خرجت من قاعة الامتحانات اليوم، حيث كنتُ أؤدى امتحانا.. وقد انتهيت منه مُسرعاً لالحق بها، متشوقاً إلى رؤياها.. خائفاً أن تذهبَ قبل أن اُشبع رضاب عينى مِنْها.
فقد انتظرت أسبوعا كاملا لا أراها.. بين نار الفراق واللقاء.. لقاءُ عينيها الممطرتين على قلبى وجوارحى لتروى ظما الليالى التى أعدُها كى ألقاها وارمى السلام عليها بعينى وفؤادى.. فلما انتهيت من الامتحان ونزلت إلى ساحة الجامعة.. أخذتُ اتفحص فى وجوه الطلبة والطالبات مخيلتها.. باحثاً فى الزحام عن ذلك الأمل التائه.. متعلقة عيونى بالناس، مترنحاً قلبى ما بين إحساس وشيك باللقاء وبين يأس تنفذ رماحه إلى الفؤاد.
ياربى!.. لماذا لا أراها؟ ألم تأت؟ استحالة.. أخذت أعاتب نفسى.. ربما انتهت من الامتحان وذهبت.. ولكنى ثابرت وأخذت أمشى وأمشى وأبحث عن خيالها.. وأترقب ملمحها حول الأشجار.. فقد تحول بحثى عنها من اشتياق إلى اطمئنان.. فالخوف المتوحش يمزق هدوئى.. ورغم ضجيج الناس وثرثرة الفتيات حولى إلا أننى كنتُ ساكنا غارقا فى صمت موحش.. وفجأة.. النبض فى قلبى يلاحق بعضه بعضا فى سباق محموم.. وثمة ارتعاشات تهز البدن.. أنها هى.. قد لمحتها.. ريحها المعبقة بعطر الحب تملا صدرى.. والآن وجهى فى وجهها.. ولا جديد.. فلا أستطيع محادثتها.. واكتفيت بأن أتابعها من بعيد.. متاملاً فى قوامها الممشوق الذى يضرب فى عنقى كالكرباج.. باكياً فى قلبى وصبابتى حول عنقى تخنقنى.. يا الهى! لِمَ أبليتنى بها وهى صعبة المنال؟.. أنك تعذبنى على أرضك.. نعم.. أعلم أن ذنوبى كثيرة.. وسأكفر عن ذنوبى فى حبى لها.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة