محمد شوارب يكتب: آن الأوان للفقراء أن يعيشوا

الجمعة، 17 يناير 2014 04:00 م
محمد شوارب يكتب: آن الأوان للفقراء أن يعيشوا صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الناس بمختلف أشكالهم وألوانهم وأطيافهم، ليست نسخة واحدة، وإن اختلافهم هو قدرة الله سبحانه وتعالى فى خلق عباده فى الأرض، الذى خلقنا بدقة.

فهل يرضى الناس بما قسمه الله لهم، ولكن ليعلم الناس أن الأرض ممتلئة بالخير، وعلينا جميعًا بذل الجهد والعطاء، ما دام أعطانا الله القوة التى نستخدمها في موضع التجربة، التى وضعنا الله فيها.

لكي نثبت لله وأنفسنا إننا على قدر تحمل أعباء الحياة اليومية.
تتعجب كثيرًا وتذهل عندما تجلس مع هؤلاء الفقراء والمساكين والغلابة، الذين يملكون عقول الأغنياء.

وتسأل نفسك إن هؤلاء الفقراء هل هم أحق بإحراز المال، ولكنها حكمة وإرادة الله فى الأرض.

منذ عقود وسنين يعانى الفقراء الكثير، وأتت عليهم حكوماتى، ولم ترفع من مستوى معيشتهم، وتراهم يسكنون العشوائيات والشوارع والطرقات والأسطح.

دون اهتمام فعّال بهم ولهم وعليهم. فأصبحت تنتشر الفوضى والبلطجة واستخدامهم فى أعمال التخريب دون وعى هنا وهناك.

وقد يسبب الفقر لأصحابه خروج عن سجاياهم، مما قد يجعلهم ينفصلون عن المجتمع، ويعيشون حياتهم فى اعوجاج ويثير الاضطراب في سلوكهم المجتمعى.

وهذا كله يحدث نتيجة عدم قيام المؤسسات بدورها فى حماية هؤلاء الفقراء من أفعالهم وأقوالهم. لا يوجد اهتمام بهم ولا توعيتهم التوعية الصحيحة.

فأصبحت هناك هموم جاثمة تقع على عاتق المجتمع كله، وقد يسألنى الكثير منهم كيف سوف يكون مستقبلنا؟ فما كان منى إلا أن أتمسك وأجب عليهم بالدستور الذى منحهم ويمنحهم الكثير، والذى أتى ليشبع جوعتهم ويلبى رغباتهم.

ليس فقط دستور بلدنا، الذى سوف يقف بجانبهم، ولكن على الحكومة الحالية والقادمة، أن تهتم بهؤلاء الفقراء، فهناك الكثير من الحلول كى تقضى على هذا الفقر.

هناك من الصحراء ما يسع للسكن والزراعة، ماذا لو اهتمت الحكومة بذلك؟ فصحراء مصر لا حدود ولا حصر لها، لماذا لم نستخدم هذه الصحراء لصالح الفقراء والمساكين والغلابة؟ منذ آلاف السنين والصحراء جرداء دون زراعة؟ لماذا نحن حائرون واقفون صامتون أمام هذه النعمة الكبيرة التى منحنا الله إياها.

فإن الصحراء قد تحل مشاكل كثيرة وتقضى على الفقر فى مصر، بل الأكثر من ذلك الزحام الذى تتكدس به المدن، ما المانع أن نُملك هؤلاء الفقراء هذه الصحراء الخالية من شجرة وزرعة ونبتة. قد حان وآن الأوان أن تحل مشكلة هؤلاء الفقراء، ووجب علينا جميعًا الوقوف بجانبهم.

ويا للعجب لو تنازل وأعطى الغنى الفقير ما يعيش به قوت يومه، ما فضل عن حاجته من الطعام وما شكا واحد سقمًا ولا ألمًا.

وأرى ما أرى فى حياتى، وليتنى لم أر وأسمع هؤلاء الأقوياء الأغنياء من أمتنا (مع كامل الاحترام لهم)، الذين ينامون فى مضجعهم، ولم يسمعوا أنين الفقراء والمساكين والغلابة، وهم يرعدون بردًا وقرًا، وليتنى أتصور أن الإنسان هو إنسان مادام أراه عطوفًا ومحسناً، فالإنسان يحسن إلى الجار الفقير ليتخذ إحسانه إليه سبيلاً إلى الإحسان إلى نفسه وغيره .

وكثيرًا من الخطأ أن تفكر وتحسب فى نفسك، أن المال هو ما لديك من أموال في شكل ذهب وفضة وأملاك، لا.. إن مالك هو ما أكرمك به الله لنفسك وغيرك من الفقراء والمساكين والغلابة، لكى تعطف وتحسن عليهم وترسم البسمة على وجوههم وتزيل عنهم الأحزان وتفرح معهم ويفرحوا معك، من هنا فإن الله قد أكرمك وأنعم عليك بالكثير.. الكثير.

واعلم أيها الغني أن الأمان والعافية تجعلك تنهض بفكرك ومالك فى هدوء واستقامة، لكى تنعم وتنم على الفقير المحتاج وتحسن له وعليه. وتجعلك تغير مجرى الحياة إلى الأفضل، فنحن جميعًا نعيش في وطن واحد، وعائلة واحدة نبنى وطن واحد تحف جوانبه بالحب والعطف والأمن والأمان والعطاء المستمر.

فها قد حان وآن الأوان أن يعيش الفقير بيننا، ورحم الله عمر بن عبد العزيز (رضى الله عنه) الذى لم يكن هناك فقيرًا واحدًا فى عهده. حماك الله يا مصر.









مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة