قالت دورية "فورين أفيرز" الأمريكية، إن الاضطراب المستمر فى جنوب السودان ربما يقدم لقادة البلاد فرصة يحتاجونها بشدة من أجل إعادة ضبط الأجندة الوطنية، فهم لا يستطيعون أن يفرطوا فى هذه اللحظة، ومهمتهم الأولى هى التقييم الواقعى لما جعل الأمور تتدهور بهذا الشكل الكارثى.
وتوضح الصحيفة أن شعب جنوب السودان قدم تضحيات غير عادية من أجل تحقيق الاستقلال قبل عامين ونصف، وهو ما جعل فشل قادتهم الذريع فى بناء دولة قادرة على البقاء منذ هذا الوقت أكثر إزعاجا، والآن هناك أزمة سياسية تهدد البلاد، لكن هناك أمرا جيدا، وهو أن تلك الأزمة قد تمنحهم فرصة من جديد لإعادة ضبط أجندتهم الوطنية.
ويرى تقرير الدورية الأمريكية أن الصراع الحالى فى جنوب السودان له ثلاثة أبعاد، الخلاف السياسى داخل الحزب الحاكم (الحركة الشعبية لتحرير السودان)، والحرب الإقليمية العراقية، وأزمة داخل الجيش نفسه.
أما النزاع السياسى فهو قائم منذ فترة طويلة قبل حتى الاستقلال، حيث كان هناك انقساما فى الحركة الشعبية حول أمور عدة ومنها مواجهة حكومة الخرطوم أو التعاون معها.
البعد الثانى للصراع هو العرقى والإقليمى، فعلى الرغم من حديث جون جارنج الراحل على تأسيس مجمع متساو من الناحية الاجتماعية فى جنوب السودان، إلا أن الحزب الحاكم اعتمد بشكل أكثر من اللازم ومنذ البداية على التضامن العرقى والعنصرى. وكان لهذا النهج رد فعل كارثى عندما انقسمت الحركة الشعبية على أساس عرقى فى أوائل التسعينيات، واستطاعت حكومة الخرطوم أن تشعل الانقسامات، ولا تزال الجروح التى سببتها تلك الخلافات لم تداوى بعد، والأكثر خطورة أن آليات معالجتها تم إهمالها.
فالحقيقة المؤلمة للحرب فى جنوب السودان خلال التسعينيات هى أن القتال كان فى أغلبه بين الجنوبيين وبعضهم البعض، وأظهرت قوات الفصائل المتناحرة الكثير من عدم الاحترام لحقوق الإنسان تماما مثل المسلحين والجهاديين فى الشمال، فلم تقتل الحروب الداخلية فقط الآلاف من خلال إراقة الدماء والمجاعة، بل هددت بتمزيق النسيج الاجتماعى لجنوب السودان.
أما البعد الثالث للصراع، وهو المعركة غير الأخلاقية، والصراع داخل الجيش نفسه، والذى لا يزال يعرف باسمه القديم جيش التحرير الشعبى، فهذا الجيش الذى اتسم بشجاعة استثنائية فى خوض نضال للمقاومة كان طويلا ودمويا، تم تقويضه بشكل مستمر بسب سوء التنظيم. وقد رفض جارنج، خوفا من أن يقدم قاعدة يمكن على أساسها حشد الاخلافات الداخلية، أن يطور وحدات عسكرية متماسكة ومحترفة، وفضل بدلا من ذلك أن يكون هناك قوات مخصصة لكل معركة، فالجيش لم يفز فى الحرب مع الشمال، ولكن الكفاءة الاستثنائية لمقاتليه النظاميين وغير النظاميين فى مقاومة الهزيمة أظهرت للخرطوم أنها لن تستطيع أبدا أن تحكم جنوب السودان ضد إرادتها.
وعلى العكس من الكثير من الدول الأخرى، فإن جيش جنوب السودان ليس مؤسسيا يستطيع أن يبنى روحا وطنية وهوية مشتركة، لكن بدلا من ذلك، فإن هناك حربا أهلية فى الانتظار، ولذلك فإن وقف تلك الحرب هو أولوية مطلقة، ويجب على الحكومة والمتمردين أن يوقفوا عداواتهم، ويوقفوا الحشد العرقى العسكرى، ويبدأوا فى الحوار، كما طالب الوسطاء الأفارقة.
للمزيد من الأخبار العربية..
الجيش الإسرائيلى يطلق الرصاص الحى على الفلسطينيين فى "قبر يوسف"
السلطات المغربية تفكك أول خلية إرهابية ترسل مقاتلين إلى سوريا
اشتباكات عنيفة فى درعا وعدة أحياء بحمص بين قوات الأسد والمعارضة
اقرأ أيضا..
مؤتمر لوزير الداخلية ظهر اليوم للكشف عن مرتكبى تفجير المنصورة
مكالمات وتسريبات.. تحت وفوق الحزام
مؤسس الفرقة 777: السيسى زعيم ولو ترشح للرئاسة «يبقى كتر ألف خيره» .. أحمد رجائى عطية: مصر فى حالة حرب.. ويجب إعلان غزة عدواً حتى يدك الجيش معسكرات تدريب الإرهابيين
السائحون يستقبلون 2014 أعلى قمة جبل موسى بسانت كاترين وسط الثلوج
فورين أفيرز: الاضطراب بجوبا يقدم فرصة لإعادة ضبط الأجندة الوطنية
الخميس، 02 يناير 2014 10:56 ص
رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة