د.سمير البهواشى يكتب: ومازالت مصر تنتظر منا الكثير

الخميس، 23 يناير 2014 10:20 ص
د.سمير البهواشى يكتب: ومازالت مصر تنتظر منا الكثير صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن شعب مصر الضارب عمره فى التاريخ الى أكثر من سبعة آلاف عام، لقادر على إقالة وطنه من عثرته والنهوض به من كبوته، بعد تلك الثلاث سنوات العجاف اللاتى أكلن كل ما كان يمكن أن يعيننا على العيش بلقيمات يقمن الصلب، لنصبح فى هذا الوضع الاقتصادى السيئ الذى لا نحسد عليه هذا الشعب الأبى الصابر الشجاع ذا المعدن النفيس الأغلى من الذهب والألماس، والذى لا يظهر على حقيقته إلا فى درجات الحرارة العالية التى تصهره وتذيبه، وتزيل عنه أدرانه التى تخفى قيمته لبعض الوقت عن أعين كل من لا يعرف قيمته الحقيقية هذا الشعب قادر على التأقلم مع مبادئ الحرية والعدالة والمساواة، التى هى ألف باء الأديان السماوية جميعًا، فهو صاحب أول حكومة ونظام دولة فى التاريخ نعم كانت أكثر فترات تاريخه تجسد الحاكم الإله صاحب الإلهام السماوى، الذى لا يتصور خطؤه مما انعكس عليه استكانة وخضوعًا، وأشاع النفاق والتملق بين أفراده وكل من بيده الأمر والنهى فى البلد ولكن نجاح المصرى والتزامه فى الخارج يثبت أن العيب ليس فينا، ولكن فيمن يحكمنا فلو أردنا ديمقراطية حقيقية على أرض الواقع فعلينا أن نختار رئيسًا يقدسها ولا يسقط من حسابه ثقافتنا الروحية، التى لا تتعارض مطلقًا مع الحرية بمفهومها الأخلاقى النبيل والعدل الذى لا يختلف عليه اثنان والرفاهة واحترام حق الجميع فى الثراء شريطة أن لا ينام شبعانًا، وفى البلد جائع أو يعيش حياة البذخ والرفاهية، بينما هناك من الشعب من يتوسد الحجر ويلتحف السماء نحتاج لحاكم يوقر الكبير ( فى السن والعلم والفكر) ويسمع للصغير ( فى كل هذا ) حاكم يحب الأرض ويحمى العرض ولن تجد مثله إلا فيمن وضعوا أرواحهم على أكفهم، وواجهوا الموت لكى يحموا وحدته ويحافظوا على تراثه ويحفظوا هويته، وكان فى مقدمتهم وعلى رأسهم الفريق السيسى ورجاله الأبطال ووزير الداخلية محمد إبراهيم وضباطه وجنوده الساهرين على أمن الوطن.

وكما نحتاج لمثل هؤلاء الرجال ولحاكم يتصف بصفاتهم فإننا بحاجة أشد إلى شعب يقف كل يوم لا يوم الجمعة فقط أمام ضميره، فى ميدان التفكير، وليس فى ميدان التحرير، واضعًا دمية الكسل واللامبالاة والأنانية وشخصنة المطالب والجهل بصحيح الدين واحتكار الحكمة وثقافة الإقصاء أمام بصره وبصيرته فى قفص الاتهام ويحاكمها كما حاكم من قبل رموز الفساد ثم يحكم عليها بالإعدام فإعدامها أجدى له من رغبته فى إعدام من ظلمه وقتل أولاده لأنه بموت رموز الفساد يكون قد انتصر على غيره، وهذا سهل ولكن لن يحل مشاكله إما بموت هذه السلوكيات القميئة التى أفرزتها العقود الماضية واختلطت بدمائه وأصبحت صنمًا استعبده زمنًا طويلاً وساعد على تأخر أمتنا فهو انتصار على نفسه، وهو صعب ولكنه سوف يضع أقدام مصر على أول درجة من سلم العهد الجديد الصحى والنظيف، أيضًا نحتاج الى علماء دين يفعلّون فقه الواقع لأن الأمة فى وضعها الراهن تحتاج الى المصانع والمشروعات التى تقلل من البطالة وتحسن اقتصادها، وتزيد من قوتها أكثر من احتياجها لمزيد من المساجد والكنائس التى ينفق فى بنائها الملايين التى يحتاجها الفقراء من المنتسبين للعقيدتين؟ كذلك نحتاج إلى رجال أعمال وطنيين عملا لا قولا يبنون المدارس والمستشفيات والمصانع لا رغبة فى إسقاط الضرائب عنهم أو تملقًا للحكومة أو رغبة فى دخول البرلمان طلبًا للحصانة التى تعتبر الخطوة الأولى فى مشوار الفساد والإفساد، ولكن ردًا لجميل الشعب الذى ساعدهم على الثراء.

وشكرا لأنعم الله عليهم. فشكر النعمة باستخدامها فى إسعاد الغير ومحاربة الجهل والمرض والفقر يقيدها ويمنع زوالها بل وينميها أيضًا وهذا سر نماء نعمة أثرياء الغرب، لأنها سنة الله فى كونه ولا تبديل لسنة الله.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة