يعتمد الكثير من أصحاب الألعاب السحرية على حيلة تخدع كثيرين، وهى أن يلفت انتباه الناظرين إلى شىء محدد، بينما يبعد أنظارهم عن جهة أخرى إن التفتوا لها سيكتشفون سر اللعبة، ها هم الذين اكتشفوا سر اللعبة فلم ترهبهم ألاعيب الساحر، فهموا أنه إنسان عادى جدًا، لكنه تدرب على لعبته حتى أتقنها، وبإمكان الناظر أن يتفوق على الساحر بذكاء الملاحظة فيكشف سر اللعبة فى لحظات.
هذا التحدى يحدث لكثيرين بأشكال مختلفة، فكم من أبواب الخير تفتح أمام أعيننا دون أن ننظر لها منشغلين بأشياء أخرى، كم يضيع العمر فى انتظار فرصة تفتح أبوابها، وبكل لحظة يفتح الله ألف باب وننشغل عنه بما لا ينفع.
كم منا أضاع لحظة عتاب جميلة بينه وبين حبيبه منشغلاً بخوفه على كرامته، رغم أن الاعتذار بين الأحبة لا يضيع الكرامة، بل يؤكد الرحمة والمودة بينهما، وكم منا أضاع خير بسيط يفعله لوجه الله ليمحو به سوء أفعال ظل العمر يتألم من ذكراها، وكم ادخر كثيرون بذكرياتهم أحداثا مؤلمة، ظلوا منشغلين بتذكرها عن فرص الحياة أمامهم، فها هى لا تريد قبول الزواج بعد صدمتها فى حبها، وها هو على خلاف مع أبوه بعد صدام بينهما ولا يريد أى منهم تجديد الثقة بالآخر، وكم منا لا يبدأ بالخير بعدما لاقاه من شر البشر فانشغل بشرورهم عن الأجر العظيم، الذى سيناله من الله إن بدأ بالخير لهم.
ففى كل أزمة يفتح الله أبواب الأجر العظيم على الصبر، وفى كل نعمة يفتح الله أبواب الأجر العظيم على الشكر، لكن كثيرين ينشغلون بالأزمة أو بالنعمة، فلا نالوا أجر الصبر ولا ثواب الشكر، فينجح الشيطان فى حيلته مع الإنسان، أن يشغل الإنسان بشىء لا نفع فيه حتى لا يرى الباب الذى فتحه الله له حتى ينال الخير الذى كان يتمناه.
آلاف الأبواب يفتحها الله للإنسان فى كل لحظة مع كل حدث يمر بحياته، ولكن لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور، فما أحوجنا لنور الله حتى نرى تلك الأبواب، فربما كانت تلك المقالة باباً فتحه الله لك لتتذكر به خيرًا تفعله، أو تمتنع به عن شر فتمنعه، فلا تجعل نفسك والشيطان كالساحر الذى يشغلك عما ينفعك، بل انظر للباب الذى فتحه الله لك فلا تتردد أن تدخله.
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة