تتعلق الأعين والآمال فى سوريا ومحيطها العربى بل والدولى بالمدينة السويسرية مونترو والتى ستشهد، اليوم الأربعاء، انطلاق أعمال مؤتمر جنيف2، والذى سيجمع لأول مرة منذ اندلاع الثورة السورية قبل ثلاثة سنوات وفودا من حكومة بشار الأسد والمعارضة السورية على طاولة مفاوضات واحدة، ويتمنى الجميع أن تخرج تلك المفاوضات بحلول تنهى أزمة الشعب السورى والصراع الذى حصد أرواح ما يزيد على مائة ألف شخص، ومليونى نازح خارج سوريا وما يقرب من ستة ملايين و500 ألف شخص آخر داخل البلاد.
وحتى اللحظة نجح المؤتمر فى التغلب على الصعوبات التى هددته فى كل لحظة وكادت تؤدى إلى انهيار كل الجهود الدولية لعقده، وكان آخرها أزمة حضور إيران للمؤتمر والتى تفجرت عقب إعلان الأمم المتحدة بشكل رسمى دعوتها، ومارست كل من أمريكا والائتلاف السورى المعارض ضغوطا شديدة وصلت إلى حد تهديد الائتلاف بعدم المشاركة، وانتهى الأمر بتراجع الأمم المتحدة عن دعوتها مبررة ذلك بأسباب وصفتها روسيا الحليفة للنظام السورى وطهران بأنها أسباب واهية حيث قالت الأمم المتحدة، إن إيران لا تعترف باتفاق "جنيف1" أساسا للمفاوضات.
الإمكانات التى تتمتع بها طهران كحليف كبير للنظام السورى يؤهلها للقيام بدور قوى فى إنهاء الأزمة السورية سياسيا من خلال الضغط على الأسد ليقبل أية قرارات يصدرها المؤتمر، وهو ما أكد عليه مسئولون كالمبعوث الدولى العربى إلى سوريا الأخضر الإبراهيمى والفاتيكان، إلا أن سحب الدعوة بعد ساعات من تقديمها خيب آمال البعض فى التوصل لحل سياسى لإنهاء الأزمة.
وعلى الرغم من غضب روسيا من رضوخ الأمم المتحدة للضغوط التى مورست عليها وتراجعت عن دعوة إيران إلا أنها اكتفت بوصف الأمر بـ"الخطأ" ولكنها أقرت باستمرارها فى الانخراط بالمفاوضات المرتقبة، وهو ما يؤكد على الرغبة الدولية فى إنهاء الأزمة السورية أو على الأقل وضعها على بداية المسار فى طريق إنهائها.
فى حين يرى آخرون أن هذا الصمت الروسى على استبعاد إيران من المفاوضات دليلا على أن طهران لم تقف مكتوفة الأيدى أمام أى قرار محتمل ربما يصدر عن المؤتمر، وأنها أعدت سيناريوهات مسبقة فى حال عدم دعوتها للمشاركة فى جنيف 2 خلال لقاءات مكثفة واتصالات بالحليف الروسى، فقد عقدت اجتماعا ثلاثيا مشتركا فى موسكو بين وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف والروسى لافروف وشاركت فيه دمشق، ووفقا للإعلام الإيرانى فإن الحلفاء الثلاثة كان بينهم تنسيق أكثر من أى وقت مضى وتأكيد على حل الأزمة السورية سياسيا، وربما تلعب روسيا الدور الإيرانى الغائب فى المؤتمر وفقا للتنسيق الذى تم بينها وبين حلفائها.
أزمة إيران أثبتت هشاشة المفاوضات قبل انطلاقها وإذا كان تم التغلب على أزمة المشاركة فى "جنيف2" إلا أن العقبات مازالت كثيرة، خاصة أن هناك تباينا واضحا بين أجندة كل من وفدى الحكومة والمعارضة السورية، فكل منها يقف على النقيض للآخر ففى الوقت الذى يذهب فيه وفد المعارضة إلى جنيف2 للإطاحة بنظام الأسد وتنفيذ بنود «جنيف 1» وتشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة، يذهب وفد الحكومة السورية مطالبا بأن يكون هدف المؤتمر مكافحة الإرهاب فى سوريا، بل واستبق الأسد جنيف بحوار صحفى أعلن من خلاله عدم تنازله عن حقه فى ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقرر عقدها فى يونيو المقبل.
ومن هنا تأتى التساؤلات حول مصير تلك المفاوضات فى ظل غياب طرف قوى مثل إيران وإن كانت روسيا قادرة على أن تلعب نفس الدور، وفى ظل غياب حد أدنى من التوافق بين الوفدين السوريين وعدم استعداد أى طرف منهما لتقديم تنازلات حول أهدافهما وهل سيوافق الأسد على تشكيل حكومة انتقالية ومنحها صلاحيات كاملة، وهل ستوافق المعارضة أن تضم تلك الحكومة بعض المحسوبين على النظام.
وإذا كانت تلك الأحلام تستعصى على "جنيف2" فمن المتوقع أن تلعب واشنطن وموسكو والأطراف الدولية بالضغط على المتفاوضين للقبول بحل توافقى يقوم على تنفيذ بقية بنود اتفاق جنيف1 المتمثلة فى وقف إطلاق النار بين الطرفين، والإفراج عن المعتقلين والأسرى، والسماح بتأمين وصول الإمدادات الغذائية والطبية والوقود، على أن يتم الاتفاق على ترحيل بند تشكيل حكومة انتقالية إلى مرحلة مقبلة، حيث من المتوقع أن يتبع انطلاق المؤتمر عملية طويلة من التفاوض بين طرفى الصراع.
لمزيد من التحقيقات..
فى ذكرى ثورة يناير.. التعليم تضع خطة تأمين المدارس والكنترولات ضد الشغب.. تشكيلات شرطية أمام المنشآت وكاميرات مراقبة على ديوان الوزارة.. الوزير: غرفة عمليات مركزية على مدار الـ24 ساعة خلال الاحتفالات
تفاصيل لقاء 4 ساعات ونصف للرئيس مع ممثلى القوى الشبابية بـ"الاتحادية"..الاجتماع ركز على الإعلام والشرطة ورموز نظام مبارك وقانون التظاهر..و"منصور" يطلب قائمة بأسماء المقبوض عليهم..ويؤكد: لا عودة للوراء
بعد اعتذار الإخوان عن أخطائها فى حق الثورة.. قيادى بالجماعة: نحاول مواجهة سعى الدولة للالتقاء بالشباب.. ثروت الخرباوى: محاولة للعودة للمشهد السياسى.. سعد هجرس: اعتذار منقوص لعدم الاعتراف بثورة يونيو
اليوم.. لأول مرة الحكومة السورية والمعارضة تجتمعان على طاولة مفاوضات واحدة فى "جنيف2".. وروسيا تلعب الدور الإيرانى الغائب بعد تراجع الأمم المتحدة عن دعوتها.. وغموض حول مصير بقاء الأسد فى السلطة
الأربعاء، 22 يناير 2014 10:38 ص