ما أشبه اليوم بالبارحة.. وأعنى باليوم هُنا تلك السنوات التى مر بها الوطن فى حقبة الخمسينات وبالتحديد بعد قيام ثورة يوليو، نعلم جميعا أن فى بداية هذه الفترة ازداد نفوذ جماعة الإخوان وبدأوا يتسلقوا على أكتاف من قاموا بالثورة ظنا منهم أنهم يستطيعون مهما تسلقوا أنهم سيصلون إلى الصندوق الأسود الذى يبغونه.. إلى هذا الكنز المدفون الذى طالما ما سعوا إليه إلا وهو قلب الشعب.
إنهم لا يظهرون فى الأوقات السوية.. فقط تجدهم فى أوقات الاضطرابات والفتن وحينها تجدهم يتسللون كقطيع الفئران الخائفة والتى للوهلة الأولى قد ترعبك كثرتها ولكنها فى النهاية تظل فئران وهنا كان لابد من وجود من يتصدى لتلك المجموعة من لصوص الأوطان وسارقى الثورات.
ولأن هذا البلد يحرسه ويحميه الله عز وجل فقد وهب الله لمصر حينذاك بطلا قلما يأتى الزمان بمثله إنه عبد الناصر.. لقد كانت طلته وخطبه وكلماته لها تأثير السحر فقد كانت تلهب الشعب وتوحده وفى المقابل كانت تشعل غيظ هذه الإخوان.. ظل عبد الناصر يواجهم رغم محاولات اغتياله ورغم ما قاموا به من أعمال تخريبية وإجرامية واضطرابات بالبلاد استمرت وقتا ليس بالقليل إلى أن كسر شوكتهم تماما.. ومر الزمان ولأننا شعب عاطفى يغلب عليه صفة النسيان والتسامح.. وكذلك نظرا لأخطاء الأنظمة المتعاقبة والحالة الاقتصادية المتردية بالبلاد استغل خفافيش الظلام كل هذه الظروف وبدأوا فى التوغل داخل الشعب حتى ظن الكثيرين وأنا منهم للأسف أنهم مظلومون.. ومع أول صحوة للشعب بدأوا فى التسلق على أكتاف الثورة مرة أخرى وتهميش الثوار الأصليين وظهر الوجه القبيح تدريجيا.
ولأن التاريخ يعيد نفسه فقد كانت عناية الله حاضرة وعين الله التى لا تنام دوما تحرس وتحمى هذا الوطن.. فقد من الله علينا هذه المرة بناصر آخر.. أنه الفريق السيسى.
أدرك الرجل مبكرا أن الزمن لم يزد هذه الجماعات إلا عجزا ووهنا وغباء وفكرا جامدا كان الحديث عن إصلاح معه من رابع المستحيلات.. وهنا كان القرار الذى اتخذه وطن كامل يقوده السيسى بما يحويه هذا الوطن من جيش وشرطة وقضاء وإعلام ومؤسسات وهيئات وموظفين وربات بيوت وأطفال وشيوخ.. الكل أعلن سقوط الإخوان للمرة الثانية وأظنها الحاسمة والقاضية.. وما أشبه تأثير كلمات السيسى على الشعب بتلك الكلمات الرنانة لناصر.. إنها ليست صدفة ولكن لأن الأبطال يخلدهم التاريخ فقد خلد ناصر وسيخلد السيسى كأبطال أنقذوا مصر من خطر جسيم ومن غيرهم يقف فى وجه شيطانا يختبىء خلف جلبابا ولحية.
لا أتذكر من أغانى أو أشعار لوصف هذين الرجلين إلا أغنية قديمه كتبها حسين السيد وغنتها مطربة شهدت كل العصور تقريبا إنها الشحروره صباح، حين تقول: "الاتنين حلوين الاتنين طعمين محتارة أشيل مين وللا أشيل مين جوا عيونى".
محمد أحمد دويدار يكتب:السيسى وناصر "الاتنين طعمين"
الأحد، 19 يناير 2014 08:16 م
عبد الفتاح السيسى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة