محمد الدسوقى رشدى يكتب: قرضاوى عبدالناصر يتحدى قرضاوى السيسى.. يوسف القرضاوى يضع شروط المصالحة بين الجيش والإخوان ويعرض توقف الإخوان عن التظاهر مقابل وقف حملة الاعتقالات وهجوم الصحف

الإثنين، 13 يناير 2014 07:31 م
محمد الدسوقى رشدى يكتب: قرضاوى عبدالناصر يتحدى قرضاوى السيسى.. يوسف القرضاوى يضع شروط المصالحة بين الجيش والإخوان ويعرض توقف الإخوان عن التظاهر مقابل وقف حملة الاعتقالات وهجوم الصحف يوسف القرضاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إقرار واقع:
انتهى الأمر.. لا أنا ولا أنت ولا هو ولا هم ولا حتى الطفل فى رحم أمه يحتاج إلى دليل أو برهان، يؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين تشكل المادة الخام للانتهازية، وإعلاء قيمة المصلحة فوق سقف كل الأشياء، بدءا بالدين ومرورا بالوطن وانتهاء ببنى البشر الذين لا يحملون فوق أجسادهم ختم تنظيم الإخوان المسلمين.

ومن الجماعة إلى أفراد الجماعة انتقل فيروس الانتهازية، وتجلى وتجسد فى أبشع وأحقر صوره فى قلوب وعقول أفراد جماعة الإخوان، وحولهم إلى نوع متطور من مصاصى الدعم والدماء، إن وجدوا فى شرايين أحدهم بعضا من التعاطف سحبوها وامتصوها حتى آخر قطرة، وجعلوا منه شهيدا فى محراب مديحهم، ومع سقوط قطرة التعاطف الأخيرة فى جوف دعم تنظيمهم، أو مع انصراف الشخص المقصود عن دعمهم، سرعان مايصبح فى عيونهم جثة لا فائدة منها، وهدفا لكل سهام التشويه والتجريح.

والبحث عن نموذج واضح لانتهازية الإخوان كتنظيم، أو انتهازية أفرادها لا يحتاج إلى جهد مضنٍ، هو يشبه تماما البحث عن كوم من القش وسط الإبرة الشهيرة، ومجموعة من أصحابها، وأشهر النماذج المطروحة فى السوق الإخوانى الآن هو شيخ الجماعة وكبيرها الدكتور يوسف القرضاوى الرجل الذى يقول ويفتى اليوم بعكس كل ماقاله وكتبه فى الأيام الماضية، والماضى كما تعلمون حينما يكون موثقا بقلم صاحبه، يتحول إلى قاض وشاهد على تحولات الرجال، وفاضحا لكل محاولة تغليب المصلحة على حساب المبدأ، الماضى حينما يكون موثقا بيد الشيخ يوسف القرضاوى يتحول إلى أداة مهمة فى تعرية القرضاوى، خاصة حينما تتشابه المواقف والمعطيات التى دفعت الشيخ لإقرار مبدأ بعينه، مع المواقف والمعطيات الجديدة التى يمنحها الشيخ تأويلا مختلفا فى محاولة لطمأنة نفسه، وهو يتصرف مع نفس ذات المواقف بمبدأ مختلف ومعاكس تماما عن تلك المبادئ التى أقرها قبل 50 عاما من الآن.

(1)
أنت تعلم قطعا أن المشهد الدائر على الساحة السياسية المصرية الآن يتشابه إلى حد التطابق مع الأحداث التى دارت على نفس الأرض فى الخمسينيات وأوائل الستينيات، فيما يخص الحرب المعلنة والخلاف الواضح بين تنظيم الإخوان والجيش، فى المرة الأولى اتهم الإخوان الجيش ممثلا فى عبدالناصر والضباط الأحرار بالسطو على الثورة وسرقتها، والآن ينسخ الإخوان نفس الاتهام، ويوجهون للجيش ممثلا فى المجلس العسكرى والفريق السيسى وزير الدفاع تهمة القفز على ثورة 25 يناير وسرقة السلطة من أول رئيس مدنى منتخب، فى مشهد مابعد ثورة 23 يوليو، ارتفعت حدة المعارك بين الإخوان والسلطة، الإخوان يتظاهرون ويهاجمون وينشرون العنف والسلطة تفرط فى الاعتقالات والعنف المضاد وبعض من عقلاء الجانبين يبحثون عن التصالح، وفى مشهد مابعد 30 يونيو، الإخوان يتظاهرون وينشرون الفوضى والعنف ويكذبون وينشرون شائعات حول الجيش ومصر، والسلطة ترد بالاعتقالات والعنف وآلة إعلامية لا تكل ولا تمل عن مهاجمة الإخوان وفى المنتصف بعض من العقلاء يرفعون شعار الهدنة، وضرورة إخضاع الإخوان لاتفاق ما يهدئ الأوضاع من أجل مصر ومن أجل الحفاظ على ماتبقى للإخوان من الغضب والفتك الشعبى.

قرضاوى مابعد 23 يوليو:
- فى مشهد مابعد 23 يوليو كان الشيخ يوسف القرضاوى واحدا من هؤلاء الذين يشجعون على إيجاد صيغة للهدنة والتصالح وتصفية الأجواء بين الإخوان والجيش تحت شعار الحفاظ على الوطن، والخوف على انهيار التنظيم من أثر الضربات الأمنية، وقتها ووفقا لما ذكره الشيخ القرضاوى فى مذكراته المطبوعة والمنشورة على موقعه الرسمى، اعترف الشيخ بأنه كان واحدا من الذين صاغوا ودعموا مفاوضات الصلح مع الجيش ونقل نص ماجرى فى أحد لقاءات التفاوض مع أحد ضباط الثورة: (الهدف المباشر الآن سيكون مقدمة للصلح، وإذا استطعتم أن تقوموا بأعباء الهدف المباشر انتقلنا إلى الصلح. قلنا: وما هو الهدف المباشر؟، قال: كل الذى أستطيع أن أبذله لكم الآن: أن أعقد معكم هدنة؛ فإذا نجحتم فيها كان لكم أن تطالبوا بصلح، قلنا: وما شروط هذه الهدنة؟، قال: هما شرطان: 1 - أن توقفوا حملتكم على اتفاقية الجلاء. 2 - أن توقفوا إصدار النشرات. قلنا: ولنا شرطان مقابلان هما: 1 - أن توقف الاعتقالات والتشريد. 2 - أن توقف الحملة الصحفية.، قال: أنا موافق على شروطكم إذا وافقتم على شروطى، قلنا: إننا موافقون. وهنا ختمت الجلسة وخرجنا وكلنا أمل فى الوفاء بما اشترط علينا لنخرج بالدعوة من هذا المأزق الخطير الذى وضعت فيه).

ثم أضاف القرضاوى وبسطور تفوح منها رائحة الأسى أسباب فشل الصلح قائلا، ويبدو من سير الأحداث أن الأمور جرت فى مسار آخر غير المسار الذى كان ينشده الأخ محمود عبدالحليم، ومن وافقه من الإخوان فيما سماه (محاولة للإنقاذ). فقد كان الجو فى داخل الإخوان متوترا ومشحونا ضد الثورة وعبد الناصر، ولهذا باءت هذه المحاولة للتقريب أو المصالحة أو الهدنة - التى قد تؤدى إلى مصالحة - بالإخفاق والفشل، نتيجة لتصلب القيادات فى مواقفها، وتغليب التشدد على المرونة، وكانت الأغلبية ضد عرض مذكرة التصالح أو نقاشها، وكان هذا الانقسام فى الصفوف العليا للإخوان، أما قواعد الإخوان بصفة عامة، فكانت مع المرشد، وذلك بسبب: أنها لا تدرى شيئا عما يدور وراء الكواليس، ولا تعرف عن العلاقات الخاصة بين الإخوان والثورة، ما يمكنها من الحكم، فالحكم على الشىء فرع عن تصوره. ولأن النشرات السرية التى كانت تصدر فى تلك الأيام كانت تعبئ الإخوان تعبئة شعورية عدائية للثورة ورجالها، ولا تسمح بأى تقارب أو مهادنة.

قرضاوى مابعد 30 يونيو:
فى مشهد مابعد 30 يونيو ورغم تشابه المعطيات والأسباب ورغم تطابق حالة الاحتقان بين الإخوان والجيش، نجد أنفسنا أمام قرضاوى مختلف، قرضاوى جديد غيرته المصالح والتعليمات العليا، وعلى عكس القرضاوى القديم الذى كان يؤمن بأن الصلح هو الطريق الوحيد لاستقرار مصر والحفاظ على الدعوة، يظهر القرضاوى الجديد كواحد من أهم أعمدة الدعوة للتصعيد، واستخدام العنف ضد الدولة المصرية، وواحد من أهم لاعبى فريق نشر الفوضى ورفض المصالحة، وهو الفريق الذى وصفه القرضاوى نفسه قبل عشرات السنين من الآن بالمتشددين والمتصلبين والمضحوك عليهم وغير القادرين على إصدار أحكام صحيحة. وبنص كلامه هاجم القرضاوى الرافضين للصلح مع الجيش، مؤكدا مخالفتهم لمنهج حسن البنا، والمنهج النبوى، وأخلاق عمر بن الخطاب رضى الله عنه، قائلا: (المتأثرون بالأستاذ البهى وشيوخ الدعوة المعروفين أمثال الشيخ محمد الغزالى، والشيخ عبدالمعز عبدالستار، والشيخ سيد سابق وأمثالهم، وقد كانت عواطفنا معهم من ناحية، يؤكدها عاطفة الإشفاق على الدعوة ومستقبلها: أن تدخل معركة غير متكافئة مع ثورة عسكرية متجبرة، معركة لا يعلم مصيرها إلا الله. فلو أمكن الصلح بين الجماعة والثورة، واللقاء فى منتصف الطريق، بدل الصدام المجهول النتائج ربما كان ذلك خيرا).

وقد حاول الإمام الشهيد حسن البنا بعد حل الإخوان سنة 1948م أن يسلك كل السبل ليجنب الإخوان الصدام الدامى مع الحكومة، ولو تنازل عن بعض الأشياء فى سبيل هذا الهدف، حتى إنه قبل أن يترك السياسة فى تلك الفترة، ويتفرغ للتربية ونشر الدعوة. وكان سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فى غزوة الحديبية: والله لا تدعونى قريش إلى خطة فيها صلة رحم وحقن للدماء إلا أجبتهم إليها. وكان عمر رضى الله عنه قبل أن يتهيأ لفتح بلاد الروم، يغريه القواد بما وراءها من مغانم ومكاسب، فيقول: والله لمسلم واحد، أحب إلى من الروم وما حوت.

(2)
القرضاوى الذى يدعو الإخوان للتصعيد ضد الدولة ويصف كل من يدعو لمصالحة وتهدئة ورفض للعنف بأنه خائن للدعوة، ويصدر فتاوى تحرم الاستفتاء، هو نفسه القرضاوى الذى كتب فى مذكراته قبل عشرات السنين مستنكرا ورافضا لموقف قيادات الإخوان الرافضة للمصالحة، وهو نفسه الذى غضب من بيانات الإخوان التى وصفت الراغبين فى المصالحة مع الجيش بأنهم خونة، وكتب نصا فى مذكراته يقول: يُعاب على الإخوان أنهم إذا أحبوا شخصا رفعوه إلى السماء السابعة، وإذا كرهوه هبطوا به إلى الأرض السفلى. والمفروض فى الإنسان المؤمن الاعتدال فى الحكم على الناس، الإخوان نشروا نبأ أن القرضاوى انضم إلى ركب الخونة، وعلى الإخوان أن يحذروا منه، لأنى أيدت الصلح بين الإخوان والثورة حرصا على مستقبل الدعوة»، ثم يتحدث الشيخ بغضب عن النشرة الإخوانية التى وصفته بالخيانة قائلا: (لقد أذاعت هذه النشرة نبأ قالت فيه إن القرضاوى والعسال مرقا من الدعوة، وانضما إلى ركب الخونة، وعلى الإخوان أن يحذروا منهما، وقد استجاب الإخوان لذلك، حتى قابلنى بعض الإخوة الذين كانوا يعتبرون من تلاميذى، فأعرضوا عنى، ونأوا بجانبهم، وبعضهم قال لى: لم يعد بيننا وبينك رباط، وهذا أمر شائع فى الإخوان، أذكر أنه حين صدر أمر بفصل الشيخ الغزالى والأستاذ صالح عشماوى والدكتور محمد سليمان والأستاذ أحمد عبدالعزيز جلال، وكنا فى معتقل العامرية، وكنت أتحدث مع أحد وعاظ الإخوان المعروفين، وجاء ذكر الأخ الشيخ الغزالى، فقال: الغزالى لم يعد أخا لنا، لا هو ولا إخوانه المفصولون من الجماعة، فقلت له: لم يعد أخا لنا فى الجماعة، لكنه بقى أخا لنا فى الإسلام. فرد علىّ بقوله: إن عمله فصل ما بيننا وبينه. فقلت له: وهل يهدم تاريخ الشخص وجهاده كله بزلة واحدة يزلها؟ إن الله سبحانه لو عامل الناس بهذه الطريقة لدخلوا جميعا جهنم)، وفى نفس الموضع قال القرضاوى: (وأقول بأسف: لقد كان رجال المباحث أصدق فى الحكم علينا من إخواننا الذين عرفونا وعرفناهم، وعايشونا وعايشناهم، فلم تخدعهم هذه المعارضة الظاهرة عن قراءة ما تكنه صدورنا من ولاء وعداء، أو حب وكره. ولهذا لم يترددوا فى القبض علينا فى أول فرصة، وتقديمى للمحاكمة).

(3)
قرضاوى ما بعد 30 يونيو يصف طلاب جامعة الأزهر بالشجعان ويدعوهم للاستمرار فى التظاهر، ومنع الامتحانات وتعطيل الطلاب عن أداء امتحاناتهم، ولا يرفض عنف طلاب الإخوان، ولا يستنكر ضربهم وهجومهم على الأساتذة والمنشآت بل يعتبر ذلك جهادا ضد الثورة الخائنة والجيش المغتصب. ويقول بأن مظاهرات الطلاب ثورة جديدة، والله سينصر الله الإسلاميين على الليبراليين وعلى غيرهم من اللادينيين.

ولكن يشاء السميع العليم أن يتقدم القرضاوى «القديم» بقلمه وبكلماته الموثقة فى مذكراته ليفضح ويكشف حقيقة قرضاوى مابعد 30 يونيو، لنكتشف معا أن الرجل الذى لم يظهر أى حرص على مستقبل طلاب الإخوان التعليمى، وشجعهم على التظاهر وترك الامتحانات ومنعها، هو نفس الرجل الذى كتب فى مذكراته يقول: (وقبل أول أيام امتحانى فى تخصص التدريس، حدث حادث مهم بالنسبة لى. فقد فتشت المباحث شقتنا التى نسكن فيها، بشارع راتب باشا بشبرا، واعتقل زميلى الذى يعيش معى فى حجرتى، وهو الأخ محمود نعمان الأنصارى، الطالب بكلية الآداب، والذى ضبط بحوزته كمية من المنشورات المحظورة، وكانت الشقة تتكون من أربع حجرات، كل حجرة يسكن بها شخصان. وكان محمود زميلى فى الحجرة فلما قبض عليه وسألوه: لمن هذا السرير فى حجرتك؟ فقال: هو لفلان.

فانتظرونى حتى عدت فى المساء، ليسوقونى إلى قسم روض الفرج الذى نتبعه. وأنا لا أعلم شيئا عن المنشورات التى ضبطت عند زميلى محمود. وهذه الأيام فى غاية الأهمية عندى، لأنها أيام الامتحان النهائى لإجازة التدريس، بعد دراسة سنتين. وقد أوصيت بعض زملائى فى الشقة أن يتصلوا بأستاذنا البهى الخولى ليتوسط فى الإفراج عنى لأداء الامتحان، وأن يتم ذلك على وجه السرعة، فالامتحان فى الساعة الثامنة صباحا. وقضيت هذه الليلة الليلاء ساهرا، لم يغمض لى جفن، لا من أجل عشق ليلى وسُعدى، كما قرأنا للشعراء العشاق، ولكن خوفا على الامتحان، الذى لو ضاع، فربما لا أعوضه إلا بعد سنين أو ربما لا أعوضه أبدا).

لمزيد من التحقيقات والملفات
فريد الديب: مبارك أبدى سعادته البالغة بشهادة إبراهيم عيسى ومصافحته فى المحكمة.. والرئيس الأسبق طلب إرسال لجنة خاصة للمستشفى للتصويت "بنعم".. وسوزان تدلى بصوتها فى مدرسة مصر الجديدة الثانوية بنات

مفاجأة.. تقرير عقار فيصل المنهار يتضمن أخطاء فنية.. المهندس لم يحدد عمق الحفر.. والجسات طبقة رملية.. واللجنة العشرية تجاهلت المخالفات ووافقت على الرخصة.. والنيابة تكلف "التفتيش" بالتحقيق

الداخلية تواصل حملاتها بالمحافظات لضبط عناصر الجماعة الإرهابية قبيل الاستفتاء.. وتنجح فى ضبط 14 قنبلة و4 عبوات ناسفة وترسانة أسلحة بالقليوبية.. وتلقى القبض على 16 إخوانيا بالإسكندرية و6 آخرين ببورسعيد





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة