يرى بعض المحللين السياسيين الغربيين، أن الاتفاق المؤقت بين ايران والدول الغربية الكبرى ما هو إلا هدنة مؤقتة لستة أشهر لكسب الوقت.
وبعد أسابيع عدة من المساومات، توصلت القوى العالمية الست الكبرى لاتفاق مع إيران فى الثانى عشر من يناير الجارى والذى يضع أساسا "لخطة العمل المشتركة" لتجميد البرنامج النووى الإيرانى لمدة ستة أشهر، ويبدأ تنفيذ هذه الخطة فى العشرين من يناير الجارى.
وتحصل إيران فى المقابل على 4.2 مليار دولار على دفعات وهى السندات التى صادرتها البنوك الغربية، بالإضافة إلى وقف بعض العقوبات المالية الأخرى.
وذكرت صحيفة الايكونوميست البريطانية، أنه رغم ذلك فإن الوقت يمضى بسرعة وقد لا يمهل المتفاوضين للتوصل إلى اتفاق تسوية شاملة، مشيرة إلى أن داعمى هذا الاتفاق مع ايران يرون أن فرص التوصل لاتفاق شامل ضعيفة.
وتوضح الصحيفة، أن الاتفاق، الذى تم التوصل اليه فى البداية فى شهر نوفمبر، يراه البعض على أنه هدنة لستة أشهر.ونقلت الصحيفة عن جارى سامور، الذى كان مستشار الرئيس باراك أوباما بشأن الحد من التسلح حتى العام الماضى والذى يعمل حاليا فى مركز بلفير فى جامعة هارفارد، إن كلا الجانبين لن يمنحا تنازلات كبيرة، مشيرا إلى أنه تم تأجيل معظم القضايا الصعبة.
وأوضحت الصحيفة، أن الأمر ليس مفاجئا، مع الأخذ فى الاعتبار درجة عدم الثقة المتبادل، ولكن ذلك يعنى أن باقى القضايا المهمة يجب التعامل معها.
وأكدت الصحيفة، أن أى اتفاق مع أمريكا بدعم من بريطانيا وألمانيا وفرنسا سيكون صعباً جداً حتى مع وجود رئيس معتدل مثل حسن روحانى، ويقول الرئيس الأمريكى "إنه على إيران أن تقبل قيود صارمة على برنامجها النووى مما يجعل من المستحيل تطوير سلاح نووى".
وتشير الإيكونوميست إلى أنه فى الحقيقة، لا يمكن لاتفاق دائم أن يلغى قدرة إيران على الحصول على القنبلة إذا كانت تريد حقا واحدة، مؤكدة أنه يمكن تدمير البنية التحتية، ولكن المعرفة التقنية لا يمكن القضاء عليها.
"هدف أوباما الحقيقى هو جعل ذلك الأمر صعبا كالمستحيل. وحرمان إيران من إنتاج كميات ضخمة من المواد الانشطارية بالسرعة الكافية".
وبينما يسمح لإيران الاحتفاظ بقدرتها على تخصيب اليورانيوم وهو تنازل كبير طبقا لكثير من المنتقدين للاتفاق فإن واشنطن تصر على أنه يجب على إيران أن تقلل من قدرة أجهزة الطرد المركزى الحالى من 19000 إلى أقل من 5000، بالإضافة إلى شروط الولايات المتحدة الأخرى للتوصل إلى اتفاق شامل والتى تشمل إغلاق منشأة تخصيب تحت الأرض فى فوردو، وتفكيك مفاعل نووى يعمل بالماء الثقيل فى أراك، بجانب عمليات تفتيش مستمرة وأكثر صرامة مما هو مطلوب من قبل ايران لتوقيع "البروتوكول الإضافى" للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وعلى جانب آخر أكد حسن روحانى على عدم تدمير أى منشأة نووية فى إيران، وأن منشأة أراك ستبقى لتوفير النظائر الطبية، مؤكدا على ما أسماه حق إيران فى التخصيب "على نطاق صناعى"، وهو ما يعنى قدرة 50000 لأجهزة الطرد المركزى.
وأكد مارك فيتزباتريك، متخصص فى انتشار الأسلحة والأمن النووى فى معهد الدراسات الاستراتيجية فى لندن، فى تصريحات لصحيفة الإيكونوميست "إنه طالما بقى آية الله على خامنئى كمرشد أعلى وأعلى سلطة فى البلاد، فانه من المستبعد الوصول لاتفاق مع إيران.
وتشير الصحيفة إلى أن المعوقات لا تشمل ايران فقط، فان أعضاء الكونجرس يرفضون أيضا الوصول لاتفاق مع إيران ويرغبون فى فرض مزيد من العقوبات عليها، وبالتالى فان التوصل لاتفاق شامل أمر مستبعد إذا لم يقرر الطرفان المعاديان للاتفاق المؤقت التوقف عن الانتقاد ومهاجمة هذا الاتفاق.
لمزيد من الأخبار العالمية..
انحسار الفيضانات فى جزيرة سولاويسى الإندونيسية ومقتل 16 شخصا
مخاوف تركية من إلغاء الاتحاد الأوروبى زيارة أردوغان لبروكسل
وفاة 34 شخصا بسبب الفيضانات والانهيارات الأرضية بالفلبين
صحيفة الإيكونوميست: خبراء يرون الاتفاق مع إيران مجرد هدنة لـ6 أشهر
الجمعة، 17 يناير 2014 05:36 م