أيام قليله وتهل علينا الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير وسط أجواء مختلفة طرحها إقرار الدستور بنسبة هى الأعلى فى تاريخ الاستفتاءات ولعبت فيه الغالبية العظمى من بسطاء المصريين الدور الأعظم من حيث نسب الحضور والتصويت بنعم وسط احتفالات عارمة وإحساس بالانتصار على كل من يوالى 30 يونيو العداء، متمسحا فى 25 يناير أو العكس.
1 - هناك أكثر من فريق يرى الاحتفال بثورة يناير هذا العام بشكل مختلف ما يضع الدولة فى مأزق لا بد أن تجد له حلا قبل أن تجد نفسها وسط المعمعة ومعها القوى السياسية المؤيدة لخارطة المستقبل دونما إعداد أو استعداد، ما يضع الجميع فى مأزق لن يستفيد منه بالطبع سوى القوى المتربصة وأولها جماعة الإخوان التى تنتظر أى خطأ ولو بسيط لكى تقوم بصب الزيت على النار، وتجر البلد إلى احتراب أهلى يريدونه ويسعون إليه ويقدمون الدماء من أجله.
2 - الفريق الأول الذى ينتظر 25 يناير هو الفريق المؤيد لترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، الذى يريد تحويل احتفالات العيد الثالث للثورة إلى نداء مليونى للفريق، لكى يعلن ترشحه بشكل نهائى، بعد أن أرسل أكثر من رسالة بهذا المعنى فى الفترة الماضية، ويرى هذا الفريق أن 25 يناير أفضل مناسبة لترشح الرجل الذى قاد تحالف 30 يونيو وصحح خطأ وصول الإخوان للسلطة، وما زال يخوض حربا ضارية ضدهم.
3 - على العكس تماما يرى الفريق الثانى، أو يزعم أن 25 يناير القادم فرصة ذهبية لتجديد الثورة وإشعال جذوتها من جديد وإعلان الحرب على الثوره المضادة التى قامت فى 30 يونيو، وسحبت من تحت قدميه بساط السلطة التى لم يهنأ بها سوى عام واحد، ويتصدر هذا الفريق بالطبع جماعة الإخوان وما يسمى بتحالف دعم الشرعية الذى يضم بعض الزوائد السياسية الإسلامية الموالية للجماعة، ويستعد هذا الفريق -كما تقول البيانات الصادرة عنه- للنزول لاستعادة الثورة، مستخدمين فى ذلك كل الوسائل، مستعيدين فى ذلك مشاهد يناير 2011 ومبشرين بثورة جديدة على غرارها كما يحلمون.
4 - الفريق الثالث يضم خليطا من الشباب الغاضب مما جرى بعد 30 يونيو، وبعض القوى الشبابية والأحزاب السياسية التى شاركت فى ثورة يناير، وفى موجتها الثانية فى يونيو والتى ترى أن الأمور لم تسر كما كان مخططا لها، وأن هناك هجوما ممنهجا على ثورة يناير بمباركة من الحكومة التى تغض الطرف عن هذا الهجوم بشكل متعمد، كما يرون أن فاسدى نظام مبارك بدأوا يتصدرون المشهد الإعلامى والسياسى مرة أخرى فى إشارة قوية لعودتهم ويربطون بين ظهور هؤلاء والهجوم على يناير وإظهارها على أنها كانت مؤامرة مدفوعة الأجر قام بها بعض الشباب الممولين المدفوعين من الخارج، ناسين أن جزءا كبيرا ممن خطط ليونيو هم فى الأصل من أبناء يناير، وهم معروفون بالاسم.
ويرى هؤلاء أن من حقهم أن يخرجوا للتعبير عن غضبهم فى هذا اليوم.
5 - شكل الاحتفال هذا العام يجب أن يختلف عن العامين السابقين حتى لا نضع أيدينا على قلوبنا خوفا من انفلات زمام الأمور والوصول إلى صدام تريده القوى المتربصة وتسعى إليه بكل تأكيد، وفى ظنى أيضا أن أفضل طريقة للاحتفال بهذا اليوم هو إطلاق مبادرة تؤكد على التلاحم بين أبناء 30 يونيو و25 يناير الذى بدأ فى التآكل ومصالحة الشباب الغاضب الذى عبر عن غضبه فى أكثر من مناسبة، والتأكيد على أنه لا عودة لفسدة نظام مبارك مرة أخرى بشكل عملى وأن يكف بعض المحسوبين على النظام بشكل أو بآخر عن إهالة التراب على يناير لما فيه من إهانة لدماء الشهداء، وفى هذا المناخ الذى اختلط فيه الحابل بالنابل يجب أن يكون هناك من يخرج على الناس ليزيل كل هذه الهواجس ويقطع بأن النظام القديم لن يعود، وأن الثورة ماضية قدما فى طريقها إلى الأمام بغض النظر عن اسم الرئيس القادم.
الخلاصة
المصالحة بين حلف 30 يونيو الذى يضم معظم من خرجوا فى يناير لإسقاط النظام ومزيد من الخطوات ناحية العدالة الاجتماعية وطمأنة الناس على أمنهم أولا ومستقبلهم ثانيا هى أفضل ما يمكن أن يقدم للشعب المصرى فى احتفالات الثورة بعيدها الثالث، وعلى كل من يريد أن يحتفل بها على طريقته ولأهداف تخصه وحده أن يدرك أن الثورة تخص جموع الشعب المصرى الذى لولا خروجه لما نجحت الثورة فى يناير ولا نجحت فى يونيو.
للمزيد من التحقيقات..
سياسيون يشيدون بخطاب الرئيس ويطالبون بإعلان موعد انتخابات الرئاسة.. قيادى بالحزب الناصرى: شكر الرئيس للمصريين خلال خطابه كان متوقعا.. والمصرى الديمقراطى: خطاب الرئيس يؤكد أن الدستور ليس نهاية المطاف
القبض على أحمد فهمى والإفراج عنه يثير علامات الاستفهام.. مصادر تؤكد أنه يواجه اتهامات بتلقى تعليمات التنظيم الدولى لبث الفوضى.. ورفضه للتظاهرات والتصعيد يجعلان صرفه منطقيًا.. ونجله يؤكد ضبطه وخروجه
وفد الكونجرس يهنئ الرئيس بإقرار الدستور ويشيد بالتزام الدولة بخارطة المستقبل.. ويؤكد احترام الولايات المتحدة لإرادة الشعب المصرى.. وعدلى منصور: التظاهر السلمى مكفول.. والدولة ستقف فى مواجهة العنف
ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة