سعيد الشحات

التحالف الانتخابى مع الإخوان لم يكن شرًا كله

السبت، 18 يناير 2014 07:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تناولت فى المقالين السابقين قضية تحالفات أحزاب المعارضة مع جماعة الإخوان سياسيا وانتخابيا، أثناء فترة حكم مبارك، وبعد ثورة 25 يناير، وأختتم اليوم بسؤالى، هل أفادت هذه التحالفات أم أضرت؟.

فى الإجابة على هذا السؤال، نحن أمام ظرفين سياسيين مختلفين، فتقييم هذا التحالف قبل ثورة 25 يناير، يختلف عما كان عليه بعد ثورة 25 يناير، صحيح أن المقصد واحد وهو حصد عدد أكبر من مقاعد البرلمان فى الظرفين، غير أن المظلة السياسية لهذا التحالف أثناء حكم مبارك كانت معارضة نظامه، فى حين كانت المظلة بعد سقوط مبارك هو العمل من أجل تنفيذ أهداف ثورة 25 يناير.

وفى كل الأحوال، فإن سيولة الحالة السياسية بعد الثورة جعلت كل القوى السياسية تبحث عما يجمعها من أجل تنفيذ مطالب الثورة، ولم تنظر هذه القوى إلى الجماعة على أنها استثناء من «الجمع الوطنى» المطروح، ولعل الاحتفال الذى أقامته «الجماعة» لافتتاح مقرها فى المقطم، كان دليلا على ذلك، فيومها لم تتخلف القوى السياسية بكل رموزها وبكل أطيافها عن الحضور، ومن يراجع تصريحات الكل وقتئذ سيقرأ ما فيه الكفاية وزيادة عن «وطنية الجماعة» وتضحياتها، وأنها كانت فصيلا رئيسيا فى الثورة.

واستمرت حالة الغزل السياسى فى «الجماعة» فترة طويلة، وشاركتها القوى السياسية معارك متعددة منها رفض المبادئ الدستورية التى عرفت بـ«وثيقة السلمى»، وكذلك قانون انتخابات مجلسى الشعب والشورى، والذى طرحه المجلس العسكرى الحاكم بأن تكون الانتخابات بنظام القائمة والفردى، على أن يكون الفردى للمستقلين فقط، فاحتشد المتظاهرون فى ميدان التحرير، لينتهى الأمر بتعديل القانون وجعل المقاعد الفردية للأحزاب والمستقلين معا، وكان القصد من ذلك هو فتح ثغرة لحصد عدد أكبر من المقاعد البرلمانية.

هناك أيضا، تهديد اللواء عمر سليمان بفتح «الصندوق الأسود» للجماعة، ولم تتخلف القوى السياسية ورموزها عن الرد على تلك التهديدات، وزادت بيتا فى شعر التغنى بـ«وطنية الجماعة»، ويمكن رصد أمثلة عديدة أخرى فى هذا السياق للتأكيد على أن سيولة الحالة السياسية بعد ثورة 25 يناير أدت إلى أن الجميع تعامل مع الجماعة وكأنها دخلت طبعة سياسية جديدة تختلف جذريا عما مضى، وفى اعتقادى أن ما ساهم فى ذلك إلى حد ما هو ظهور القوى السلفية بخطابها المتخلف، مما جعل القوى السياسية المدنية تبحث عن طبعة

أكثر حداثة للقوى المنتسبة إلى الإسلام السياسى، فكانت الجماعة هى تلك الطبعة.
وبالعودة إلى سؤالى: هل كانت تحالفات الأحزاب مع الإخوان خاطئة، ويستوجب محاسبة كل الذين شاركوا «الجماعة» فيها؟، أقول إنها لم تكن خاطئة تماما وهى ابنة لحظتها السياسية، ويتذكرها المصريون الآن بوصفها محاولات استهدفت ترشيد الجماعة، ودمجها فى الصف الوطنى، غير أن الجماعة لم تلب النداء واستمرت فى الانغلاق على نفسها،

مما أكد للمصريين أن الذين حاولوا هم أصحاب فضل، أما الجماعة فلم تستثمر الفرصة، فأضافت أسبابا أخرى للفظها شعبيا وسياسيا. ويقودنا ذلك إلى القول بأن تقييم هذا الأمر بانتقاد الذين تحالفوا مع الإخوان هو فى حقيقته كيد ومعايرة وادعاء للحكمة بأثر رجعى، ولا ينتمى إلى التقييم السياسى المفيد ونحن ننظر إلى المستقبل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

مشاكس

معاقبة قاضى أرض الطيارين بسبب حكم البراءة علامة إستفهام كبرى ؟

ثورة ديه أم إنقلاب .. يامتعلمين يابتوع المدارس !

عدد الردود 0

بواسطة:

ناصريون فاشلون

حمدين صباحى " مرشح جدة " فى مواجهة المستأسد بصناديق الذخيرة

ناصريون حائرون بين حمدين الجداوى وأبو الأحلام !

عدد الردود 0

بواسطة:

ســعيد مـتولـى

☜ المتحدث العسكرى: متفجرات بورسعيد استخدمت بحادث مبنى التجارة العالمى☞

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة