هذه الكلمات قالتها إحدى السيدات أمام لجنة من لجان الاستفتاء، لزميلتى «آية نبيل» أثناء تغطيتها للاستفتاء:
قالت السيدة: «قلت نعم عشان أحفادى يشتغلوا.. قلت نعم عشان «السيسى» يوقف مظاهرات الإخوان اللى مبهدلانا، قلت نعم عشان يرجع الأمن تانى، قلت نعم عشان أنا معنديش غير فرشة الخضار اللى بنزل عليها من 7 الصبح ﻋﺸﺎﻥ أﻋﺮﻑ أﺟﻴﺐ ﺷﻮﻳﺔ ﻛﺸﺮى ﻟﻠﻌﻴﺎﻝ».
هذه المطالب وإن كانت فى بساطتها وبساطة قائلها فهى تعبر فى الحقيقة عن قطاع كبير عريض من المصريين، تحمل ثلاث سنوات من أجل الاستقرار الكامل، غير المنقوص، من أجل راحته وراحة أبنائه، من أجل مستقبل أحفاده، من أجل سعة فى الرزق، من أجل تحسن ظروف حياته القاسية، هؤلاء المصريون الذين خرجوا فيما يشبه الزحف الكبير يومى 14 و15 يناير، يستحقون مكافأة حقيقية، فيما يشبه العصا السحرية، وكيف لا وقد هبط المصريون جميعا فى حضور كبير ولافت، أحدهم يتوكأ على عصاه، والآخر يتوكأ على جنود الجيش، الكل عرف الطريق، والنزول للشارع أصبح حقا منتزعا، هذا ليس تهديدا أو وعيدا، إنما المؤكد أن المواطنين الذين خرجوا للشارع وتحملوا فى صبر طوابير طويلة، سيتحملون ما هو أكثر من أجل الخروج لمآرب أخرى، قد يكون من بينها الثورة.
اليوم كتبت مصر شرعية دستورية جديدة، لكنها سبق أن كتبت ثلاث شرعيات دستورية بعد 25 يناير 2011، لم يلبث المصريون أن استردوها مرة أخرى من الحكام، أولى الشرعيات التى نزل المصريون لإقرارها ثم قرروا رفضها، كانت شرعية المجلس العسكرى الذى انتزعها فى استفتاء مارس على التعديلات الدستورية التى صاغها المستشار طارق البشرى، والإخوانى صبحى صالح، ثم ثار المصريون على هذه الشرعية فى أحداث نوفمبر، وأعلن المشير محمد حسين طنطاوى خطة طريق لتسليم السلطة فى يونيو، 2012، وهو ما كان، حيث جرت الانتخابات الرئاسية، التى كانت تعتبر النزول الكبير الثانى للمصريين، ووقفوا فى طوابير على مرحلتين انتخابيتين، حتى جاء مرسى، وأحبط آمالهم، طوال عام من التخبط والعبث السياسى.
اللافت فى مشهد الاستفتاء أو النزول الكبير الذى نزله المصريون فى بداية عام 2014 من أجل هذا الاستفتاء، هو أن دافعهم الأول والأكبر كما يحلو للساسة أن يتباهوا هو رفض الإرهاب، ودعم مرشح محتمل بعينه فى الانتخابات الرئاسية، الحقيقى أن خلف كل قلب وكل قبضة اختارت أن توافق على الدستور الجديد آمال عريضة فى استقرار الأحوال، ما الذى يمنع الحكومة الآن من اتخاذ قرارات اقتصادية عاجلة لضبط الأسواق، والتحرك بقوة تجاه المزيد والمزيد من مشروعات البنية التحتية لعلاج مشكلات الصرف الصحى ومد خدمات الكهرباء والمياه النظيفة لآلاف القرى والبيوت المحرومة منها، هل هناك ما يمنع الحكومة الآن من الالتفات إلى الملايين من قاطنى العشوائيات، والتدخل بحسم لحل مشكلاتهم ومحاولة التخفيف عنهم، هل هناك ما يمنع الحكومة الآن من إقرار قوانين بدلات الأطباء العاجلة الذين يتألمون وهم يقفون مع المرضى فى صف المواجهة الأول مع الفيروسات القاتلة، هل هناك ما يمنع الحكومة والدولة من الالتفات إلى البسطاء الذين ساعدوها ودعموها فى معركتها السياسية، فكانوا هم حطب هذه المعركة، وأكثر من دفعوا ثمنها فى المواجهات المستمرة مع الإخوان فى الشارع منذ 30 يونيو، وحتى أحداث جامعة القاهرة صبيحة الانتهاء على الاستفتاء، هؤلاء البسطاء ينتظرون من الحكومة التدخل العاجل لتنفيذ مطالبهم، فالدستور وحده لا يقيم أود الجائعين، إنما القرارات الاقتصادية العاجلة التى تحقق العدالة الاجتماعية.
لمزيد من التحقيقات ..
الجيش يواصل حربه ضد الإرهاب.. ضبط 19 برميل مواد شديدة الانفجار و7 قنابل دفاعية و14قاذف "آر بى جى" فى منزل جنوب بورسعيد.. ومصدر عسكرى: التكفيريون الهاربون من سيناء يحاولون استعادة نشاطهم بمدن القناة
للمرة الـ18.. تفجير خط الغاز الممتد للأردن جنوب العريش.. التحقيقات تكشف: سيارتا دفع رباعى نقلت المتفجرات لخط الغاز بسيناء.. رئيس الحكومة يدين التفجير ويؤكد: لن نسمح بالعبث باقتصاد مصر
سقوط الإخوان فى "المهندسين" أكبر قلاعهم التاريخية فى النقابات بعد "الأطباء".. وزير الرى: إحالة المخالفات للنيابة فور الانتهاء من فحصها.. غموض مصير موظفى الجماعة بالنقابة بعد رحيل المجلس
الداخلية تعلن القبض على 123 إرهابيا باشتباكات اليوم.. وتؤكد: أحد المتهمين بحوزته فيديو لحرق سيارة شرطة.. وضبط أسلحة نارية و11 قنبلة و"جركن" يحوى حمض كبريتيك لإعداد القنابل.. وعدد كبير من أعلام القاعدة
وجدى الكومى يكتب: الذين خرجوا للاستفتاء.. سيخرجون لمآرب أخرى يا «حكومة»
السبت، 18 يناير 2014 06:33 ص
وجدى الكومى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة