قال تقرير لمركز كارنيجى الأمريكى للسلام الدولى إن الحرب السورية لها تداعياتها على الشرق الأوسط بحركاته الإسلامية.
وأوضح التقرير أنه فى حين يأتى المقاتلون الجهاديون الأجانب إلى سوريا من دول عربية أخرى لمحاربة بشار لأسد، فإنهم ينقلون أيضا خلافاتهم وجدالهم إلى أوطانهم ليتم النقاش حولها وبذلك، فإن الحرب السورية تعيد تشكيل المشهد السلفى الجهادى الأصولى فى الشرق الأوسط، وتمثل مصر فى ذلك نموذجا.
وتابع التقرير: أثر انفتاح المشهد السياسى فى مصر بعد ثورة يناير على التيار السلفى الجهادى وأجبر تطور النظام الوطنى والدولى هذا التيار على مواجهة خيارات أيديولوجية جديدة تعرضت وحدة الحركة السلفية الجهادية فى مصر لاختبار مع صعود وسقوط الإخوان المسلمين، لاسيما بعد عزل محمد مرسى.
ومؤخراً أدى الجهاد فى سوريا إلى تفاقم تلك الانقسامات فبينما تظل الشرعية الإسلامية للمعارضة المسلحة للنظام السورى لا خلاف عليها بين الراديكاليين الجهاديين، فإن مبعث القلق الذى يثير الانقسام هو أى فصيل جهادى يجب أن تدعمه الحركة السلفية الجهادية فى مصر.
ويلفت التقرير إلى أن هناك نقاشا يجرى بين السلفيين الجهاديين فى مصر حول الانقسام بين تنظيم جبهة النصرة الذى له صلات قوية بالقاعدة، وتنظيم دولة العراق والمشرق الإسلامى، وهوتنظيم جهادى دولى، وتلك الجماعتين انفصلتا عن بعضهما فى أبريل الماضى، وبدتا ككيانين منفصلين.
واستطرد تقرير كارنيجى: إن أحد تيارات السلفية الجهادية وهم "لأصوليون" متحالفين مع تنظيم دولة العراق والمشرق، ويدينون تركيز جبهة النصرة على الجهاد فقط والاعتماد على عقيدة ضعيفة. كما يلومون الجبهة لترحيبها بمتطوعين مصريين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية. فمثلا انتقدوها لقبولها أنصار حازم أبوإسماعيل فى صفوفها، اعتبروا أن دعم أبوإسماعيل للعملية الديمقراطية فى مصر هوبمثابة كفر. ولذلك دعموا قيادى جديد من الدرجة الثانية فى الجهاد السورى ويدعى أبو عمر الكويتى، والذى كون ما يسمى بجماعة المسلمين قرب الحدود السورية والتركية.
أما المعسكر الآخر فى السلفية الجهادية المصرية يتبع موقف أغلب السلفيين الجهاديين فى مصر والمنطقة، ويعارض الانقسام بين جبهة النصرة ودولة العراق والمشرق ويدعون للمصالحة بينهما، ويرى أن النقاء الأيديولوجى ليس كل شىء إلا أن التركيز يجب أن يكون منصبا على الدولة الإسلامية والنضال ضد الأسد والفصائل العلمانية.
وخلص التقرير إلى القول بأن الجدل فى مصر حول النقاء الإيدلولوجى داخل الحركة السلفية الجهادية لم يتم تسويته بعد، وربما تغير الأحداث فى سوريا من الأمور، لكن حتى الآن، فإنه من الواضح أن الحرب الأهلية السورية إلى جانب اعتقال عددا من قيادات السلفية الجهادية فى مصر يعزز موقف المتطرفين.
للمزيد من الأخبار السياسية...
السياسة الكويتية:"السيسى"مرشح من شعبه لإنقاذ مصر وإعادة استقرارها
بالفيديو.. مصطفى بكرى: 6 أبريل ذيل للإخوان ولم يشاركوا فى 30 يوينو
قنصل مصر بلوس أنجلوس: 99,5% من المصريين صوتوا بـ"نعم" فى الاستفتاء