جاء ذلك خلال اللقاء الذى عقد بنشاط مكتبة الأسرة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ45 لمناقشة كتاب "الوحى الأمريكى قصة الارتباط البناء بين أمريكا والإخوان"، وشارك فيها كل من الدكتور كمال حبيب والمحامى مختار نوح، والسفير رخا حسين، والكاتب الصحفى عبد العظيم حماد، وأدارها الدكتور محمد بدوى.
قال عبد العظيم حماد، وهو صاحب الكتاب محل النقاش، إن المنطق المعروف به الإخوان منذ الأربعينات هو منطق البرجماتية، أى النفعية والحرص على المصلحة الخاصة بالجماعة ومشروعها، مشيراً إلى أن قصة تحالف جماعة الإخوان مع البيت الأبيض بدأت أواخر الأربعينات عندما فكرت أمريكا فى استخدام الإسلام لمكافحة الشيوعية ولضرب الاتحاد السوفيتى، وبدأوا فى إنشاء نوادى التنظيم الدولى التى تم تسليمها لسعيد رمضان زوج ابنة حسن البنا.

وأوضح حماد، أن أمريكا بدأت استغلال منطق الإخوان فى محاولة إقناعهم بالمشروع الصهيونى وقبول إسرائيل، ووصل حد التعاون لتعامل مخابراتى، مشيراً إلى أن آخر تنازل قدمته الجماعة كان فى عملية عمود السحاب، وهى الحرب الإسرائيلية على غزة، مؤكداً أن هذا ما قاله أوباما عقب أول اتصال هاتفى بالرئيس المخلوع محمد مرسى أنه يتميز بكثير من البرجماتية وقليلا من الأيدولوجية.
فيما وصف مختار نوح المحامى المنشق عن جماعة الإخوان، كتاب عبد العظيم حماد "الوحى الأمريكى" بأنه أشبه بالفيلم العربى الذى يستطيع المشاهد أن يعرف حقيقة قصة الفيلم عندما يصل إلى نهايته، قائلاً أن كامل رحومة أهدانى الكتاب بعدما عدى عمرى الستين عاما، وعرفت من القاتل أخيراً بعدما قرأته، بينما طول الفيلم، حسب وصفه، الحقائق أبعدتنى عن القاتل الحقيقى، وبدأت أفسر الأشياء التى كنت أتعامل معها".

وقال السفير رخا حسين، إن الكتاب يثير قضايا فى غاية الأهمية، الكتاب جزأين الجزء الأول يبين مدى ارتباط الغرب بالمشروع الصهيونى، والجزء الثانى كيف أنشأ الإخوان تنظيمهم الدولى فى مرحلة التيار القومى والتيار الشيوعى القادم من شرق أوروبا والاتحاد السوفيتى.
وأوضح رخا، أن جماعة الإخوان تستند إلى عقيدة دينية ولكنها تنحو للعالمية وتتقبل الديانات الأخرى، مشيرا إلى أن الكتاب يستعرض علاقات أمريكا بالإخوان أثناء مواجهة التيار الإسلامى للتيار القومى الذى تزعمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مؤكداً أنه آنذاك كانت هناك معلومات مؤكدة أنه كانت هناك مساعدات أمريكية لهم لمواجه القومية والشيوعية.
وقال الدكتور كمال حبيب، إن الكتاب يعد من الكتب القليلة التى اهتمت بالدراسات بين الإسلام السياسى وأمريكا، مشيراً إلى مؤسسة راندى التى تحدث عنها الكاتب أوضحت فى كثير من تقاريرها كيف رسمت أمريكا صورتها حول ملامح التيارات الإسلامية، ومحاولتها فى خلق شبكات معتدلة، وهنا بدأ الإخوان يقدمون أنفسهم بأنهم البديل للجهاديين المتطرفين، وأنهم البديل المعتدل.

وأضاف حبيب، أن التيار القطبى الذى قادها لهذه المواجهة العقائدية بدلاً من المواجهة السياسة، مشيراً إلى أن فض اعتصام رابعة نواجه قصة أنه اعتصام كان يصدر خطابا عقائديا ولا يطرح أى حلول للمشكلة السياسية، وهنا ظهرت الأزمة بين الفكرين الدينى والسياسى، فضلا على أنه فى وقت صناعة القرار أيام رئاسة مرسى واجهانا مأزق كبير، أبرزها الإعلان الدستورى الذى أصدره فى نوفمبر 2012، قائلا "حسب معلوماتى داخل الجماعة أن أحد محامى الجماعة كتب الإعلان الدستورى داخل مقر الجماعة وذهب له فى ظرف وقرأه مرسى على الجمهور".

وأضاف الدكتور عبد الخالق فاروق، أنه يعمل حالياً على كتاب حول "نشأت وتطور النظام الاقتصادى عند الإخوان المسلمين"، مشيراً إلى عملهم فى مجال الإغاثة الدولية ولا يمكن لأحد أن يعمل فيها إلا بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية، حسبما يؤكد كتاب عبد العظيم حماد.
وقال العميد محمود قطرى خبير أمنى، إن الكتاب من أخطر الكتب لأنه يمس الواقع المصرى فى العمق، واقترح أن يتحول الكتاب لفيلم وثائقى ليشرح فى قصة مبسطة الارتباط البناء بين الإخوان وأمريكا، مؤكداً أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى اقتبس خارطة الطريق لثورة 30 يونيو من المعلومات التى كونها من كتاب عبد العظيم حماد، مؤكداً على ضرورة وجود آلية لكى تصل المعلومات الموثقة فى هذا الكتاب للشعب المصرى.
