..وعربيات قليلة فى شارع بورسعيد.. والنور خافت.. وأنا ماشى.. كنت بأفكر فى عيلتى اللى فى بنى سويف.. وولادى.. وأمهم.. وأمى.. وقرايبى.. وأول يوم جيت فيه مصر واشتغلت "عجان".. وكنت ماشى لا هادئ ولا سريع.

ومعرفش إيه حصل.. أنا سمعت صوت قوى..هزة كده.وبعدها معرفش إيه حصل.. والناس كلها شافتنى.. آه.. شافتنى جثة.. متقطع.. وقالوا إنى إرهابى..وإنى إللى فجرت..أنا مليش فى السياسة.. ومبحبهاش.. سياستى هى "الفرن" ونخبتى هى "العجين".. وهدفى هو "الرغيف".. ومرتبى باليوم.. وصل 60 جنيها.. ولو يوم نمت.. ولا تعبت.. صاحب الفرن يقولى : "شكرا يا سمير.. ملكش فلوس.. روح ".

فاكر إنى مكملتش دراسة.. يا دوب أفك الخط.. بس بنتى كبرت.. وبقت فى ثانوية عامة.. وكنت فرحان بيها.. كنت محتار.. طب أصرف عليها دروس وفلوس.. وبعدها تتجوز.. وقلت مش مهم.. دى هتكبرنى.. والبنات حنينة.. ومش بتعصى والديها.. وبتحب أبوها.. تعرف أنا مشاركتش فى ثورة.. لا يناير ولا يونيو..ولا رحت استفتيت.. ولا وقفت فى طوابير انتخابات الإخوان والزيت والسكر.. أنا إنسان غلبان.. وضعيف.. وبين إيديك.. يا رب عارف أن رحمتك واسعة.. وباب الجنة مفتوح لى.. وبأشكرك.. بس ولادى وأمى.. وبنتى.. ومراتى.. تعرف الـ 60 جنيه يوميا.. كانوا ستر وغطى.. والحكومة قررت تصرف لـ " الورثة " 5 آلاف جنيه.. مش عايزهم.. عايز " عطيتك " أنت يا رب.. مش عايز غيرها..أنت حبيبى وحياة سيدنا النبى.. أنت الكبير.. ومليش غيرك.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمن باجى

ابداع

الأستاذ سامى عبد الراضى انت ديما مبدع أ يمن باجى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة