صديقنا الجميل الفنان التشكيلى عاصم شرف، عاد من ألمانيا الأربعاء الماضى، بعد أن عرض لوحاته فى مدينة فوتسبورج بمقاطعة بافاريا لمدة شهر ونصف، قبل مجيئه بيوم سألته طفلة (12 عاما) ذهبت إليه أسرتها لتوديعه، هل ستقول نعم للدستور أم لا؟ استغرب عاصم السؤال ودخل فى حوار معها، اكتشف من خلاله أنها تعتقد أن الدستور الجديد صنعه الجيش بنفسه وبالقوة، لكى يستأثر بالحكم والامتيازات ولم يشرك معه أحدا، هو حاول أن يقنعها أن كل طوائف الشعب كانت موجودة فى صناعته، وأنه جاء بعد ثورة شعبية عظيمة، وأن المصريين يثقون فى جيشهم، وعندما سأل عن مصدر معلوماتها تبين له أنها سمعت هذا الكلام من خلال نشرة يومية يقدمها التليفزيون الألمانى للأطفال مدتها ساعة.
شعرت بالغضب، لأننى اكتشفت أن المؤامرة على الجيش أكبر مما كنت أتخيل، وكيف وصل فساد الذمم إلى تضليل الأطفال فى بلد متحضر مثل ألمانيا، هى إذن صناعة استراتيجية ثقيلة لصناعة الكراهية، لكى يشب الأطفال فى أوروبا على الاستهانة بإرادة المصريين قبل جيشهم الوطنى، نعرف أن الإسرائيليين والأمريكان والإخوان والقطريين والأتراك وراء هذا الكلام لأسباب مفهومة، ولكن ماذا عن ألمانيا؟ هل يدفع مواطنوها الضرائب لكى يشب أطفالهم على كراهية جيش مصر العظيم؟ هل تنقل لهم النشرة اليومية الانتهاكات التى يتعرض لها الفلسطينيون والعمالة الأجنبية فى قطر والمعارضون لأردوغان مثلا؟ ومنذ متى والاستفتاء على دستور أى بلد أصبح مادة محببة للأطفال هناك؟ هل مهنة التربويين والإعلاميين الألمان تبنى وجهة نظر قطر وإسرائيل والإخوان؟ من يدفع لهم؟ ماذا تفعل سفارتنا هناك؟ وما هى وظيفة هيئة الاستعلامات؟ مصر تتعرض لحملة تشويه منظمة وشرسة، ستتجاوزها بإذن الله، لأن شعبها يقدر.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عاشق ارض مصر
مفيش فايدة