على السمان

ماذا سيعنى.. انتصار نعم للاستفتاء؟

الثلاثاء، 14 يناير 2014 03:01 م


ماذا سيعنى لشعب مصر ولوطننا أن ينتصر الاستفتاء «بنعم» مدوية ليسمع صداها من أراد لمصر شرا فى قطر.. وتركيا.. وليذهب صداها أبعد من ذلك فيصل إلى واشنطن وباريس ولندن، فتعى هذه الدول أن مصر شعبا وحكومة قد اختارا خارطة طريق توصلنا إلى بر الأمان الديمقراطى، وأن جيش وشرطة مصر قد نزلوا إلى شوارع وميادين وقرى ونجوع ومدن بلدنا ليحموا حرية الاستفتاء والمصوتين من عدوان الإرهاب والتطرف، ما هى أبعاد انتصارنا عند الاستفتاء: أولا: ستعنى «نعم المدوية «أننا نذهب بعدها إلى اختيار وبناء نظام حكمها بانتخابات الرئاسة ويليها الانتخابات البرلمانية، وهذا التتابع تريده إرادة شعبه للتعجيل بأولية الاستقرار بانتخاب رئيس للدولة يدير شؤون البلاد، ثانيا: ستعنى «نعم المدوية» أيضاً أن ملايين من صوتوا فى الاستفتاء قد ضموا صوتهم إلى الملايين الذين خرجوا فى 30 يونيو مطالبين بتنحى رئيس دولة اصطدم بقضاء مصر الشامخ واختراع إعلانات دستورية تتحدى الشرعية ومبدأ فصل السلطات ودفع حلفائه أن يلعبوا بجهاز الأمن الوطنى، وأن يستبعدوا المهنيين الحقيقيين منهم ويزرعوا رجالهم، واصطدم كذلك بالقوات المسلحة حينما رفض إغلاق الأنفاق مع غزة ومنع الجيش من أن يهاجم الإرهابيين فى وسط سيناء من القاعدة والجهاديين، مهددا بذلك الأمن القومى للوطن، حجر الزاوية فى المهام المقدسة للجيش. ثالثا: «نعم المدوية» ستعنى أيضا بالنسبة للخارج انتهاء خرافة أن ما حدث فى مصر عند خلع محمد مرسى هو انقلاب بل ترجمة لإرادة شعب صمم على التغيير وأكمل دوره التاريخى بالتصويت المدوى على شرعية الاستفتاء، وسيكون دعوة للدول الأجنبية- وأعنى هنا بالذات أمريكا وأوروبا- أن تعيد حساباتها فى التعامل مع مصر، وأن تتوقف عن الكيل بمعيارين.

رابعا: «نعم المدوية» ستعطى صدى فى الدول العربية التى اختارت طريق التعاون والدعم وتحدى القوى الخارجية بوقوفها بجانب مصر اقتصاديا وسياسيا وإعلاميا، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت والبحرين وعمان، لقد اختارت كل هذه الدول هذا الموقف من منطلق الرجولة والشهامة العربية الأصيلة والإيمان أيضا بالمصير المشترك على المستوى الاستراتيجى، خامسا: إننى على ثقة أن «نعم المدوية» سيكون لها أثر فى الشعور بخيبة أمل فى دولتى قطر وتركيا، فتركيا ستشعر المعارضة ضد أردوغان بفشل السياسة الخارجية لرئيس وزرائها، أما قطر فإننى أريد هنا وقفة متأنية لأقول إن هناك مبدأ فى السياسة الخارجية أنه لا يوجد عداء دائم ولا أحلاف دائمة، حقيقة أن التغيير الذى حدث على رأس الدولة قد أعطى آمالا بتغير سياستها قبل أن نكتشف أن رئيس الدولة السابق ورئيس وزرائها السابق مازالا يحركان قواعد اللعبة من خلف الستار، ومن يقرأ البيان الكارثى القطرى الأخير بهجوم شرس أدى إلى تدهور العلاقات، يفهم خطورة هذا الدور الخفى والشيطانى، ولكن أرجو فى هدوء وحسابات دقيقة أن نعمل على تطبيق قاعدة رفض التعميم فى الأحكام، فلا نخلط بين مؤسسة الحكم والشعب القطرى من ناحية، وأيضا لمن مارسوا «لعبة الأمم» التى تعرفها جيدا أجهزة الأمن القومى يجب أن نفترض أن هناك بعض شخصيات هامة فى قطر لا توافق على السياسة العدائية التى تستمر فى ممارستها القيادة السابقة، ولكن هذه الشخصيات الهامة لم تحن لها الفرصة بعد لتعظم دورها ولكنها أعطت دلائل إيجابية باهتمامها بالاستثمار فى مصر، عودة إلى الاستفتاء بنعم المدوية لنقول ستكون فاتحة خير لمصر ولمستقبل العلاقات المصرية العربية.


أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة