تُعد الحياة وما يعترضنا فيها من محن وشدائد، اختبارًا حقيقيًا لكل إنسان، لينمو بداخله جذور الصبر والمثابرة والقوة، لمواجهة رياح التشتت والضياع، فالأوقات العصيبة فرصة للثبات واختبار للذات، فكن كالطيور تغرد بعد هبوب كل عاصفة، وهذا ليس بالآمر الهين، ولكن لابد أن نؤمن بأن ما يحدث لنا فى كثير من الأحوال قد لا نستطيع السيطرة عليه لقوة الحدث نفسه، ولكننا نملك ردود أفعالنا واتجاهاتنا تجاه ما يحدث لنا.
فالبعض قد يظل فى القاع بدون حراك، ظنًا منه أن حياته انتهت بسبب سوء حظه وظروفه الغير مواتية لإصلاح حاله، وهناك من ارتقى بنفسه وبما حدث له وازداد ثباتًا وقوة للنهوض ومحاولة السير، لأداء ما يجب عليه فى محنته.
يقول وليام أرثروارد: "تتسبب المحن فى تحطيم بعض الرجال، بينما تجعل البعض الآخر يحطم الأرقام القياسية."
لا شك أن الحياة مليئة بالشدائد والمحن، ولكنها فى نفس الوقت مليئة بأشياء وطرق أخرى نستطيع بها تخطى الأزمات التى نمر بها، والاستفادة المثلى منها، وذلك بالقدرة على التكيف والتعايش والتأقلم على الوضع الجديد فى محاولات عدة منك لخلق فرص جديدة تستطيع من خلالها تخطى الأزمة، فالحياة لا تتوقف عند حدث بعينه، بل هى مجدده لنفسها، وأنت كذلك لابد من مواصلة السير للبقاء والتعايش بخطواتك للأمام فابتسم فى وجه المحن والشدائد، وغير من اتجاه بوصلتك إلى ما هو أبدى وأنفع ويحقق لك النجاحات بدل من الاستسلام للانكسارات.
لذلك فالمحن لن تغير وجهتك بل أنت الذى يحدد ما يجب عليك عمله فى ما تمر به من حادثه ما، لتكون أنت من يتحكم فى اتجاه أشرعتك، وليست العواصف التى توجهنا إلى طرق سيرنا، لذلك فما نؤمن به ونفكر فيه هو الذى يحدد قدرتنا وقوتنا لمواجهة أى شىء سواء هدأت العاصفة أم لا.
يقول أوريسون سوت ماردن: "تكمن داخل الإنسان قوى ساكنة، وهى إن ظهرت فسوف تدهشه هو شخصيًا؛ إذ لم يكن يحلم بأن تكون لديه مثل هذه القوى، وهى من القوة بحيث تحدث ثورات فى حياته لو تم إيقاظها وتوظيفها."
لذلك فالإنسان المتزن لاشك يؤمن بالقدر، لذلك استكشف القوى الساكنة بداخلك وقت المحن لتصنع أنت بنفسك حياة عظيمة تكون جدير بها وبأن تعيشها.
فمصيرك يتحدد فيما تخذه من قرارات مصيرية فى تلك اللحظات أو الأزمات، فإذا نجحت فى ذلك فأنت سيد الموقف، فمعتقداتنا غالبًا ما تسبق أفكارنا، وهنا يكمن الخطر، لذلك يجب أن تتصرف فى حدود ما يجب عليك فعله، فالإنسان ليس بكثرة تجاربه وخبراته فى الحياة، ولكن بردود أفعاله وتصرفاته وقت الشدائد والمحن.
أنت بما تؤمن به وما يكمن خلف ذاتك، بقدر قوة المحنة والعاصفة، بقدر قوتك الكامنة فى تحديك لها ومواجهتها، لأن نجاحنا أو فشلنا يكمن فى تصرفنا تجاهها.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصريه
لو المواطن الامريكى تعرض لما يتعرض له المصرى كان هيكون ايه رد فعله وياترى هيتحمل؟