محمود محى الدين

هل تركع الثورة؟

الأحد، 19 يناير 2014 11:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ستظل ثورة 25 يناير هى الفعل الثورى الذى أضاء بنوره قلوب شباب مصر وبعث فيهم الأمل بميلاد وطن جديد ينعم فيه الشباب بالحرية والانطلاق إلى مستقبل واعد ترقى فيه مصر إلى مصاف الدول المتقدمة فى مجال الحريات العامة والرعاية الاجتماعية بما يضمن للإنسان المصرى العيش فى وطنه موفور الكرامة وينعم الشباب أيضا بتكافؤ الفرص دونما فساد أو محسوبية.

إلا أنه وفى خضم هذه الثورة العظيمة أطلت علينا جماعة الإخوان المسلمين وتابعوها فأفسدوا بريقها من خلال دعمها للمظاهرات الفئوية التى بدأت بمعاول الهدم لأهداف الثورة النبيلة وكان من المحزن فيما رصد وعلى سبيل المثال قيام موظفى مجلس الشعب بغلق أبواب المجلس من أجل تعيين أبناء العاملين واستجابت لهم إدارة المجلس الإخوانية وهذا على سبيل المثال واستمرت جماعة الإخوان المسلمين فى الوثوب على الثورة إلى أن تمت مصادرتها تماما لصالح الجماعة فقط دون غيرها لتنفيذ كامل مخططاتها والتى انتهت بوصول محمد مرسى للحكم وكان همها الوحيد هى التغلغل داخل مفاصل الدولة من خلال برنامج الأخونة والمتضمن أيضا تعيين شباب ومنتسبى هذه الجماعة فى الجهاز الإدارى للدولة بما يقضى تماما على مبدأ تكافؤ الفرص ومفهوم العدالة الاجتماعية.

أما فيما يتعلق بالحقوق السياسية فتمت مصادرة هذه الحقوق لصالح شباب التيار الإسلامى الذى وعد بأرفع المناصب فى المستقبل كجائزة لحصولهم على مقاليد الحكم فى مصر فى ظل ضعف التيار المدنى أمام هذا المد الإخوانى فى المجتمع ومن هذا المنطلق رفضت جموع الشباب المصرى المدنى بكل تنوعاته.

فكرة سيطرة الجماعة على الدولة والمجتمع ومن هذا المنطلق أيضا زادت الفعاليات والتظاهرات ضد هذه الجماعة من خلال شباب مصر حرصا على عدم ضياع الثورة وفى نفس السياق كانت القوات المسلحة تثور أيضا على تفريط جماعة الإخوان فى مقدرات الأمن القومى خاصة فيما يتعلق بملفات سيناء وحلايب وشلاتين وإنشاء ودعم المليشيات الموازية إلى أن التقت إرادة الشباب كطليعة للشعب المصرى مع ما تشعر به وتلمسه القوات المسلحة من قيام محمد مرسى بجر البلاد نحو الخراب مع تزايد ارتباط جماعة الإخوان بالجماعات الإرهابية وكانت هذه جميعها مجموعة من الإرادات الحرة لقيام ثورة 30 يونيو وعزل جماعة الإخوان ورئيسها مجتمعيا عن السلطة فضلا عن حالة الرفض الشعبى العارمة على تواجدهم مرة أخرى فى المشهد وتحمل الشعب المصرى ورجال القوات المسلحة والشرطة الكثير من الشهداء فى سبيل ضمان الحرية واستعادة زخم ثورة يناير التى كانت حلم شباب مصر.

ومن هذه النقطة أرى أن الشراكة الحقيقية فى المجتمع هى بين الشعب وقواته المسلحة لبناء مصر الجديدة وفى طليعة هذا الشعب هو شباب هذه الأمة.

ولعل ما جعلنى أتحدث عن تركيع الثورة هو ظهور رموز نظام مبارك الفاسد إلى المشهد مرة أخرى ظنا منهم أن ثورة 30 يونيو كانت على الإخوان فقط وهم لا يعلمون أنها أيضا كانت ثورة على فساد الإخوان كما كانت ثورة 25 يناير هى ثورة على فساد نظام مبارك.

ولعل ما تردد عن إحجام بعض شباب مصر عن المشاركة فى التصويت على الدستور خوفا من عودة نظام مبارك الفاسد مرة أخرى وأنه لم يعد لديهم الأمل فى وطن ينعم بالشفافية والحرية والعدالة الاجتماعية، لذا شعر الشباب أن هناك محاولات لإجهاض وتركيع الثورة.

إننى عندما أتحدث عن شباب مصر فإننى لا أتحدث عن شباب بعينه ولكن أتحدث عن كل شباب الأمة الذين يحدوهم الأمل فى وطن جديد لا تطل فيه علينا رؤوس الفاسدين. ومن خلال تواجدى فى أوساط الشباب فإنه تتشكل الآن حركات جديدة ليس لها انتماء إلا للوطن من أجل استعادة زخم الثورة وإصلاح ما فسد على مدار ثلاث سنوات وبإصرار شديد أيضا على المشاركه فى صنع المستقبل وعدم مصادرة أو تركيع الثورة مرة أخرى.

ولهذا فإننا نأمل فى الرئيس القادم أن يطبق أسس العدالة ومن خلال القانون على كل فاسد سواء من نظام مبارك أو من نظام الإخوان حتى تستعيد مصر ثرواتها من أجل كرامة أبنائها ونضرب المثل للمستقبل أن هذا الوطن لم ولن يتسامح مع كل فاسد أساء لهذا الوطن.. وأبدا لن تركع الثورة.



* باحث سياسى وخبير الشئون الأمنية والاستراتيجية





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عيون الحقيقة

ماهى ركعت

ما هى ركعت واللى كان... كان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة