سليمان شفيق يكبت : من استحقاق الدستور إلى استحقاق الوطن .. السيسى حلم الفقراء فى الستر والحرية

الخميس، 23 يناير 2014 06:07 ص
سليمان شفيق يكبت : من استحقاق الدستور إلى استحقاق الوطن .. السيسى حلم الفقراء فى الستر والحرية الفريق عبد الفتاح السيسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهى الجهاد الأصغر، الاستفتاء على الدستور، وبدأت ملامح الجهاد الأكبر، استحقاق الوطن، من يتأمل نتائج الاستفتاء.. ثورة فى حد ذاتها، لا يقتصر الأمر على الـ%98 «نعم»، بل فيضان الفرح الذى جاءنا هديره من أمواج طوابير الذاهبين إلى الصناديق، وعلامات النصر، ورقص الأمهات وكأنهن فى عرس الأبناء،

يا إلهى من يصدق أن كل هذه الأناشيد والرقصات والأهازيج، وإشارات النصر تأتى من مصر التى تخوض حربا مع الإرهاب، وتتكحل عيونها بالدم، وتنطق بالحب للشهداء؟
لا يعرف الشوق إلا من يكابده، فى قلب الصعيد، عادت المنيا عروس للصعيد بعد أن واجهت من يريد أن يرملها، خرج جمهور المنيا غير مبال بتهديدات الإرهابيين، اصطفت الطوابير لأكثر من خمسة آلاف مواطن ومواطنة فى مجمع مدارس السلام بعزبة شاهين، ومثيلها عند مدرسة الزخرفية بحى أبوهلال «معقل الإرهاب»، لا خوف ولا تردد، والإشارات ذات
الإصبعين الفسفوريتين
تردان على الأربعة الأصابع الإرهابية، %26 نسبة الحضور، بزيادة %3 عن استفتاء الدستور الإخوانى 2012، وبلغة الأرقام ما يقارب المليون مواطن، ولكن لماذا المنيا؟ انتهت المحطة الأولى من خارطة المستقبل، الاستفتاء على الدستور، وفى المنيا الحضور «738830» بنسبة حضور %26.2 وافق على الدستور «699780» بنسبة %94.7، وتكون بذلك المنيا من أقل نسب الحضور حتى عن محافظة شمال سيناء التى سجلت نسبة مشاركة %34، إلا أنها تعكس قيمة إيجابية كون المنيا عاصمة الإرهاب تاريخيا، وأعلى

معدلات عنف فى السنة الأخيرة، خاصة بعد فض الاعتصامات الإرهابية فى النهضة ورابعة، وكذلك أكدت دراسات مركز ابن خلدون أن %40 من المعتصمين فى رابعة والنهضة كانوا من المنيا، وأعلى معدلات نسب فقر بعد سوهاج فى قرى المنيا، حيث تحتل المحافظة المرتبة الثانية على مستوى الجمهورية، وعلى الرغم من أن المنيا بها 22061 جمعية أهلية، فإن %70 تتركز فى بندر ومركز المنيا، وتصل نسب عمل تلك الجمعيات فى القرى إلى أقل من %10 وفى القرى الفقيرة الحاضنة للتطرف والإرهاب تتدنى النسب إلى أقل من %2، والمدهش

أن مدينة المنيا بها أكثر من مركز لمؤسسات تنموية دولية، كذلك المنيا بها جامعة إقليمية تعد الثانية فى الصعيد بعد جامعة أسيوط، ولم نسمع عن دراسات جادة حول تلك الظواهر، رغم أن الراحل الكريم د. عبدالهادى الجوهرى، أستاذ علم الاجتماع ومؤسس كلية الآداب بالمنيا، كان قد شرع فى إجراء دراسات حول تلك الظواهر، ولا ننسى أن القس الراحل

صموائيل حبيب قد أسس الهيئة القبطية الإنجيلية، جنبا إلى جنب مع الكاردينال أنطونيوس نجيب الذى أسس أثناء وجوده مطرانا للمنيا للأقباط الكاثوليك مؤسسات تنموية كبرى مثل جمعية الراعى الصالح ومؤسسة «أيدام»، إضافة إلى مؤسسات وجمعيات كاثوليكية تعمل بجدية مثل جمعية الجيزويت والفرير وكريتاس، ولكن كل تلك الجهود لم تتضمن دراسات جدية مجمعة أو منفردة حول ظاهرة الإرهاب فى المحافظة، بل اهتم الجميع رسميين وتنمويين بالأنشطة الجادة ولكنهم أهملوا البحوث والدراسات، وإذا عدنا للخلف فى دراسات للباحث فسنجد:

محافظات صعيد مصر، لا سيما محافظة المنيا، سجلت أعلى نسب من أحداث العنف الطائفى بين مثيلاتها على مستوى الجمهورية، فقد سجلت محافظة المنيا أكبر أحداث ففى عام 2008 سجلت %42 من إجمالى حوادث العنف الطائفى على مستوى الجمهورية، وفى عام 2009 شهدت %39.2 من إجمالى حوادث العنف الطائفى على مستوى الجمهورية، وكان معدل حوادث العنف الطائفى فى محافظة المنيا فى العامين 2008، 2009 مجتمعين بمعدل حدث واحد كل خمسة وثلاثين يوما، وذلك فى 17 قرية تابعة لمحافظة المنيا وبعد ثورة 25 يناير ظلت محافظة المنيا محتلة المركز الأول فى نسبة حوادث العنف الطائفى، حيث وصلت حوادث العنف الطائفى فى الفترة من فبراير2011 وحتى أواخر شهر أغسطس 2012م إلى %50 من الحوادث على مستوى الجمهورية، مع الأخذ فى الاعتبار أن هذا العدد من الحوادث هو الحوادث الكبرى فحسب، وربما يكون هناك المزيد من حوادث العنف الطائفى التى تم استيعابها بسرعة قبل أن تتضخم، وتم التعتيم عليها إعلاميا، وبعد فض الاعتصامات الإرهابية سجلت المنيا أعلى معدلات عنف طائفى، من حرق كنائس واعتداءات على منشآت مسيحية أو مملوكة لأقباط إلى أكثر من %60 مما حدث على مستوى الجمهورية.
من إخناتون إلى السيسى

لإدراك ماهية ما يحدث لابد أن نعرف أن المنيا بها مخزون تاريخى من العنف، ففى عصر إخناتون عاشت المنيا أربع سنوات من العنف الدينى بعد التوحيد بين أصحاب ديانة التوحيد والديانات الأخرى، وصولا إلى ذبح قائد الحملة الفرنسية الجنرال «جماريس» أمام قرية على الأطراف «دماريس»، وربما يجهل الكثيرون أسباب التسمية، وفى 1882 وبعد هزيمة وانكسار عرابى شهدت المنيا المعارك والمذابح بين مناصريه وخصومه، وفى دير مواس انطلقت ثورة 1919 حينما قلب الأهالى القطار وذبحوا المحتلين البريطانيين وبعدها اختلطت الدماء بـ«زلع» العسل الأسود، وصولا لسنوات الإرهاب الدموى «1985-1997» ونالت المنيا %45 من مجمل أحداث العنف، وكانت ومازالت الحاضنة للجماعة الإسلامية، هناك 17 قرية حاضنة للإرهاب والتطرف منذ أربعين عاما فى المنيا وحتى الآن، وهناك أكثر من 140 قرية وعزبة تعيش تحت خط الفقر، وقرى أخرى تعيش على الاتجار فى المخدرات والسلاح والآثار، وفى حوار ودى مع مسؤول جهاز أمنى سيادى بوسط الصعيد أكد لى أنه يحاول بناء قاعدة معلومات عن معدلات الفقر والقرى الفقيرة لكى تتحرك الأجهزة للتنمية فيها، وأن بعض الوزارات تتعثر فى إمداده بالمعلومات بما فى ذلك حتى أعداد الجمعيات بالمحافظة حصل عليها بمجهود شخصى!!!

من المنيا إلى سيناء:
ومن عمق الصعيد إلى عمق الإرهاب شبه حزيرة سيناء، شمال سيناء كانت نسبة الحضور %34 ونعم %98، حيث خرج المواطنون المصريون البدو لكى يؤكدوا للقاصى والدانى أنهم مع القوات المسلحة ضد الإرهاب، خرجوا نساء ورجال يرفعون علامات النصر بأصابعهم المفسفرة فى مواجهة الإرهاب الأسود، وزادت نسبة الحضور عن دستور محمد مرسى بـ%4، وتوقف الإرهاب أمام تدفق الموجات البشرية نحو اللجان، من يصدق أن هذا الغرس فى سيناء التى قدمت منذ 29-7-2011، أكثر من ألف شهيد ومصاب ومختطف من الإرهابيين!!
نعود للصعيد مرة أخرى، ففى قنا على أنغام المزمار ودق الطبول رقصت الهوارة والأشراف والقبائل وتناسى الجميع الثأر، وفى أسوان تشهد أرقام أن النوبيين فى أماكن تواجدهم أعطوا أصواتهم بنعم على أنغام صوت محمد منير، «الليلة يا سمرا»، هكذا توحدت الأمة، عرب، هوارة، أشراف، مسيحيون، مسلمون، نساء، رجال، فلاحون، عمال، طلبة، كل هذه الفئات التى لم تأخذ حقوقها بعد أن توحدت حول راية الوطن، لذلك لابد أن نتوقف أمام ذلك العرس سائلين:

برنامج الرئيس القادم هل سيحقق مطالبهم؟
أقصد النساء اللاتى أعطين الأصوات والفرح، والمواطنين المصريين الأقباط الذين دفعوا دماءهم وممتلكاتهم وكنائسهم وهناك القوانين التى تنتقص من مواطنتهم، والمواطنين البدو الذين لم يحصلوا حتى الآن على حق تملك الأراضى فى سيناء، والمواطنين النوبيين الذين لم يتحصلوا على تعويضاتهم منذ بناء السد العالى حتى الآن، ولم يتملكوا على البحيرة، الفقراء الذين يبحثون عن العدل الاجتماعى، الطبقة الوسطى بكل فئاتها والتى تبحث عن مكانتها التى سرقت، كل هؤلاء الذين صنعوا الـ%98 «نعم»، و‪%‬40 مشاركة يبحثون عن الأمان والستر والخبز والحرية، فهل سيتسع لهم صدر برنامج الرئيس القادم؟
سيسى سيسى أنت رئيسى:

كان هذا الشعار مكتوب على لافتة تحملها سيدة مسنة صعيدية، سألتها عن اسمها فضحكت وهى تقول: «راضية السيساوية»، ابتسمت لها وعاودت السؤال: ماذا قلت؟ أشارت بإصبعها المفسفرة وهى تقول «نعم يا سيسى نعم» لم أتمالك نفسى وأنا أضحك وأقول لها: ليه ده كله؟ أجابت فى جدية: لأن السيسى سترنا وإحنا لازم نستر على البلد!! لم أتمالك نفسى، ابتلعت دموعى، تركت هذه الصعيدية الفقيرة متسائلا: هل يمكن أن يهزم أحد هذا الشعب؟ وتذكرت الفترة من 1967 وحتى 1973 حينما التف المصريون حول القوات المسلحة، واقتسموا الخبز والجرح والقذيفة، آه يا وطنى، من يتذكر محمد حمام وهو يغنى: «يا بيوت السويس يا بيوت مدينتى.. أستشهد تحتك وتعيشى أنتى».

وكيف ضاع كل هذا الصمود تحت أقدام الانفتاحيين وتحالف السادات مع الظلاميين، وعدنا بعد مقتل السادات مثل الشعوب العظيمة نلتف حول بطل الضربة الجوية الأولى محمد حسنى مبارك، وبكينا حينما مرض وفرحنا حينما نجا من الاغتيال، ولكن الطبقات الرأسمالية المتوحشة فى لجنة السياسات حرقت الأخضر واليابس وحولت البطل إلى متهم!!
والآن نحن نضع كل آمال الوطن، الأغلبية والأقلية، فى رقبة الرئيس القادم، وبدون مواربة يتمنى البسطاء والكادحون والطبقة الوسطى أن يكون رئيسهم الفريق أول عبدالفتاح السيسى، ولكن يخشى الثوار طيور ظلام النظام المباركى، هؤلاء الذين ينعقون كالبوم عبر وسائل إعلام مختلفة، يخشى الفقراء من أمثال راضية السيساوية أن يسرقوا منها حلمها فى لقمة العيش والستر، تخشى الطبقة الوسطى من صناع الفرعون وتأليه الحاكم، ولكن وكما

يقول نجم:
الشعب هو الباقى حى
هو اللى راح هو اللى جى
طوفان شديد
لكن حديد
يقدر يعيد
صنع الحياة

للمزيد من التحقيقات ..

"النائب العام" ينتصر للسائحات.. استجابة لتوصيات وزارة السياحة لمواجهة "التحرش الجنسى" بالفنادق والمنتجعات السياحية.. و"مستشار" هشام زعزوع: الحبس عام لمرتكبى الفعل الفاضح والداعين للفسق والفجور

معركة رئاسة "الدستور"تشتعل والمرشحون يعززون قوائمهم.. أحمد حرارة ينضم لقائمة حسام عبد الغفار..وجميلة إسماعيل تراهن على رصيدها بالمحافظات فى إعادة هيكلة الحزب..وهالة شكرالله تعتمد على مبادرة "لم الشمل"

يونس مخيون: مكتب الإرشاد كان الحاكم الفعلى لمصر وليس "مرسى".. وقطر تنفق المليارات لبث الفوضى فى البلاد.. نرفض المشاركة بذكرى 25يناير تجنباً للعنف.. وحكومة الببلاوى ضعيفة وليس لديها رؤية اقتصادية


انفراد.. جهات سيادية تكلف الأجهزة الرقابية بفحص ثروات 465 من رموز نظام مبارك .. مصدر: القرار صدر بعد محاولات الحرس القديم العودة للحياة السياسية.. والقائمة تضم سرور وعزمى والشريف والغول ومجاور






مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

اابو محمد

ارض النفاق

عدد الردود 0

بواسطة:

s&f

اكثر من رائع

تغطيه موضوعيه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة