الذين عادوا إلى السماء فى 2013.. زعيم الاشتراكية الحقة هوجو شافيز.. أيقونة الحرية نيلسون مانديلا.. مهندس الدبلوماسية المصرية عصمت عبد المجيد.. ثائر الكلمة أحمد فؤاد نجم.. ووديع الصافى وجمال إسماعيل

الخميس، 02 يناير 2014 06:47 م
الذين عادوا إلى السماء فى 2013.. زعيم الاشتراكية الحقة هوجو شافيز.. أيقونة الحرية نيلسون مانديلا.. مهندس الدبلوماسية المصرية عصمت عبد المجيد.. ثائر الكلمة أحمد فؤاد نجم.. ووديع الصافى وجمال إسماعيل نيلسون مانديلا
كتب سعيد زكى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كهواء يدخل من نافذة فيخرج من أخرى، دونما أدنى أثر، ثمة أناس يأتون إلى الحياة ويرحلون، لكن العظماء فحسب يتركون آثارهم، معالم على الدروب، يهتدى بها اللاحقون.

عام مرير يمضى، تساقطت أوراقه، ومع أوراقه تساقط عظماء، غيب الموت أجسادهم، لكن أرواحهم ما تزال متقدة فى سيرتهم التى ستبقى إلهامًا مشرقاً يعطى النور ويهدى سواء السبيل.

تشافيز.. الثائر الذى أصبح رئيساً، ومانديلا السجين الذى تهجت البشرية على شمعة واهنة فى زنزانته أبجديات التسامح، وشاعرنا أحمد فؤاد نجم، أنشودة الغيطان وعمال المصانع، والدكتور عصمت عبد المجيد، عميد الدبلوماسية المصرية والعربية، وغيرهم كثيرون، لكن هؤلاء تحديداً يكادون يكونون الأكثر تأثيراً.

هوجو شافيز.. الاشتراكية الحقة
‎«يجب أن نواجه الخاصة الأثرياء الذين دمروا جزءاً كبيراً من العالم».. كانت عبارته هذه بمثابة منهج من أجله عاش وبه أحبه شعبه وفى سبيله مات.

هوجو تشافيز رئيس فنزويلا الواحد بعد الستين، ولد عام 1954 لعائلة متوسطة، وواصل تعليمه فى الأكاديمية العسكرية بفنزويلا قبل أن يلتحق بجامعة سيمون بوليفار فى كاراكاس.

وفى عام 1992، أطلق الثورة البوليفارية، تيمنًا بسيمون بوليفار، زعيم استقلال أمريكا اللاتينية، بمحاولة انقلاب فاشلة ضد الرئيس أندريس بيريز ليقضى إثر ذلك سنتين فى السجن، وبعد الإفراج عنه بعث حزب «حركة الجمهورية الخامسة»، والذى مثل نسخة مدنية للحركة الثورية.

وفى فبراير عام 1999 أصبح تشافيز رئيسا للبلاد، فأسس حكومة اشتراكية واشتهر بمناداته بتكامل أمريكا اللاتينية ومعاداة الإمبريالية وانتقاده الشديد لأنصار العولمة وللسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية.

‎وفى سنة 2000، أعيد انتخاب تشافيز رئيسا للجمهورية التى باتت تسمى جمهورية فنزويلا البوليفارية، غير أن تدهور أسعار النفط فى 2001 أدى إلى اندلاع أزمة اقتصادية كبرى بالبلاد، فاتخذ إجراءات لحل الأزمة الاقتصادية، منها تبنى إصلاحات زراعية وتأميم قطاع النفط والاستحواذ على مساحات شاسعة من الأراضى الساحلية، مما أدى إلى موجة غضب عارمة فى صفوف قطاع واسع من الرأسماليين.

وشنت المعارضة سلسلة من الإضرابات، مما أدى إلى انقلاب ضد تشافيز فى 2002، لكن أنصار الرئيس أعادوه إلى الحكم فى غضون ساعات معدودات.

و‎كانت سياسته الدولية قائمة على كره الولايات المتحدة، إلى الدرجة التى جعلته يقول: "أكبر خطر على كوكب الأرض هو حكومة الولايات المتحدة وعُرف بعلاقته المميزة بالرئيس الإيرانى السابق أحمدى نجاد ومعمر القذافى والرئيس الكوبى السابق فيديل كاسترو، وكان تشافيز يسعى إلى تكوين ما سماه «محور الخير» لخلق «قوة مضادة للإمبريالية الأمريكية».

كان مقاتلا شرسا، يدخل فى صراع تلو صراع، لكن أصعب صراع فى حياته كان مع السرطان منذ صيف 2011، فقد خضع لعدد من العمليات الجراحية فى كوبا ودورات علاج كيميائى.

ورغم أن المرض لم يمنع تشافيز من الترشح للانتخابات الرئاسية للمرة الرابعة فى 2012، والفوز بها، إلا أنه أجهز عليه فى الخامس من مارس 2013، وسقط الفارس من فوق الحصان.

مانديلا.. أيقونة الحرية

‎فى 6 ديسمبر أعلن رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زموما رحيل المناضل الأفريقى الأشهر نيلسون مانديلا، أبو الإنسانية وأيقونة الحرية.

لم تكن وفاة نيلسون صدمة لأبناء بلاده فقط بل للعالم أجمع، فبمجرد إعلان الوفاة جرت الأقلام تسجل مآثر المناضل، ونكست الأعلام حدادا وأقيم حفل تأبين فى ألمانيا حضره قادة العالم على رأسهم باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسوا هولاند رئيس فرنسا وديلما روسيف رئيسة البرازيل، وأعلنت الرئاسة المصرية ثلاثة أيام حدادا.

كان الراجل الذى لقبه أفراد قبيلته بـ"ماديبا Madiba" وتعنى العظيم المبجل، يقتفى خطا المهاتما غاندى ويعتبره المصدر الأكبر لإلهامه فى حياته، سواء لفلسفته حول نبذ العنف والمقاومة السلمية ومواجهة المصائب والصعاب بكرامة وكبرياء.

تلقى دروسه الابتدائية فى مدرسة داخلية عام 1930، ثم بدأ الإعداد لنيل البكالوريوس من جامعة فورت هار، ولكنه فصل من الجامعة، مع رفيقه أوليفر تامبو، عام 1940 بتهمة الاشتراك فى إضراب طلابى.

كانت جنوب أفريقيا خاضعة للتمييز العنصرى الشامل، ولم يكن يحق للسود الانتخاب ولا المشاركة فى الحياة السياسية أو إدارة شؤون البلاد، بل أكثر من ذلك كان يحق لحكومة الأقلية البيضاء أن تجردهم من ممتلكاتهم أو أن تنقلهم من مقاطعة إلى أخرى، مع كل ما يعنى ذلك لشعب «معظمه قبلى» من انتهاكات.

فى 1942 انضم مانديلا إلى المجلس الأفريقى القومى، الذى كان يدعو للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء فى جنوب أفريقيا، وفى عام 1948، انتصر الحزب القومى فى الانتخابات العامة، وكان لهذا الحزب، الذى يحكم من قبل البيض فى جنوب أفريقيا، خطط وسياسات عنصرية، منها سياسات الفصل العنصرى، وإدخال تشريعات عنصرية فى مؤسسات الدولة، وفى تلك الفترة أصبح مانديلا قائدا لحملات المعارضة والمقاومة.

كان مانديلا فى البداية يدعو للمقاومة غير المسلحة ضد سياسات التمييز العنصرى، لكن بعد إطلاق النار على متظاهرين عزل فى عام 1960، وإقرار قوانين تحظر الجماعات المضادة للعنصرية، قرر مانديلا وزعماء المجلس الأفريقى فتح باب المقاومة المسلحة.

فى عام 1961 أصبح مانديلا رئيساً للجناح العسكرى للمجلس الأفريقى القومى، حتى اعتقل فبراير 1962 مانديلا وحُكم عليه لمدة 5 سنوات، وفى عام 1964 حكم عليه مرة أخرى بتهمة التخطيط لعمل مسلح والخيانة العظمى فحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

وخلال سنوات سجنه السبعة والعشرين، أصبح النداء بتحرير مانديلا من السجن رمزا لرفض سياسة التمييز العنصرى، وفى 10 يونيو 1980 تم نشر رسالة استطاع مانديلا إرسالها للمجلس الأفريقى القومى قال فيها: «اتحدوا وجهزوا وحاربوا إذ ما بين سندان التحرك الشعبى، ومطرقة المقاومة المسلحة، سنسحق الفصل العنصرى».

فى عام 1985 عُرض على مانديلا إطلاق السراح مقابل إعلان وقف المقاومة المسلحة، إلا أنه رفض العرض، وبقى فى السجن حتى 11 فبراير 1990 عندما أثمرت مثابرة المجلس الأفريقى القومى، والضغوطات الدولية عن إطلاق سراحه بأمر من رئيس الجمهورية فريدريك ويليام دى كليرك الذى أعلن إيقاف الحظر الذى كان مفروضا على المجلس الإفريقى.

وحصل نيلسون مانديلا مع الرئيس فريدريك دكلارك عام 1993 على جائزة نوبل للسلام، وشغل مانديلا منصب رئاسة المجلس الأفريقى «من يونيو 1991- إلى ديسمبر 1997»، وأصبح أول رئيس أسود «من مايو 1994- إلى يونيو 2000».. وخلال فترة حكمه شهدت جنوب أفريقيا انتقالاً كبيراً من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية، ولكن ذلك لم يمنع البعض من انتقاد فترة حكمه لعدم اتخاذ سياسات صارمة لمكافحة الايدز، ولعلاقاته المتينة من جانب آخر بزعماء معارضين للسياسات الأمريكية كالرئيس الكوبى فيدل كاسترو.

وبعد تركه للحكم 1999 تابع مانديلا تحركه مع الجمعيات والحركات المنادية بحقوق الإنسان حول العالم، وتلقى عددا كبيرا من الميداليات والتكريمات من رؤساء وزعماء دول العالم، كان له كذلك عدد من الآراء المثيرة للجدل فى الغرب مثل آرائه فى القضية الفلسطينية ومعارضته للسياسات الخارجية للرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش، وغيرها.

وتزامناً مع يوم ميلاده التسعين فى يوليو 2008 أقر الرئيس الأمريكى جورج بوش قرار شطب اسم مانديلا من على لائحة الإرهاب فى الولايات المتحدة الأمريكية.

ويوم 6 ديسمبر غيب الموت المناضل الأفريقى الأشهر عن عمر يناهز 95 عاماً لكن كفاحه يظل ملهما لكل الباحثين عن الحرية.

عصمت عبد المجيد.. مهندس الخارجية
يلقب بمهندس الدبلوماسية المصرية، ذلك أنه سعى خلال منصبه وزيرا للخارجية منذ عام 1984 إلى إعادة الجسور بين مصر والعرب بعد فترة قطيعة، ونجح فى ضخ الدماء فى أوردة الجامعة العربية، بعدما تولى الأمانة العامة فى الفترة من 1991 وحتى عام 2001، وكان شغل منصب وزير الخارجية فى الفترة بين 1984 و1991، ونائب رئيس الوزراء عام 1985، وسفير ومندوب مصر الدائم فى الأمم المتحدة 1972 حتى 1983.

ولد «عبد المجيد» عام 1923 بمدينة الإسكندرية، والده هو محمد فهمى عبد المجيد، مؤسس جمعية المواساة الخيرية بالإسكندرية، وله تمثال أمام المدخل الرئيسى لمستشفى المواساة، كما أطلق اسمه على مدرسة بمنطقة كوم الدكة التاريخية، وقد توفى فى العام 1943.

وحصل الابن على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية بعد رحيل الأب بعام، ثم على 4 دبلومات من جامعة باريس ثم على الدكتوراه فى القانون الدولى من الجامعة ذاتها، وشارك عام 1954 فى المفاوضات «المصرية – البريطانية» حول جلاء القوات الإنجليزية من مصر.

وفى عام 1957 شارك فى الوفد المصرى الذى تفاوض مع الفرنسيين لإعادة العلاقات المقطوعة بين البلدين بعد العدوان الثلاثى، والذى توصل إلى اتفاقية زيورخ حول استئناف العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وباريس.

وفى عام 1983 تولى رئاسة مركز التحكيم التجارى، وفى يونيو 1984 اتصل به الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وعرض عليه تولى مسئولية وزارة الخارجية، ثم عينه رئيس اللجنة القومية للدفاع عن طابا، وقد استمرت المفاوضات لأشهر طويلة بسبب مراوغة الإسرائيليين، حتى صدر حكم المحكمة فى ٢٩ سبتمبر ١٩٨٨ لمصلحة مصر بغالبية الأصوات، أربعة أصوات ضد صوت واحد هو صوت المحكم الإسرائيلى.

وحصل على وسام الجمهورية وأوسمة أخرى كثيرة من فرنسا ويوغوسلافيا واليونان وإيطاليا والدنمارك وكولومبيا وألمانيا الاتحادية وسلطنة بروناى، وألّف كتاب مواقف وتحديات فى العالم العربى، حيث كان أكثر الأشخاص احتكاكا بمشاكل الأمة العربية وآلامها والمواقف والتحديات والأحداث التى واجهتها، وأثرت سلبا أو إيجابا عليها كأزمة الخليج الثانية والأزمة الليبية الغربية (لوكربى) وأزمة لبنان، وأزمة احتلال إيران للجزر الإماراتية.

الفاجومى.. ثائر الكلمة

لم يشأ 2013 أن يودعنا إلا بعدما يترك فى قلوبنا جرحاً غائراً، ففى 3 ديسمبر لعام 2013 انتهت حياة الفاجومى أحمد فؤاد نجم، الذى كانت قصائده ترجمة لإيمانه بالإنسان - المصرى تحديدا - وهتافا ضد الاستغلال والطبقية.

ولد نجم فى قرية بمركز (أبو حماد) بمحافظة الشرقية لأب يعمل فى جهاز الشرطة، وهو محمد عزت نجم، وأم فلاحة أمية بسيطة هى هانم مرسى نجم، وكان ضمن سبعة عشر طفلا ماتوا جميعا ولم يتبق منهم سوى خمسة والسادس فقدته الأسرة ورآه نجم بعد ذلك فى أحد السجون مصادفةً.

توفى والد نجم وتركه يتيما فاضطر إلى الانتقال لبيت خاله حسين بالزقازيق، وما لبث أن أُلحق بملجأ للأيتام فى سنة 1936، وفيه التقى الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، ليخرج منه سنة 1945 فيعود إلى قريته ويعمل راعياً للبهائم، ثم انتقل إلى القاهرة عند شقيقه، الذى طرده بكل أسف ليعود إلى قريته شاعراً بالغدر والحزن الشديد وخيبة الأمل.

تكونت للفاجومى خبرة هائلة بالحياة، خبرة فرضتها عليه ظروف الحاجة والفقر والتنقل بين شتى المهن فهو مرة مكوجى، وأخرى بائع، وثالثةً عامل بناء وإنشاءات.

ثم وقعت الواقعة التى غيرت مسار حياته وأدخلته إلى عالم النضال من أجل كادحى الوطن؛ حيث عمل فى أحد معسكرات الإنجليز بمدينة فايد وفيها التقى بعمال المطابع اليساريين فبدأ يتعرف على أفكارهم التى راقت له فآمن بها وكرس من أجلها حياته، وخلال المظاهرات التى اجتاحت مصر عام 1946 شارك نجم بكل قوته ونشاطه.

عرف نجم بمقاومته للزعماء من ثورة يوليو حتى آخر رمق فى عهد الإخوان ورحيلهم، وهو رجل يبدو ثائرا بالفطرة، إلى درجة الزعيم جمال عبد الناصر أقسم ألا يخرج الفاجومى من المعتقل طالما هو على قيد الحياة ولما مات الزعيم رثاه الشاعر.

وخرج نجم فى عهد السادات الذى ما لبث أن وصفه بالشاعر البذيء، وفى عهد مبارك عارض نجم النظام على طول الخط ورآه لا يصلح لحكم البلاد، وكان يجهر باتهاماته للنظام بالفساد والظلم ونقص الكفاءة.

رحم الله نجم الذى ناضل وسجن وعشق العامية، لأنها روح الوطن فألف بها قصائده التى كانت روحاً للإبداع وصوتاً للطيبين والغلابة.

مارجريت تاتشر

توفيت فى الثامن من إبريل الماضى رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، المرأة الحديدية مارجريت تاتشر، عن عمر 88 عاما.

وديع الصافى

رحل العملاق وديع الصافى فى 11 أكتوبر عن عمر 95 عاما بعد رحلة عطاء ممتدة، ومن أشهر ألحانه وأغنياته: دار يا دار.

زهرة العلا

بعد رحلة من العطاء الفنى، ثم مع الشلل لأكثر من ثلاث سنوات، رحلت زهرة العلا فى 18 ديسمبر فى نحو الثمانين من عمرها.

جمال إسماعيل

رحل المبدع الاستثنائى جمال إسماعيل فى 18 ديسمبر دون الثمانين، ومن أشهر أعماله مسرحية سيدتى الجميلة مع فؤاد المهندس.

أقرأ أيضاً

المتحدث العسكرى: الجيش الثانى يقبض على 18 تكفيريا وينسف 5 أنفاق

لجنة إدارة أموال الإخوان تتحفظ على أموال باكينام الشرقاوى وعزة الجرف

بالفيديو.. 7 قتلى فى انفجار الضاحية الجنوبية ببيروت

وزير الداخلية يكشف: مُنفذ تفجير المنصورة انتحارى يدعى إمام مرعى.. وحماس دربت الإخوان على أعمال إرهابية بمعسكراتها.. و"أنصار بيت المقدس" مسئولة عن استهدافى واغتيال مبروك.. ومن يقترب من الكنيسة "هالك"

حسن شاهين: خد بالك يا سيسى






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة