كما أنه لا يعرف الشوق إلا من يكابده.. فلا يعرف قدر مصر إلا من بعد عنها وتغرّب..
ينقبض الصدر، تتوتر الأعصاب كلما اقتربت الخطوات من مطار القاهرة استعداداَ للرحيل..
دمع حبيس العين خشية افتضاح أمره، يتحين فرصة انشغال الناظرين عنه لينساب وينهمر.
تقلع الطائرة وتُقتلع معها سكينتنا. يعترينا الخوف وإن ظهرت علينا ملامح اللامبالاة. نعيش فى الغربة على هامش الحياة، نفتقد كل ما يبهج الروح، البسمة التى ترتسم على الوجوه لا تطرق أبداً أبواب القلب، مزيفة ومصطنعة كأشياء أخرى كثيرة.
نؤجل كل أفراحنا لحين العودة، حتى ملابسنا المميزة وحلينا البراقة ندّخرها وكأننا نَضِنْ بها على كل الوجود سوى مصر.
وحين يأذن الله بالعودة، تزغرد أزهار أرواحنا وتقفز طرباً أمانينا، نكاد نقبل الطائرة التى ستحملنا إلى خير أرض وخير أهل.
نشعر بسكينة عجيبة حين الهبوط، لا نستعجل انتهاء إجراءات الدخول، وكأن مجرد ملامستنا لأرض الوطن هو غاية المنى والمراد، فلو آتانا الموت فلا خوف.
نقبل كل ما تقع عليه أعيننا من الجمادات والمخلوقات كلها تستنطق أحلى ذكرياتنا، ننتشى بهواء الوطن التى تحمل نسماته كل ذرات وجودنا، وكأننا نبعث من جديد !
إذا ضاع الوطن فأى شىء سيبقى لنا؟
أى ذكرى؟ أى بيت سيأوينا؟
حتى من يتشدقون بإقامة شرع الله، أى شريعة ستقام فى وطن مفتت يٌقتل أبناؤه وتٌستحل حرماته.
هل ستٌنير سماؤه الفوانيس فى رمضان؟
أم برق الانفجارات؟
هل سيدوى صوت الآذان والقرآن؟ أم أزيز الطائرات.
أى إسلام سنعلمه للأجيال القادمة؟ وهل سيتبقى أجيال قادمة؟
إن مصر معقل أهل السنة فى الوطن العربى بأزهرها الشريف، وتدين أهلها الوسطى بلا غلو ولا تفريط.. هى- ركيزة الإسلام-. فإذا ضاعت مصر فمن سيبقى للإسلام؟
وأين سيطبق الإسلام... فى إسرائيل ! أم أمريكا !
وأبداً أبداً لن تضيع.. وسيبقى الجميع وستبقى مصر.
د.أمينة هاشم يكتب: إذا ضاعت مصر فأى شىء سيبقى لنا؟
السبت، 25 يناير 2014 01:55 م
تفجيرات مديرية أمن القاهرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة