محمد عيد يكتب: الرساله وصلت

أعتقد أن مشاهد الإقبال الكثيف للمصريين بكافة فئاتهم وطوائفهم للمشاركة فى الاستفتاء على الدستور يومى 14 و15 من الشهر الجارى، والتى وصلت نسبة التصويت بنعم إلى 98%، ونسبه مشاركة اقتربت من 40% مع تجاوز عدد المصوتين حاجز الـ 20 مليون ناخب، مما يجعلها الأكبر فى تاريخ مصر، مقارنة بمثيلاتها فى العقود الماضية.. هى بمثابة رسالة للداخل والخارج لكى يعيدوا حساباتهم مرة أخرى حتى تكون متفقة مع الواقع الجديد الذى أفرزته عمليه الاستفتاء على الدستور من حيث رغبة وإصرار الشعب المصرى على استكمال خارطة الطريق بكل قوه، وتدعيمه وتأييده للفريق السيسى لكى يقوده فى الفترة القادمة، وأن يتوقف الخارج عن التشكيك فى ثوره 30 يونيو، وخاصه السيد باراك أوباما والذى ما زالت تعيش إدارته فى حالة من التخبط فى المواقف والقرارات نتيجة توالى الصفعات من الشعب المصرى، وكان آخرها موقف الفريق السيسى من السيد تشاك هيجل وزير الدفاع الأمريكى عند مطالبته بإشراك الإخوان فى العملية السياسية أثناء اتصال هاتفى، ناسيا أن مطلبه هذا يتناقض مع الموقف الرسمى للدولة باعتبارها جماعة إرهابية، مما دفع الفريق السيسى إلى تأكيده على أن الشعب المصرى يرفض أى وصاية خارجية حتى لو كانت من أكبر دولة فى العالم، وأنه لم يحسم قرار ترشحه بعد، ولكن ما يقرره الشعب المصرى سوف يكون فى الوقت الذى يستعد فيه الكونجرس للتصويت على استمرار تقديم المساعدات العسكرية لمصر فى خطوه تعتبر إذعانا من الإدارة الأمريكية أمام إرادة الشعب المصرى، وفى الوقت الذى أعرب فيه السيد فلاديمير بوتين عن تهنئته لمصر قيادة وشعبا على إتمام عملية الاستفتاء على الدستور، وذلك أثناء اعتماده لأوراق السفير المصرى الجديد فى روسيا، والذى يؤكد بمرور الأيام أن مصر كانت صائبة عندما اتخذت قرارا بالتوجه شرقا بعد أن أدارت أمريكا ظهرها للشعب المصرى.