قال المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية، إن يوم الخامس والعشرين من يناير 2011 شهد بداية كسر جدار الخوف لدى المصريين، الجدار الذى سرعان ما انهار خلال الثمانية عشر يومًا التالية، ليؤكد لشعبنا حقه فى رفض الاستبداد والظلم، وفى صياغة مستقبل واعد لمصرنا الغاليـــــة.
وأضاف الرئيس منصور، فى كلمته بمناسبتى الاحتفال بذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير وعيـــــد الشرطـــــة، بأكاديمية الشرطة، اليوم، الخميس: "اليوم يوم فريد فى حياتى. . وأظنه أيضًا فريدًا فى حياة أبناء هذا الوطن. فسعادتى غامرة.. بعد ثورة 30 يونيو المجيدة.. بالوقوف أمامكم اليوم مخاطبًا إياكم.. احتفالا بعيد ثورة الخامس والعشرين من يناير. . وعيد الشرطة سويًا".
وأكد الرئيس، أن المصريين كتبوا صفحة جديدة مضيئة فى تاريخهم المعاصر، من خلال تلك الثورة الشعبية الأبية، التى انطلقت دون قيادة تفرض نفسها وأهدافها وآمالها وطموحاتها على أرض الواقع، وحينما حاول البعض اختطافها، جاءت ثورة الثلاثين من يونيو، لتعيد الوطن لأبنائه، ولتظل الطموحات والتطلعات مشروعة وقابلة للتحقيق، وفى القلب من 30 يونيو، وإلى جوار شعب مصر العظيم".
وأضاف: "كان رجال الشرطة الأوفياء جنبًا إلى جنب مع رجال القوات المسلحة البواسل.. يعيدون مصر الثورة إلى مسارها الصحيح"، مضيفًا: "فعلى التوازى مع احتفالنا بعيد ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة. . التى جاءت لتزيد من رصيد هذا اليوم فى تاريخنا. . نحتفل اليوم بعيد آخر من أعياد مصر.. بيوم مجيد من أيامها.. نحتفى فيه معًا برجال من أبنائها الأوفياء.. نؤكد تقديرنا لعطائهم من أجل الوطن.. نشد على أيديهم.. نتذكر تضحياتهم.. ونخلــد ذكــرى شهدائهــم".
وقال الرئيس منصور: "إننا نحتفل اليوم بعيد الشرطة المصرية الباسلة.. ونستدعى من ذاكرة تاريخنا الوطنى سجلا مشرفًا.. حافلا بالإنجازات ومليئًا بالبطولات.. يشهد بمسيرة نضال وطنى.. وعطاء مخلص ومتواصل، يقدمه رجال الشرطة الساهرون على أمن الوطن والمواطنين، لافتًا إلى أنه لمن يعرف تاريخ هذا البلد ونضاله؛ فإن هذا اليوم لم يكن أبدًا يوم عيدٍ للشرطة وحدها.. وإنما عيد لكل مصرى.. لارتباطه بفصل مهم من كفاح الشعب ضد قـوى الاحتلال".
وتابع الرئيس: "تمر بنا اليوم الذكرى الثانية والستون لصمود رجال الشرطة المصرية فى الذود عن مديرية الإسماعيلية ضد قوات الاحتلال.. يوم الشرف والبسالة الذى بذلوا فيه أرواحهم رخيصة.. دفاعًا عن شرف هذا الوطن وكرامته.. ضربوا مثلا جسد أسمى معانى التضحية والوفاء.. سيظل شعب مصر يعتز بهذا اليوم على مر الأجيال متذكرًا لرجال الشرطة أيامًا تاريخية.. نحمل لها جميعًا كل الفخر والتقدير عبر مسيرة عملنا الوطنى بما شهدته من تحديات فــى تاريخنـا المعاصـر".
ووجه الرئيس حديثه للضبــاط والأفــراد والعاملــين المدنيين وجنـود هيئـة الشرطـة، قائلا: "لقد حُملتم خلال تلك الثورة وما قبلها.. بمهام ومسئوليات.. ما كان لها أن توكل إليكم.. وما كان لقياداتكم أن يقبلوها..كما حُملتم كمؤسسة.. بمسئولية تجاوزات فردية.. يتحمل مسئوليتها من قاموا بها أمرًا وتنفيذًا.. وليس مؤسسة وطنية هى فى الأصل من الشعب وملك الشعب وفى خدمة الشعب وأمنه".
وأضاف: "كما علمتنا جميعًا الأيام التالية لثورة 25 يناير الكثير.. تعلمتم أنتم أيضًا الكثير.. أدركتم حدود وأهمية دوركم فى المجتمع.. كما أدرك الشعب أهمية ومتطلبات هذا الدور.. الذى لا غنى عنه فى حياة المصريين.. أدركنا جميعًا أهمية الأمن والأمان.. وضرورة الالتزام بالقانون.. أهمية اطلاعكم بمسئوليتكم.. ومسئولية الدولة.. فى توفير الأمن فى كافة ربوع البلاد.. دون تجاوزات.. يتعرض من يقوم بها للمساءلة.. ولكن أيضًا مع احتفاظكم بحقوقكم.. التى كفلها لكم القانون.. ليتسنى لكم.. الاطلاع بهذه المسئولية الجسيمة".
وأوضح الرئيس أن ثورة الثلاثين من يونيو، جاءت لتعيد ثورة الخامس والعشرين من يناير إلى مسارها الصحيح، الذى حاولت بعض القوى، أن تحيد به لتحقيق مآرب شخصية لا تدرك مفهوم الوطن، ولا تؤمن به، تتاجر باسم الدين، وتتخذ منه ستارًا لتحقيق أهداف، هى أبعد ما تكون عن مصلحة الوطن.
كما أشار إلى أن رجال الشرطة الأوفياء عاودوا خلال هذه الثورة المجيدة، بمواقفهم الشجاعة، وبانحيازهم لإرادة الشعب، جنبًا إلى جنب مع قواتنا المسلحة الباسلة، التأكيد على وطنيتهم الصادقة، وحبهم المقدس لهذا الوطن، وتقديرهم لشعبه العظيم، محافظين على طموحاته وتطلعاته التى ثار من أجلها فــى 25 ينايـر 2011.
واستطرد الرئيس: "رأبت هذه الثورة المجيدة صدعًا أحدثته بعض الممارسات الخاطئة. . من قيادات أو أفراد. . أخطأوا فهم حقيقة دورهم فى حماية هذا الوطن والذود عن شعبه. . وأساءوا استغلال السلطة. . التى لم تُمنح لهم إلا لصالـح هـذا الشعـب ولخدمتـه"، مشيرًا إلى أن الحديث عمن تجاوزوا لن يثنينا أو ينسينا من استمروا فى أداء واجباتهم.. وحافظوا على جوهر مهمتهم.. بالرغم من أن البعض منهم حُمِل اتهامات وادعاءات هـــم منهـــا بـــراء".
وقال الرئيس: "كما أَرّخَت ثورة الثلاثين من يونيو لبدايات جديدة.. تأسست على أهداف وطموحات ثورة 25 يناير. . فقد بدأت أيضًا صفحات بيضاء.. سنملؤها معًا بكل الخير.. والعمل والتقدم.. والازدهار والرخاء.. والأمن والاستقرار لمصرنا الغالية.. فإنها قد طوت صفحة مضت فى سجل علاقة الشعب بالشرطة.. لتبدأ صفحة جديدة.. تعود بنا إلى سابق عهد مضى من تَحمل الشرطة لمسئوليتها الوطنية.. وتقدير المواطن المصرى لدورها وأدائها الذى طالما كان وسيظل ــ بإذن اللـه ــ وطنيًا مشرفًــا. . مخلصـًـا وأمينًا".
وأكد الرئيس على أنه بعد ثورة 30 يونيو، نرحب اليوم معًا بدخول الوطن إلى عهد جديد، يحمل آمال وطموحات وتطلعات المصريين فى 25 يناير وما بعدها، عهد دشنه دستور عصرى.. يؤكد دعم الدولة الكامل لجهاز الشرطة.. ويحدد واجباته ومسئولياته إزاء الوطن والمواطنين.. يصون كرامة المواطن المصرى.. يؤمنه على نفسه وعرضه وماله فى وطنه.. ويضع نهاية حتمية لدولة بوليسية ولّت إلى غير رجعة.. ولأنظمة سياسية اتخذت من مؤسسات الدولة أدوات لتحقيق مصالحها.. عادت الشرطة المصرية لخدمة شعبها.. من منطلق مسئولية واجبة وفى ظل حقوق لازمة.. وفى إطار دولة القانون؛ فكل متفانٍ فى أداء دوره له شكرٌ وافٍ وتقدير واجب.. وكل متجاوز.. سيواجه مساءلة حازمة.
وأضاف الرئيس: "كما أن للشرطة دورها فى تحقيق الأمن والأمان.. فإن لها دورها فى تحقيق العدل والعدالة.. فإذا كان القضاء هو مصدر الأحكام.. فالشرطة هى أداة تنفيذها.. وتحويلها إلى حريات مصانة.. وحقوق مستردة لأصحابها.. وهى مسئولية لا تقل جسامة عن حفظ الأمن والسلام بالبلاد.. وإننى لعلى ثقة فى عدلكم وعدالتكم المستقبلية مؤسسة وأفرادًا.. إن ما تقدمونه لهذا الوطن وهذا الشعب هو رسالة قبل أن يكون مهمة أو مهنة".
وأكد الرئيس أننا نحتفل اليوم بعيد ثورة الخامس والعشرين من يناير وبعيد الشرطة.. وفى خلفية وجداننا.. صورة مقيتة. . لإرهاب أعمى. يطل برأسه الخبيث بين الحين والآخر.. ليعكر صفو حياتنا. . ويكدر أمن وطننا. . يستهدف النيل من استقراره ورخائه. . ومن أهداف ثورتى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو، مشيرا إلى أن ذاكرتنا ستـظل حاضرة قوية.. تستعيد معركة مؤسساتنا الأمنية المستمرة ضد قوى الإرهاب والتطرف. . معركة خاضها رجالها الشرفاء خلال عقد التسعينيات ولا يزالون. . معركة تحاصر محاولات دخيلة للإخلال بسماحة مجتمعنا وقيمه. . وتستهدف الوقيعة بين مسلميه ومسيحييه.
وقال الرئيس: "أؤكد لكم أنه كما انتصرنا فى تسعينيات القرن الماضى على قوى الإرهاب. . فإننا سنكرر انتصارًا حاسمًا.. ونجاحًا أكيدًا فى معركتنا الدائرة ضده بإذن من اللـه تعالى.. بتلاحم كافة أبناء الشعب. . وبإدراكهم لمسئوليتهم المشتركة جنبًا إلى جنب مع جهاز الشرطة لدحر هذا الخطر عن وطننا الحبيـب".
وتابع الرئيس منصور: "إننا اليوم نحيى الشعب على ثورته المجيدة. . وعلى استعادته لها.. نحيى ما قدمه من شهداء ومصابين.. لترى ثورته النور.. نحيى ما قدمه من تضحيات اجتماعية واقتصادية.. حتى استعاد ثورته..كما نحيى اليوم دور رجال الشرطة.. فى الحفاظ على أمن الوطن.. وجهودهم لضمان سلامة المواطنيــن.. وتحية إعزاز وإكبار لشهداء الشرطة الأبرار من ضباط وجنود.. منهم آباء يعولون أسرهم وشباب فى عمر الزهور.. فضلوا للوطن أن يحيــا علــى حياتهــم..تحية لشهداء الشرطة فى سيناء.. وفى كرداسة.. وفى كل بقعة من أرض مصر..تحية لجهود وطنية أمنت المصريين سواء فى احتفالهم بعيد الميلاد المجيد.. أو أثناء إدلائهم بأصواتهـم فى الاستفتاء على الدستور".
وطالب الرئيس عدلى منصور الشرطة المصرية بالمزيد فى تأمين انتخابات رئاسية وبرلمانية مقبلة، تستكمل مسيرة البناء التشريعى والديمقراطى لهذا الوطن، وتعيد له أمنا يتوق إليه وطننا، وطالما اعتادته نفوس جميع المصريين.
وقال إن مصر لن تنسى فى هذا اليوم أيضاً أبناءَها من رجال الشرطة الذين يرفعون اسمها عالياً فى الخارج. . يضربون مثلا رائعاً. . ونموذجاً يُحتذى فى الاِلتزام والاِنضباط. . أولئك المشاركون فى عمليات حفظ السلام. . رجال من أبناء مصر يرابطون فى مواقع عديدة بعيداً عن أرض الوطن.. يشاركون إخوتهم من القوات المسلحة فى بسط السلام والذود عن أرواح الأبرياء الذين يسقطون فى النزاعات.. إسهاماً من مصر فى الدفاع عن الشرعية الدولية.. وحفظ السلام.. تحت راية الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى.
وتوجه لرئيس بالتحية لأكاديمية الشرطة التى تحتضن الاحتفال، والتى تُعد منذ نشأتها الأولى كمدرسة للبوليس عام 1896، وأقدم وأعرق أكاديمية شرطة فى الشرق الأوسط، وإحدى أكبر وأهم الأكاديميات الشرطية فـى العالـم كلـه.
وقال موجهًا حديثه لطلبة الشرطة : "إن وزارة الداخلية قد اتخذت من العلم أساسًا لكم.. ولعملكم المستقبلى فى خدمة هذا الوطن.. فاحرصوا على هذا العلم وتحصيله.. لتساهموا ـ من خلال حقوقكم وواجباتكم ــ فـى تنمية وطنكم السياسية والاقتصادية. . والاجتماعية والثقافية..فبالعلم يموت الجهل.. وتتبدد الظلمة.. وبالعلم ينمو الوعى وتتفتح العقول.. لنحقق التقدم والتنمية الوطنية الشاملة.. فى إطار من الإدراك والتسامح".
وتابع: "ياشباب هيئة الشرطة. . وحماة المستقبل. . لكم أن تفخروا بوطنكم. . وما يوفره لكم من إمكانيات هائلة. . فى هذا الصرح العظيم. . عرفانا منه بدورِ وتضحياتِ من سبقوكم من رجال الشرطة الأوفياء. . وإدراكاً منه لأهمية دوركم المستقبلى. . فى حياة الوطن والمواطنين".
وأضاف أن "هذه الأكاديمية. . التى دخلت عقدها الثانى. . توفر لكم كل ما يلزم من اِحتياجات تعليمية. . لإعدادكم أفضل إعداد سواء من خلال كلية الشرطة أو كلية الدراسات العليا. . أو كلية التدريب والتنمية ومعاهدها المتخصصة. . فضلا عن مركز بحوث الشرطة والإدارة العامة للأمن والحراسة.. وذلك ضمن منظومة تعليمية تدريبية متكاملة. . فهى بحق مدينة علمية تعليمية. . يمتد إشعاعها العلمى إلى خارج حدودنا.. كأحد عناصر القوة الناعمة المصرية. . آلاف الضباط مما يناهز ستين دولة عربية وإفريقية. . بل ومن دول الكومنولث الروسى. . حَصَّلوا العلم وتخرجوا فى هذا الصرح المشرف.. واعلموا أن ما تقدمه الدولة لكم من دعم ومساندة هو من الشعب ولخدمة الشعب. . فلتكن إرادته دائما ماثلة فى أذهانكم. . وما نحن جميعاً إلا منفذيــن لهــا..ومن هذا الصرح الوطنى أقول إلى شباب الوطن جميعاً. . إن شعبنا يتطلع إليكم. . وإلى دوركم فى بناء المستقبل.. الذى سيكون بكم ولكم.. لأبنائكم ولأحفادكم"، مشيرا إلى أنه لقد آن الأوان لبلورة أهداف ثورة الخامس والعشرين من ينايــر علــى أرض الواقــع.
وأوضح الرئيس أن وطننا يمر اليوم بلحظة تاريخية من لحظات التفاف شعبنا على هدف قومى واحد. . فلنتحد معاً فى مواجهة أية محاولات لتعطيل مسيرة الوطن. . أو تخريب مقدراته. . أو إفقاده مكاسب ثورته النبيلة. . وتبديد آمال وطموحات بسطاء شعبه.. أو منعهم من السعى لكسب أرزاقهم. . بعد أن مرت عليهم سنوات ثـلاث صعبـة ثقيلـة، مشددا على ضرورة مساندة جهاز شرطتنا المصرى الواعى. . المدرك لحدود مسئولياته وواجباته فى إطار دولة القانون.
وأشار الرئيس إلى أنه قد أصبح لدينا دستور واعد، قائلا: "إننى لعلى ثقة من أن نجاحنا فى استكمال استحقاقات خارطة مستقبلنا الأخرى . . سيمهد لوطننا الطريق نحو تقدمه ورخائه.. نحو مستقبل مشرق ننشده جميعــا.. فكونوا كما عهدناكم.. قوة دافعة.. وطاقة متجددة.. تدير عجلة إنتاج اقتصادنا الوطنى. . وتحقق نهضة علمية وفكرية واعية وشاملة.. لكــم وللأجيال القادمة.. ولن يكون لمن استنزفوا مقدرات هذا الشعب.. وبددوا وعيه لصالح مشروعاتهم الخاصة وطموحات السلطة أو البقاء حولهـا. . أن يقـودوا المستقـبل"
وشدد الرئيس على أن كل ما ثار عليه هذا الشعب الأبى من ملامح وممارسات ماض.. لا مكان لها فى مستقبلنا. . فلا مكان بيننا لاحتكار دين أو لاحتكار وطن. . فهذا وطن لكل أبنائه وبكل أبنائه.
وتوجه الرئيس خلال كلمته، إلى شباب هذا الوطن، ممن كانوا طليعة تلك الثورة ورمز قوتها، بقوله: "لا يخيفكم أحد من المستقـــبل فأنتـــم مـــــن سيصنعــه. .ولا ينازعكم أحد ملكيتكم لوطن استعدتموه مع قوى وطنكم الحية رجالاً ونساءً.. بالعرق والدم.. فأنتم مــن سيبنيــه.
وقال: "أنتم أيها الشباب.. أنتم المستقبل القادم.. وكل ما كان من ماض ثرتم عليه إلى زوال.. لا تسمعوا للمثبطين والمرجفين.. ولكن اسمعوا لوقع الوطنية فى قلوبكم.. واهتدوا بفطرة أبناء هذا الوطن البسطاء. . ولا تهنوا ولا تحزنوا.. مصركم لكم.. وطن يرعاكم لتنهضوا به.
وفى سياق متصل، أكد الرئيس عدلى منصور أننا مقبلون على مرحلة جديدة.. تؤسس لمصر الحديثة.. مصر الثورة.. يناير ويونيو.. مصر الحقوق والحريات.. العمل والإنتاج.. القانون والانضباط.. المساواة وتكافؤ الفرص، كما "أننا ماضون بخطى ثابتة واثقة.. على طريق الإصلاح والبناء بهمة.
لا تنقطـع. . وبعزيمـة لـن تفــتر، نواصل مسيرة البناء الديمقراطى والتقدم الاقتصادى. . والرفاهية الاجتماعية. . والنهضة الثقافية. . نخطو خطوات جديدة فى مسيرة التنمية الشاملة والمتكاملة. . نحقق معا المجتمع العصرى الذى نسعى إليه. . ونبنى سويا المستقبل الأفضل الذى نتمناه لمصر ولأبنائها".
وأضاف أن هذه المرحلة الجديدة. . بمتطلباتها وتحدياتها. . بطموحاتها وآمالها. . تقتضى جهدا فاعلا من كل أبناء الوطن. . وتتطلب تضافر قوى المجتمع وأجهزته ومؤسساته.
وقال، إن بلدنا يحتاج لكل جهد وطنى، لكل فكر واع، لكل ساعد يعمل وينتج، لكل يد لا تكتب إلا حقًا، لكل لسان لا ينطق إلا صدقًا، لكل عين تحرس فى سبيـل اللــه.
وشدد على أن جهاز الشرطة ورجاله البواسل ليسوا بمعزل عن كل ذلك. . بل هم فى القلب منه. . مصرنا تحتاج إلى مناخ آمن. . إلى واقع مستقر. . إلى انتصار على قوى الإرهاب والتطرف. . ولسوف يظل الحفاظ على أمن مصر واستقرارها أولوية لا نحيد عنها. . ومطلبًا رئيسيًا لتحقيق آمال وطموحات الشعب المصــرى العظــيم.
وقال الرئيس لكل الشعب المصرى، إننا بحاجة إلى الانطلاق بمسيرة هذا الوطن التنموية، تحقيقًا لأهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير.
نستهدف المزيد من فرص العمل لشبابنا. . والمزيد من الأسواق أمام صادراتنا.. والمزيد من حركة السياحة الوافـدة، مضيفًا: "نسعى للارتفاع بمعدلات الاستثمار والنمو والتشغيل.. والارتقاء بمستوى الدخول ومستوى المعيشة لكل أسرة مصرية.. ونبذل كل الجهد لتوفير ما يقدم للمواطن من خدمات ولتحسين جودتها.. نرتقى بجودة خدمات التعليم والرعاية الصحية.. ولكن قبل هذا وذاك.. نحتاج إلى تحقيق الأمن والاستقرار لتفعيل برامجنا.. وتطبيـق سياساتنــا".
وأوضح "منصور"، أن كل هذه الجهود والسياسات.. لا يمكن أن تؤتى ثمارها المرجوة.. أو نتائجها المأمولة. . دون أن نحفظ لمجتمعنا مناخه المستقر الآمن، مناخ يشجع على اجتذاب المزيد من الاستثمارات والسياحة، ويوفر فرص العمل ويحاصر البطالة.. يعطى دفعة جديدة ومتواصلة لحركة السوق.. ولشتى قطاعات الإنتاج والخدمـــات.
وأضاف الرئيس خلال كلمته للشعب المصرى بالاحتفال بمناسبتى عيد الشرطة وثورة يناير: "لقد أوفيتم وعدكم لوطنكم ومستقبلكم.. وأنجزتم أول استحقاقات خارطة المستقبل.. أتممتم دستوركم.. وكان لكم القول الفصل بأن أسستم بدعمكم وخروجكم.. أولى قواعد دولتكم الديمقراطية الحديثة.. التى طال انتظارها.. فى حماية شرطتكم وجيشكم.. وتحت أعين قضائكـم".
وتابع الرئيس: "يدكم فى يد مؤسسات دولتكم.. فالحكومات تتغير ولكن يبقى الشعب.. وتبقى الدولة بمؤسساتها.. يبقى لكم قضاؤكم وإعلامكم وجيشكم وشرطتكم ومرافقكم.. فلنضع أيدينا سويًا شعبًا ودولة.. لنتجاوز تحديات واقع فرضت علينا.. ولكنا بتكاتفنا قد تخطينا من الأزمات ما هو أصعب منها.. فلنتكاتف من أجل بناء دولتنا على القيم.. التى توافقنا عليها.. ولكن ذلك لن يكون إلا بالعمل والمثابرة والإيثار.. وتحمل المسئولية الوطنية".
وقال الرئيس إنه قد آن لنا أن نواجه دعاة الفوضى والجريمة والإرهاب، بمزيد من الإصرار على دولة القانون والانتصار له، وأن نواجه دعاة الموت والخراب بمزيد من الإصرار على الحياة، وسنمضى على طريقنا نحو المستقبل، نواجه تحدياته، ونحقق آماله وطموحاته.. نصنع غدًا جديـدًا لمصر.. نبنيه بسواعد وعزم المصريين.. المسلمين والمسيحيين.. العلماء والمفكرين.. المثقفين والمبدعين والفنانين.. الفلاحين والعمال.. الشُبان والشابات. . المستثمرين ورجال الأعمال. . المجتمع المدنى. . بدعم ومساندة رجال قواتنا المسلحة ورجال شرطتها الأوفيــــــاء..غدٌ نبنيه بكل جهد وطنى مخلص.. يؤمن بعراقة هذا الوطن وبأصالة أبنائه. . وبالمستقبل الأفضل الذى يستحقونه ويسعون إليه.
واختتم الرئيس عدلى منصور بتوجيه التحية لشهداء ثورة الخامس والعشرين من يناير. . الذين بذلوا أرواحهم قربانًا ليحيا هذا الوطن. . عزيزا أبيا، ولمصابيها، منوهًا إلى كل الرعاية المستحقة لهم، من كافة أجهزة الدولة، تقديرًا لما قدموه لوطنهم.
كما وجه الرئيس التحية لرجال الشرطة فى عيدهم، قائلا: " لهم منا كل الإعزاز".
والتقدير.. تحية لشهدائهم الأبرار.. لن ننساهم أو نتخلى عن أسرهم.. تحية لمن تقاعد منهم .. ولمن يواصل عطاءه.. وتحية لشعب عظيم.. يساند حماة أمنه".
لمزيد من التحقيقات والملفات..
عودة أحمد نظيف للتدريس بـ"هندسة القاهرة".. "المصريين الأحرار": لن يستطيع مواجهة الطلاب.. تيار الشراكة: تحد واضح لشعب رفضهم وثار ضدهم..و"6أبريل": الدولة العميقة تعود من جديد
>
السفيرة منى عمر: الخيار العسكرى ليس مطروحاً لحل أزمة سد النهضة التصعيد فى المحافل الدولية هو خيارنا المطروح الآن لأن المياة قضية حياه أو موت.. والحكومة تتعامل مع الأزمة بمنطق «أطبطب وأدلع»
وزير التضامن الاجتماعى: تشكيل لجنة لبحث مشاكل المتضررين من المعاش المبكر وزيادته إلى 300 جنيه.. البرعى: نعيد هيكلة وإخضاعه للوائح "المركزى".. ونراجع مشروعات قوانين الجمعيات الأهلية والضمان الاجتماعى
الرئيس فى الاحتفال بعيد الشرطة وثورة يناير:على"الداخلية" بذل المزيد من الجهد لتأمين انتخابات الرئاسة والبرلمان.. ويؤكد: 30 يونيو أعادت 25 يناير لمسارها الصحيح..عدلى منصور: سننتصر على قوى الإرهاب
الخميس، 23 يناير 2014 02:04 م
الرئيس عدلى منصور
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة