أعرب السفير العراقى فى سول خليل الموسوى اليوم الخميس، عن أمل بلاده فى إعادة بناء هذه الدولة التى مزقتها الحرب من خلال توسيع شراكتها مع كوريا الجنوبية ليس تجاريا فقط ولكن من خلال المبادلات التعليمية والثقافية أيضا.
وقال الموسوى - فى مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية- " لقد مرت عشر سنوات، ولقد تم التعامل مع تداعيات ضخمة وهائلة للنظام السابق ... والآن لدينا الفرصة لبناء المجتمع والمؤسسات والبنية التحتية على أسس حديثة و بطريقة ديمقراطية ... نتمنى و نود أن تكون كوريا الجنوبية جزءا من هذا".وبمغادرة القوات الأمريكية هذه البلاد النفطية فى العام الماضي، يسعى العراق الآن لتعزيز الديمقراطية وتحويل جيشه من " قوة تهديد " إلى " قوة ردع " تساهم فى السلام والاستقرار، وفقا للموسوي.
وقال السفير العراقى البالغ من العمر 58 عاما، وهو مناضل سابق وقف ضد نظام صدام حسين "لسوء الحظ، مر 40 عاما استغل خلالها النظام الدكتاتورى كل الثروة، والقوى العاملة وبنية المجتمع لإقامة عالم ظالم غير عادل ... أما الآن فقد تغير العراق وانتقل من نظام الدكتاتورية إلى نظام ديمقراطى، غير أن ديمقراطيتنا لا تزال فتية".
ويرى الموسوى أن بإمكان البلدين الانتقال بالعلاقات الإستراتيجية إلى مستوى أعلى وتعزيز العلاقات الإنسانية بين البلدين بفضل التقدم الاقتصادى لكوريا الجنوبية والموارد التى تتوفر فى العراق.
وقال السفير "من وجهة نظرى، لا تبنى العلاقات عن طريق التجارة أو العقود أو الاقتصاد. وإنما تبنى من خلال التعليم والثقافة والتبادل و كل شيء"، وأضاف "الاقتصاد لا يجلب رجال الأعمال فقط، بل الأشخاص أيضا".
وأكد السفير العراقى أن الشركات الكورية الجنوبية قد صنعت لنفسها سمعة جيدة منذ دخولها السوق العراقى فى السبعينات، خاصة فى مجال البناء، صناعة السيارات والإلكترونيات. كما أظهرت التزاما حتى خلال الأوقات الصعبة عندما واجه العراق سلسلة من الصراعات، بما فى ذلك الحرب ضد العراق وغزو الكويت وحرب الخليج.وقال الموسوى إن لدى كوريا الجنوبية والعراق الكثير من القواسم المشتركة تاريخيا، وهذا ما يربط دولا بعيدة جغرافيا.وأشار الموسوى إلى أن حكومته اختارت الطائرة الكورية لكونها ذات نوعية جيدة وسعر جيد، كما يمكن أن يتم تسليمها بسرعة.
وأضاف انه حكومته كانت تأمل فى توسيع العلاقات الثنائية من خلال الصفقة.وقال المبعوث إن العراق اعتمد على أسلحة سوفيتية الصنع فى الماضي، لكنه يسعى الآن للتنويع للحصول على أفضل المعدات التى تناسب قواته المسلحة.
وأوضح الموسوى قائلا "باعتبارنا دولة ذات سيادة، نعتقد أننا لا ينبغى أن نعتمد على دولة واحدة، ولكن ينبغى أن نكون منفتحين على علاقات ثقافية أخرى حتى فيما يخص جيشنا ... لأننا نريد تحويل جيشنا من قوة للحرب والتهديد لجيراننا إلى قوة توفر السلام والدعم الإنساني".
ويسعى السفير العراقى إلى إيجاد سبل لجلب المزيد من الطلاب العراقيين إلى كوريا لتعلم اللغة والثقافة بحيث يمكن أن يكونوا بمثابة جسر بين البلدين عند الحاجة. وحاليا، لا يوجد سوى حوالى 20 طالبا عراقيا فى كوريا الجنوبية.
وقد تم إقامة العلاقات الدبلوماسية بين كوريا الجنوبية والعراق رسميا فى عام 1989، ولكنها جمدت بعد ذلك بعامين، ليتم إعادة تفعيلها فى عام 2003. وتمركزت قوات كورية جنوبية فى العراق بين عامى 2004 و2008 لمساعدة قوات التحالف التى تقودها الولايات المتحدة على إعادة الاستقرار إلى البلاد التى تمزقها الصراعات.
وفى خضم جهود إعادة الإعمار القائمة، فازت الشركات الكورية الجنوبية بعدة عقود كبيرة فى مختلف المجالات بما فى ذلك البناء، النفط، الطاقة والاتصالات من أجل بناء المرافق والبنى التحتية الرئيسية.
وكجزء من مساعيها الرامية إلى تطوير قدراتها العسكرية، وقعت الحكومة العراقية الشهر الماضى صفقة بقيمة 1.1 مليار دولار لشراء 24 طائرة أف إيه -50 الهجومية الخفيفة المصنعة من طرف شركة كوريا لصناعات الفضاء.
لمزيد من الأخبار العربية..
السودان وكينيا يرفضان إرسال قوات أفريقية إلى جوبا
اعتقال سيدتين فى بريطانيا للاشتباه فى قيامهما بتمويل الإرهاب بسوريا
رئيس وزراء بريطانيا: قد نسمح باستقبال مزيد من اللاجئين السوريين
سفير العراق بسول: بغداد يسعى لعلاقات أقوى مع كوريا الجنوبية
الخميس، 23 يناير 2014 02:37 م