لم يكن قاسم مسعد عليوة – الذى غادر عالمنا اليوم - قاصا أو روائيا متفردا فى أعماله الممتزجة بطعم الحرب، وتراب منطقة القنال فقط، بل كان نورسا مجنحا ومحلقا من بورسعيد فى كل ربوع الوطن، لم تمنعه ظروفه الصحية عن الحركة والنشاط والمشاركة فى اللقاءات الأدبية فى الوقت الذى كنا نكل – نحن الشباب- من مشقة السفر.
وقاسم مسعد عليوة ابن بار لبورسعيد، يعشقها بكل ملامحها، لا يتوقف أبدا عن التحدث عن تاريخها ومشاهد حرب 1956، والنكسة ومشاركته فى حرب الاستنزاف وغيرها من المشاهد التى صورها فى قصصه ورواياته العديدة.
عرفته منذ 24 عاما تقريبا، فى مدينتى القنطرة شرق التى كانت عائدة من الاحتلال لأحضان الوطن هناك فى مكان شبه مهجور، ببيت الثقافة يجلس المرحوم الراحل حسين خطابى مدير بيت الثقافة، وفريد فهمى، والأدباء أحمد مطاوع، وعلاء ضاحى، ومحمد راضى، ومنتصر كامل، والسيد عبد السميع، وعطية عيسى، ومحمد حنورة، وغيرهم يتحدث قاسم وأنا أستمع مشدودا ثم أصبحنا بمرور الزمن أصدقاء، وشركاء فى الحركة الثقافية وحركة "نحن هنا" التى تأسست بعد ثورة 25 يناير وتولى قاسم رئاستها، وكان الراحل عاشقا لمدن القناة مقدرا نضالها الطويل ضد الاستعمار ومعاناتها أيضا.
تزاملنا فى مؤتمرات بالغردقة ومطروح وشرم الشيخ، والقاهرة والجيزة والإسماعيلية وبورسعيد وشمال سيناء وغيرها من المؤتمرات التى نالت من جهد الراحل الكثير.
لم يتوان قاسم عن تلبية دعوة فى مصر ومن مؤتمر إلى مؤتمر يشد الرحال، يضغط على صحته ويتناسى سنوات عمره كان يحاول أن يشغل وقته بعد خروجه على المعاش، حيث كان يتولى مدير عام الإسكان فى بورسعيد، لم تفارقه الدعابة أبدا حتى فى أصعب لحظات حياته.
آخر مرة تحدثت فيها مع قاسم كانت منذ 20 يوما، تقريبا تحدثنا عن صحته وحياته، لكنه كان مريضا للغاية، عاد لتوه من أداء العمرة، ودع الحبيب المصطفى ونشر صورا له قرب قبر النبى صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، على صفحته فى الفيس بوك، ثم عاد إلى بورسعيد ليموت فى جنباتها بعد معاناة استمرت نحو أسبوع مع المرض.
الآن توقف صوت النورس، ولم يعد محلقا، فوق مدينة بورسعيد يداعب البواخر والمعديات العابرة إلى بور فؤاد، وتوقف النبض لينهى سلسلة من الدفاع والنضال عن الثقافة وعن حق بورسعيد، فى إنشاء متحف لها، وعن حقوق كثيرة تبناها الراحل عبر الثقافة الرسمية، والثقافة الشعبية.
والأديب والقاص الراحل قاسم مسعد عليوة، أحد الأدباء البارزين، ليس فى بورسعيد فقط، بل فى مصر كلها، كان قاسم عضوا بمجلس إدارة اتحاد الكتاب ولجنة الدراسات الأدبية بالمجلس الأعلى للثقافة وعضو نادى القصة بالقاهرة، ورئيسا لحركة "نحن هنا" الأدبية.
ترأس العديد من المؤتمرات الأدبية المصرية.
أصدر قاسم العديد من الأعمال الأدبية منها عربة خشبية خفيفة، والضحك وتنويعات بحرية وصخرة التأمل وحدود الاستطاعة وغير المألوف وخبرات أنثوية ولا تبحثوا عن عنوان، إنها الحرب وحكايات عن البحر والولد الفقير، وهى مجموعات من القصص القصيرة.
كما أصدر عام 2011 روايته الأولى الغزالة، وقد لفتت انتباه النقاد فور صدورها، كما أصدر العديد من الأبحاث العلمية وأصدر للأطفال مجموعتين قصصيتين واحدة تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، والثانية أصدرتها دار الهلال، وكتاباً تعليمياً، بالإضافة إلى كتابة سيناريوهات مصورة وقصص كثيرة.
كما صدر له كتاب «تأريخ ما يستوجب التاريخ» عن أحداث الثورة فى مدينة بورسعيد.
حصل الأديب الراحل على العديد من الجوائز الأدبية والعلمية، ونال الكثير من الكئوس والدروع والميداليات وشهادات التقدير من المؤسسات المصرية.
ومن فرط عشقه لمدينته الباسلة أصدر كتاب "المدينة الاستثناء" على طبعتين، الطبعة الأولى التى نفذت بمجرد صدورها ثم أصدر الطبعة الثانية، وهى تسجيل لتاريخ بورسعيد منذ نشأتها وقراءة مور فلوجية لمدينة بورسعيد ضمن إصدارات الهيئة لقصور الثقافة.
شارك "عليوه" صبياً فى حرب 1956م. بكتابة الشعارات الداعمة للمقاومة والمنددة بقوات الغزو، وقضى فى سلاح المشاة سبع سنوات من شبابه، تمرغ أثناءها بتراب الوطن وتوضأ بنيران الحرب، ومن خلال هذا السلاح عايش نكسة يونيو1967م. بمنطقة التل الكبير، وشارك فى حرب الاستنزاف فى منطقة البحيرات المرة، ومتطوعاً بقوات الدفاع.
لمزيد من التحقيقات ..
العالم يعلق على إقرار الدستور.. فرنسا: خطوة نحو الديمقراطية.. والإمارات: يعزز الاستقرار والثقة بالمستقبل.. وخادم الحرمين يهنئ الشعب والرئيس منصور.. وحركة فتح: يحقق الحرية والاستقلال والهوية الوطنية
حمدين صباحى: أنا زاهد فى السلطة ولكن لا يوجد مرشح للرئاسة حتى الآن "غيرى".. أبلغت السيسى أنى سأدعمه لو ترشح رغم أن سعى الجيش للحكم خطر..الحكومة مفككة وضعيفة ولا تصالح مع الإخوان طالما استمروا فى العنف
"الإرهاب" يطل برأسه مجددا لإفساد فرحة الدستور.. انفجار عبوة ناسفة بمحيط محكمة جنوب الجيزة واحتراق سيارة ترحيلات.. ورجال المفرقعات يمشطون المنطقة.. ومصدر أمنى: المعمل الجنائى سيحدد المواد المستخدمة
ردود أفعال رافضة لتصريحات صباحى.. نجل عبد الناصر:فرصته ضعيفة والسيسى الأصلح..الحريرى: كم من رئيس مدنى فشل وعسكرى نجح.. المصريين الأحرار:هو من يسعى للسلطة.."كمل جميلك":شعبية الفريق حولت أحلامه لكوابيس
عبد الحليم سالم يكتب: رحيل قاسم مسعد عليوة.. الراحل ترأس حركة "نحن هنا" الأدبية وكان عضوا بمجلس اتحاد الكتاب والأعلى للثقافة..شارك فى عشرات المؤتمرات المصرية وتوفى إثر جلطة فى المخ
الأحد، 19 يناير 2014 01:28 م
قاسم مسعد بجواره صلاح نعمان وفتحى نجم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة