مصطفى إبراهيم يكتب: ملامح امرأة أخرى!

الجمعة، 17 يناير 2014 04:13 ص
 مصطفى إبراهيم يكتب: ملامح امرأة أخرى! امرأة فى ندوة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دائمًا يسيطر عليها شعور غريب، تظل تنظر إلى مرآتها كعادتها، ملامحها كما هى، لكنها تبحث عن ملامح امرأة أخرى مفقودة بداخلها .. امرأة تحمل حقيقتها التى تاهت منها، امرأة تتمرد على اعتياد الأشياء اليومية برتابتها المملة، امرأة لا تعترف بأنها مجرد كائن يأكل ويشرب وينجب الأطفال، امرأة تضرب العادات بعصا الثورة الكامنة فى جوارحها .

ملامح المرأة الأخرى .. تصرخ فى داخلها، تشعرها بإنها ليست امرأة عادية ترضى العيش كآلة تحرث الزرع أو كدمية فى أحد منازل الزوجية، إنما هى امرأة جميلة وأنثى رقيقة تحمل مشاعر إنسانية .. امرأة لها شخصية مستقلة .. امرأة تهوى أن تكون ملكة الحب والعطاء مع من يقدرها .. إنها امرأة تعيش بين شخصيتين! شخصية امرأة تتفاعل مع الحياة بطريقة آلية، وشخصية أخرى تعكس كينونتها كأنثى حقيقية.

إنها تعشق ملامح المرأة الآخرى التى تسكن بداخلها .. تلك المرأة الثائرة التى تجمع كل جمال النساء وأسرارهم، امرأة تحمل فصول السنة الأربعة.. فى الشتاء متقلبة، فى الصيف جميلة، فى الربيع متجددة، فى الخريف هادئة.. امرأة تعشق كسر الجمود والرتابة وروتين الحياة اليومية.. امرأة تجمع كل متناقضات الأنثى، فهى تكره القيود، لكنها لا تفرط فى الحرية .. هى بالفعل أنثى ليست اعتيادية.

إن المرأة الآخرى بداخلها، هى حقيقتها المدفونة تحت تراب العبودية والضغوط الحياتية، والمكبلة بقيود الأشكال الاجتماعية .. أحيانًا تلتمس لنفسها الأعذار عندما تتقمص شخصية الأنثى العادية، فتحاول التعايش معها حينًا من الوقت، لكنها تشعر بالخمول الأنثوى، ورغمًا عنها تغمض عينيها وتستدعى تلك الأنثى المتجذرة فى أعماقها، فتنسى كل العالم من حولها لتحلق فوق سماء الاعتياد وترحل بعيدًا إلى مدن العشق والجمال.

ويظل الصراع محتدمًا فى داخلها.. كيف تعيش بشخصية امرأة ترفضها وبين ملامح امرأة أخرى تعشقها حد الجنون؟!







مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

سهام محمد

مقالة رائعة

سلمت يداك وبوركت

عدد الردود 0

بواسطة:

نور الهدى

تحفة

مقالة تحفة يا أستاذ مصطفى تصف حال الكثيرات

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد عمر

وصف حقيقيى

كأنك دخلت وتعمقت فى حال المرأة التى تعانى ما اروعك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة