مشهد الباعة الجائلين الذين يحملون فوق أكتفاهم بضاعتهم أيا كانت، مهرولين للاختباء من ملاحقة حملات الشرطة مشهد متكرر ليلا ونهارا يبرز فى ذاكرة وسط القاهرة وأطرافها والعديد من الميادين المحورية، حتى أصبح معلمًا من معالم العاصمة، يتعاطف بعض الناس معهم لعلمهم بأن هذا هو مصدر رزقهم الوحيد، اليوم اختلف المشهد كلية فلم يصبح الباعة قلة بل كثرة وقوة احتلت الشارع وسكنته واعتبرته حقًا مكتسبًا، بعد أن كسروا عقدة الخوف من الأمن والشرطة فلم يعد الباعة يخشون الشرطة وأصبح مشهد البيع مشهدًا عاديًا اعتاده المصريون فى محطات المترو والشوارع دون تنظيم أو رقابة.
تتعرض الشوارع سواء الرئيسية أو الفرعية لزحام كثيف من إشغالات معروضات الباعة بدون رقابة من قبل شرطة المرافق، فيرى البعض أنه إذا كانت الحكومة تريد أن يرحل الباعة عليها أن توفر البدائل، واذا كان الشارع قد أصبح مقرًا للباعة فالوضع لا يختلف كثيرًا فى محطات مترو الأنفاق الذى تجد كمًا هائلا من الباعة، الذين يمرون على الركاب بشكل مزعج ويرمون البضائع على أرجلهم وهم جالسون على المقاعد.
وقد انتقلت أزمة الباعة الجائلين من محطات المترو إلى محطة مصر تلك المحطة التى تعتبر أثرًا تاريخيًا، حيث تم تطويرها وتأجل افتتاحها أكثر من خمس مرات بسبب أزمة الباعة، هذا التطوير يعوقة مشهد غريب للباعة، الذين احتلوا كل متر فى فناء المحطة الخارجى حتى لم يصبح هناك مكان للسير.
وجاءت تصريحات محافظ القاهرة حول ظاهرة الباعة، بأن هناك جهودًا كثيرة تبذل من جانب أجهزة المحافظات المختلفة بالتنسيق مع شرطة المرافق، للقضاء والحد من الظاهرة.
كما تُجرى مناقشات لإنشاء سويقات بكل حى مزودة بكافة الخدمات مع تصميم الوحدات بشكل متميز وموحد ويتم منحها للباعة بإيجار رمزى شهرى لإخلاء الأرصفة للمشاة وتحقيق السيولة المرورية، وتنظيم العلاقة بين الباعة الجائلين وطالبى معروضاتهم والأجهزة الحكومية.
يرجع انتشار الباعة فى كل أنحاء الجمهورية لعدة أسباب أهمها، هو زيادة نسب الفقر بين المواطنين نتيجة لارتفاع الأسعار وعدم توافر فرص العمل وانتشار ظاهرة البطالة، فوضعهم الاجتماعى والاقتصادى صعب للغاية، وأغلبهم يتحملون عبء إعالة عائلاتهم، وبالرغم من أن الباعة الجائلين يتواجدون ولفترات طويلة فى ذات المكان إلا أنهم افتقدوا إلى التنظيم فيما بينهم واقتصر آليات التنظيم على الحيز الذى يشغله كل منهم فى الشارع أو الرصيف، وإن نتج ذلك عن طريق فرض القوى أو بالتراضى كما وجدت بعض أنواع التنظيم الناتجة عن الحرص على عدم التنافس لبائعى السلعة الواحدة فى نفس الأماكن.
ولحل أزمة الباعة الجائلين يجب أن تعقد اجتماعات دورية مع ممثلين للباعة الجائلين، لاختيار وتحديد الأماكن المناسبة لهم وحل مشاكلهم، وتوفير منفذ بيع لهم، على الرغم من أن معظم الباعة الجائلين من المحافظات المجاورة، إلا أنه يجب توفر أماكن لهم، كما يجب إزالة العديد من الإشغالات وشوادر اللحوم بدون ترخيص من الميادين العامة والشوارع الرئيسية بالمدن المصرية، لإعادة المظهر الحضارى للمحافظة، وتوفير مصادر دخل دائمة دون التعرض لهم وفى إطار القانون.
محمد أحمد كامل يكتب: الباعة الجائلون مشكلة يصعب حلها
الخميس، 23 يناير 2014 02:13 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة